- 14 أكتوبر 2025
- / 5220
سجلت أسعار الذهب في الأسواق المحلية والعالمية ارتفاعًا جديدًا خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، لتواصل بذلك موجة الصعود القياسية التي تشهدها منذ مطلع العام، مقتربة من حاجز 4200 دولار للأوقية، وسط تزايد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، واستمرار حالة عدم اليقين السياسي والاقتصادي العالمي، بحسب تقرير منصة «آي صاغة» المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات.
وقال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، إن أسعار الذهب ارتفعت بنحو 50 جنيهًا في الأسواق المحلية خلال تعاملات اليوم، مقارنة بختام تعاملات الأسبوع مساء السبت الماضي، ليسجل جرام الذهب عيار 21 مستوى 5550 جنيهًا، في حين ارتفعت الأوقية بنحو 30 دولارًا لتسجل 4140 دولارًا.
وأضاف إمبابي أن عيار 24 سجل نحو 6343 جنيهًا للجرام، بينما بلغ عيار 18 نحو 4757 جنيهًا، وسجل عيار 14 حوالي 3700 جنيه، فيما استقر سعر الجنيه الذهب عند مستوى 44400 جنيه.
وأشار إلى أن أسعار الذهب في الأسواق المحلية كانت قد شهدت ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات أمس الإثنين، حيث زاد جرام الذهب عيار 21 بنحو 100 جنيه، إذ افتتح التعاملات عند 5400 جنيه وأغلق عند 5500 جنيه، بينما ارتفعت الأوقية بنحو 93 دولارًا، لتفتتح التعاملات عند 4017 دولارًا وتغلق عند 4110 دولارات.
وفي الأسواق العالمية، واصلت أسعار الذهب تسجيل مستويات تاريخية غير مسبوقة، حيث لامست الأوقية خلال جلسة الثلاثاء مستوى 4180 دولارًا، وهو مستوى قياسي جديد لم تسجله من قبل.
ووفقًا لتصريحات ثو لان نغوين، رئيسة قسم أبحاث العملات والسلع في بنك كومرتس بنك الألماني، فإن الارتفاع الأخير في أسعار الذهب جاء نتيجة مباشرة لتصاعد التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، بعدما فرضت الصين عقوبات على شركات أمريكية تابعة لمجموعة كورية جنوبية، ردًا على العقوبات الأمريكية التي استهدفت قطاع الشحن الصيني.
وأضافت نغوين أن هذه التطورات تشير إلى احتمال تصاعد حدة الخلافات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، وهو ما يعزز الطلب على الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا قبل الاجتماع المرتقب بين الرئيسين دونالد ترامب وشي جين بينغ خلال قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (APEC) المقرر عقدها في كوريا الجنوبية.
منذ بداية عام 2025، ارتفعت أسعار الذهب عالميًا بأكثر من 57%، لتتجاوز حاجز 4100 دولار للأوقية لأول مرة في التاريخ، بدعم من مجموعة من العوامل أبرزها توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية، وعمليات الشراء المكثفة من البنوك المركزية العالمية، إلى جانب تدفقات قوية على صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب.
وتشير التوقعات الاقتصادية إلى أن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد يتجه إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماع أكتوبر، بنسبة احتمال تصل إلى 99%، مع إمكانية تنفيذ خفض إضافي في ديسمبر بنسبة 94%، بينما يترقب المستثمرون باهتمام بالغ كلمة جيروم باول، رئيس الفيدرالي، خلال الجمعية الوطنية لاقتصاديات الأعمال، بحثًا عن مؤشرات حول توجهات السياسة النقدية في الفترة المقبلة.
ويرى محللون في بنوك عالمية كبرى مثل بنك أوف أمريكا وسوسيتيه جنرال أن الذهب مرشح لمواصلة الصعود ليصل إلى 5000 دولار للأوقية بحلول عام 2026، فيما رفع بنك ستاندرد تشارترد متوسط توقعاته للأسعار خلال العام نفسه إلى 4488 دولارًا للأوقية.
وفي السياق نفسه، عادت الصين لتأجيج المشهد التجاري العالمي بإعلانها توسيع قيود تصدير المعادن الأرضية النادرة، وهو ما رد عليه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بتهديدات جديدة بفرض رسوم جمركية إضافية، ما زاد من حالة التوتر والحذر في الأسواق العالمية.
كما تتابع الأسواق باهتمام التطورات السياسية في فرنسا عقب استقالة رئيس الوزراء وإعادة تكليفه بتشكيل الحكومة، إلى جانب التقلبات السياسية في اليابان بعد انهيار الائتلاف الحاكم، فضلاً عن استمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي للأسبوع الثالث على التوالي، وهو ما يعمّق الغموض بشأن مستقبل الاقتصاد العالمي.
وفي ظل هذه الأوضاع المضطربة، يواصل الذهب إظهار قوته وثباته كأحد أكثر الأصول أمانًا في العالم، إذ ارتفع بأكثر من 50% منذ بداية العام، ليقترب من تحقيق أفضل أداء سنوي له منذ عام 1979، مدعومًا بزيادة الطلب على الملاذات الآمنة وتراجع الثقة في العملات الورقية.