• / 2520

 

 

 

شهدت أسعار الفضة في الأسواق المحلية والعالمية تراجعًا حادًا خلال تعاملات اليوم الأربعاء، بعد موجة ارتفاعات قياسية أوصلت المعدن الأبيض إلى أعلى مستوياته التاريخية في الأسابيع الماضية. وجاء هذا التراجع وسط ضبابية اقتصادية عالمية متزايدة وتنامي التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيتجه إلى خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل، بحسب تقرير صادر عن مركز «الملاذ الآمن للأبحاث».

 

 

---

 

تراجع أسعار الفضة في السوق المحلية

 

أوضح التقرير أن أسعار الفضة في السوق المحلية شهدت انخفاضًا بنحو 4 جنيهات للجرام خلال تعاملات اليوم، حيث سجل جرام الفضة عيار 800 نحو 72 جنيهًا، بينما بلغ عيار 925 حوالي 83 جنيهًا، وسجّل عيار 999 نحو 90 جنيهًا، في حين استقر جنيه الفضة عيار 925 عند 664 جنيهًا.

 

 

---

 

الفضة عالميًا: تصحيح حاد بعد بلوغ القمة التاريخية

 

أما على الصعيد العالمي، فقد تراجعت أسعار الفضة بنحو 4 دولارات للأوقية لتسجل 48 دولارًا، بعد أن لامست مستوى 55 دولارًا للأوقية في 16 أكتوبر الجاري، وهو أعلى سعر في تاريخ الفضة الحديث.

وأشار التقرير إلى أن هذا الانخفاض جاء نتيجة موجة تصحيح حادة بلغت نسبتها نحو 7% منذ تعاملات أمس، متأثرة بارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي وتراجع الطلب على الملاذات الآمنة بعد تحسن المعنويات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

 

 

---

 

تأثير التصريحات الأمريكية على الأسواق

 

وأضاف التقرير أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري "عادل" مع الصين خلال قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (APEC)، المقررة الأسبوع المقبل في كوريا الجنوبية، ساهمت في تعزيز حالة التفاؤل في الأسواق العالمية.

وقد انعكس ذلك على ارتفاع مؤشرات الأسهم والسلع الدورية، في حين تراجعت الاستثمارات في الأصول الدفاعية مثل الذهب والفضة.

 

 

---

 

الدولار الأمريكي يزيد الضغط على أسعار الفضة

 

وفي الوقت نفسه، استقر مؤشر الدولار الأمريكي قرب أعلى مستوى له في أسبوع، مدعومًا بعمليات تغطية المراكز القصيرة بعد موجة بيع قوية للمعادن الثمينة. وأوضح التقرير أن ارتفاع الدولار يؤدي عادة إلى زيادة تكلفة الفضة على المستثمرين غير الأمريكيين، ما يُضيف المزيد من الضغوط على الأسعار العالمية.

 

 

---

 

توقعات خفض الفائدة تدعم النظرة الإيجابية للمعادن الثمينة

 

على الرغم من التراجع الحاد، أشار مركز «الملاذ الآمن» إلى أن النظرة المستقبلية للمعادن الثمينة ما زالت إيجابية، إذ تتوقع الأسواق خفضًا شبه مؤكد للفائدة الأمريكية بمقدار 25 نقطة أساس في الاجتماع المقبل للفيدرالي، وفقًا لأداة CME FedWatch.

ويُعتبر خفض أسعار الفائدة عامل دعم مباشر لكل من الذهب والفضة، نظرًا لتقليله تكلفة الفرصة البديلة لحيازتهما مقارنة بالأصول ذات العائد.

 

 

---

 

الإغلاق الحكومي الأمريكي يزيد الغموض الاقتصادي

 

كما أشار التقرير إلى أن الإغلاق الحكومي الأمريكي المستمر للأسبوع الرابع ما زال يمثل عامل غموض رئيسي أمام البيانات الاقتصادية المنتظرة، وعلى رأسها مؤشر أسعار المستهلك لشهر سبتمبر. وفي حال صدور بيانات ضعيفة، فقد يعزز ذلك مؤقتًا من الطلب على الملاذات الآمنة مثل الفضة والذهب.

 

 

---

 

اضطرابات غير مسبوقة في سوق الفضة العالمية خلال أكتوبر

 

رصد التقرير أن أسواق الفضة العالمية شهدت خلال شهر أكتوبر موجة اضطرابات هي الأعنف منذ أربعة عقود، بدأت شرارتها في الهند قبل أن تمتد إلى لندن، مركز تجارة الفضة العالمي.

