- 03 ديسمبر 2025
- / 26
حافظت أسعار الفضة خلال تعاملات اليوم الأربعاء على تداولاتها فوق مستوى 58 دولارًا للأوقية في السوق العالمية، مستمرة في تعزيز مكاسبها بدعم من تراجع المخزونات العالمية وارتفاع الطلب الاستثماري إلى جانب تجدد المخاوف بشأن نقص المعروض، وفق تقرير صادر عن مركز «الملاذ الآمن».
وأشار التقرير إلى استقرار أسعار الفضة في السوق المحلية عند مستوياتها الحالية، حيث سجل جرام الفضة عيار 800 نحو 74 جنيهًا، وعيار 925 نحو 86 جنيهًا، بينما بلغ سعر جرام عيار 999 نحو 92 جنيهًا، في حين استقر سعر جنيه الفضة عند 584 جنيهًا.
وعلى الصعيد العالمي، سجّلت أوقية الفضة 58.33 دولارًا، بعدما لامست مستوى 59 دولارًا في الثاني من ديسمبر، وهو أعلى مستوى تاريخي تصل إليه الأوقية حتى الآن.
---
تراجع المخزونات وارتفاع قوي في الطلب الاستثماري
أوضح التقرير أن بيانات بورصة العقود الآجلة في شنغهاي تشير إلى تراجع المخزونات إلى أدنى مستوياتها منذ قرابة عشر سنوات. كما قامت الصين بتصدير نحو 660 طنًا من الفضة إلى لندن خلال أكتوبر، وهو حجم غير معتاد ساعد في الحد من أزمة نقص المعروض بعد الارتفاع الكبير في طلبات التسليم ببورصة لندن.
وفي السوق الأمريكية، ارتفعت طلبات تسليم الفضة لشهر ديسمبر في بورصة COMEX، رغم عدم اكتمال البيانات المتاحة حتى الآن. ولفت التقرير إلى أن نسبة العقود المفتوحة التي تطلب التسليم تعتبر "كبيرة"، ما يعكس ضغوطًا واضحة على المعروض الفعلي من المعدن الأبيض.
ويستمر الطلب الصناعي على الفضة في النمو، خصوصًا في قطاعات الطاقة الشمسية والإلكترونيات والتطبيقات الخضراء، بينما يرى محللون أن المستثمرين الأفراد كانوا المحرك الأكبر لموجة المكاسب الأخيرة. ووفق التقرير:
> "الدول لا تهتم بالفضة، لكن المستثمرين الأفراد يفعلون، وعندما يقرر الأفراد امتلاك الفضة، يصبح الأمر لا يمكن إيقافه."
وشهدت صناديق الاستثمار المدعومة بالفضة تدفقات جديدة خلال الربع الأخير من العام، بعد موجة خروج امتدت على مدار معظم عام 2024. كما ارتفعت مبيعات العملات والسبائك الصغيرة في المصاهر الكبرى، فيما أبلغ عدد من تجار السبائك في آسيا عن تأخيرات تمتد لعدة أسابيع في عمليات التسليم بسبب قوة الطلب.
---
المعروض المعدني بين الاستقرار والتراجع
أوضح التقرير أن نمو الإنتاج من المناجم العالمية لا يزال ضعيفًا، بل إن بعض المنتجين سجّلوا انخفاضًا سنويًا في حجم الإنتاج، في حين ظل معدل إعادة التدوير مستقرًا تقريبًا رغم ارتفاع الأسعار.
ويؤكد محللو السوق أن الوضع الحالي يشير إلى سيناريو محتمل لخلل في المعروض، قد يقود إلى صدمات سعرية مستقبلية إذا استمرت الضغوط الحالية على الإمدادات.
---
ارتفاع قياسي للفضة رغم تقلبات الأسواق
ورغم صعود الذهب بنسبة 95% منذ أكتوبر 2023، فإن الفضة تمكنت من مضاعفة قيمتها خلال الاثني عشر شهرًا الماضية، محققة ارتفاعًا ضخماً بنسبة 101% منذ بداية العام، لتتفوق بذلك على أداء الذهب خلال نصف المدة.
ويُعد هذا الأداء القوي فرصة للمستثمرين لتجديد الاهتمام بالمعدن الأبيض، مع توقعات بأن يشهد العام المقبل دورة طلب ذاتية التعزيز تُسهم في استمرار زخم الصعود.
---
الطلب الاستثماري والبيئة النقدية الداعمة
قال أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في "ساكسو بنك"، إن موجة الصعود الحالية للفضة تعكس فجوة كبيرة بين المعروض الفعلي والطلب، مؤكدًا أن الفضة "لم تعد تتداول بناءً على توقعات نقص المعروض، بل على أساس واقع فعلي".
وأشار هانسن إلى أن اتجاه الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المتوقع نحو خفض أسعار الفائدة في عام 2026 يقلل من تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بأصل لا يدر عائدًا مثل الفضة، ما يعزز الطلب الاستثماري والمؤسساتي، خاصة من صناديق الماكرو والمكاتب العائلية التي تبحث عن أدوات تحوط فعالة في مواجهة التضخم ودوامة الديون العالمية.
---
الطلب الصناعي يدعم استقرار الأسعار
وأكد هانسن أن الطلب الصناعي القوي على الفضة، وبالأخص في قطاع الطاقة الشمسية والتقنيات الخضراء، سيظل عنصرًا رئيسيًا في دعم أسعار المعدن خلال الفترة المقبلة. كما أشار إلى أن هذا الطلب الصناعي يوفر قدرًا من الاستقرار للسوق في ظل التقلبات المتزايدة بالأسواق المالية العالمية.