فقد كشف فيبين راينا، رئيس التداول في شركة MMTC-Pamp India Pvt، وهي أكبر مصفاة معادن ثمينة في الهند، أن مخزون شركته نفد بالكامل للمرة الأولى في تاريخها، مؤكدًا: «لم أشهد سوقًا بهذا الجنون طوال مسيرتي الممتدة لـ27 عامًا».

 

 

---

 

الهند.. موسم ديوالي يحوّل الأنظار من الذهب إلى الفضة

 

وأشار التقرير إلى أن موجة الارتفاع الحادة في الأسعار كانت مدفوعة بـ حملة شراء جماهيرية خلال موسم ديوالي، حيث تحوّل ملايين الهنود من شراء الذهب إلى الاستثمار في الفضة، مدفوعين بـ حملات دعائية ضخمة على وسائل التواصل الاجتماعي وصفت الفضة بأنها «الفرصة الذهبية لعام 2025».

هذا الطلب القياسي المفاجئ، بالتزامن مع توقف الإمدادات الصينية خلال عطلتها الوطنية، أدى إلى قفزة تاريخية في العلاوات السعرية في الهند من بضع سنتات إلى أكثر من 5 دولارات للأوقية، وهو مستوى لم يُسجَّل من قبل.

 

 

---

 

لندن تواجه أزمة سيولة غير مسبوقة في تجارة الفضة

 

أما في لندن، فقد أدى النقص الحاد في المعروض العالمي إلى تجمّد عروض الأسعار بين البنوك الكبرى، واضطُر بعض المتعاملين إلى شراء الفضة من بنك وبيعها فورًا لبنك آخر بفارق سعري كبير وغير مسبوق.

وتسببت هذه الفوضى في ارتفاع الأسعار عالميًا إلى 55 دولارًا للأوقية يوم الجمعة الماضي قبل أن تهبط بنسبة 6.7% في اليوم التالي مع بدء عمليات التصحيح.

 

 

---

 

اختناق هيكلي في سوق الفضة العالمية

 

ووفقًا لبيانات معهد الفضة العالمي، تجاوز الطلب العالمي على الفضة حجم المعروض بنحو 678 مليون أوقية منذ عام 2021، مدفوعًا بالنمو السريع في قطاع الطاقة الشمسية الذي يعتمد على الفضة في إنتاج الخلايا الكهروضوئية.

كما انخفضت المخزونات في مستودعات لندن إلى ما دون 150 مليون أوقية مقارنة بأكثر من مليار أوقية في عام 2021، ما يضع السوق في حالة وصفها التقرير بأنها "اختناق هيكلي" حقيقي.

 

 

---

 

تحركات استراتيجية للمتعاملين في السوق الأمريكية

 

وأشار التقرير إلى أن الرسوم الجمركية الأمريكية المحتملة ضمن سياسات الرئيس ترامب دفعت العديد من الشركات إلى نقل مخزوناتها من الفضة إلى مستودعات نيويورك تحسبًا لفرض ضرائب جديدة، ما أدى إلى نقص السيولة في أوروبا وساهم في الارتفاعات القياسية الأخيرة قبل بدء التراجع الحالي.

 

 

---

 

«الملاذ الآمن»: التصحيح الحالي طبيعي بعد موجة صعود استثنائية

 

ويرى محللو مركز «الملاذ الآمن» أن التراجع الحالي يُعد تصحيحًا ضروريًا وطبيعيًا بعد ارتفاع أسعار الفضة بأكثر من 45% خلال تسعة أسابيع متتالية.

وأكدوا أن العوامل الأساسية التي دعمت الصعود ما زالت قائمة، وعلى رأسها نقص المعروض العالمي، وارتفاع الطلب الصناعي المرتبط بالطاقة النظيفة، وتوقعات استمرار التيسير النقدي عالميًا.

 

 

---

 

التوقعات المستقبلية: تصحيح أكتوبر قد يكون فرصة استثمارية

 

واختتم التقرير بتأكيد أن أساسيات سوق الفضة ما زالت قوية على المدى الطويل، وأن التراجعات الأخيرة لا تُغيّر الاتجاه الصاعد العام. ومع استمرار اضطراب الإمدادات وارتفاع الطلب الصناعي والاستثماري، فإن تصحيح أكتوبر قد يمثل فرصة لإعادة التمركز الاستثماري استعدادًا لدورة ارتفاع جديدة متوقعة تمتد حتى عام 2026.