• / 3219

شهدت أسعار الذهب تراجعًا طفيفًا في الأسواق المحلية والعالمية خلال تعاملات اليوم الخميس، عقب الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار بين الكيان المحتل وحركة حماس، ما أدى إلى حالة من الهدوء النسبي في الأسواق بعد أيام من التوترات الجيوسياسية.

ورغم هذا التراجع المحدود، ما تزال حالة عدم اليقين السياسي والاقتصادي العالمي، إلى جانب توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية، تدعمان الاتجاه الإيجابي للمعدن النفيس، بحسب تقرير منصة «آي صاغة» المتخصصة في متابعة أسعار الذهب والمجوهرات.

 

تراجع محدود في السوق المحلية

 

وقال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، إن أسعار الذهب في السوق المحلية شهدت انخفاضًا طفيفًا بنحو 5 جنيهات خلال تعاملات اليوم مقارنة بنهاية تداولات أمس الأربعاء، ليسجل جرام الذهب عيار 21 نحو 5440 جنيهًا، بينما استقرت الأوقية العالمية عند مستوى 4045 دولارًا، بعد أن لامست مستوى 4060 دولارًا كأعلى سعر في تاريخها.

 

وأضاف أن عيار 24 سجل نحو 6217 جنيهًا، وبلغ عيار 18 نحو 4663 جنيهًا، في حين وصل عيار 14 إلى 3627 جنيهًا، واستقر سعر الجنيه الذهب عند 43520 جنيهًا.

 

وأشار إمبابي إلى أن أسعار الذهب كانت قد ارتفعت في تعاملات أمس الأربعاء بنحو 120 جنيهًا، إذ افتتح عيار 21 التداول عند 5325 جنيهًا وأغلق عند 5445 جنيهًا، في حين ارتفعت الأوقية العالمية من 3980 إلى 4045 دولارًا بعد أن لامست أعلى مستوى تاريخي لها عند 4060 دولارًا.

 

الهدنة في غزة وتأثيرها على الأسواق العالمية

 

استقر الذهب عالميًا فوق مستوى 4000 دولار للأوقية خلال تعاملات اليوم الخميس، حيث يقيّم المستثمرون اتفاق الهدنة في غزة وتأثيره المحتمل على الأسواق، في الوقت الذي ما تزال فيه توقعات خفض الفائدة الأمريكية تدعم الطلب الاستثماري على المعدن الأصفر كملاذ آمن.

 

وأظهرت محاضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لشهر سبتمبر أن غالبية صانعي القرار في البنك المركزي الأمريكي اتفقوا على ضرورة المزيد من التيسير النقدي للحفاظ على استقرار سوق العمل في ظل تباطؤ النمو الاقتصادي.

 

دعم قوي من توقعات خفض الفائدة وضعف الدولار

 

حققت أسعار الذهب العالمية مكاسب قوية في الأيام الماضية، مدفوعة بزيادة الطلب على الملاذات الآمنة نتيجة استمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي للأسبوع الثاني على التوالي، إلى جانب تزايد رهانات الأسواق على خفض أسعار الفائدة خلال الأشهر المقبلة.

 

وبحسب أداة CME FedWatch، فإن الأسواق تسعّر احتمالًا بنسبة 93% لخفض الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في أكتوبر، و79% لاحتمال خفض آخر في ديسمبر، ما يعكس ثقة قوية بأن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيُعطي الأولوية للنمو الاقتصادي على حساب السيطرة على التضخم.

 

وتراجع مؤشر الدولار الأمريكي للجلسة الثالثة على التوالي، مما قدّم دعمًا إضافيًا للأصول غير المدرة للعائد مثل الذهب، بينما يترقب المستثمرون تصريحات رئيس الفيدرالي جيروم باول القادمة لتحديد وتيرة التيسير النقدي خلال المرحلة المقبلة.

 

نظرة فنية إيجابية للذهب رغم الهدوء المؤقت

 

ورغم أن الاتجاه القريب للذهب يشير إلى استقرار نسبي للأسعار بعد موجة الارتفاع الأخيرة، إلا أن النظرة العامة تظل إيجابية لكل من الذهب والفضة، بدعم من التوقعات المتزايدة بخفض أسعار الفائدة واستمرار القلق الاقتصادي العالمي.

 

ويتوقع المحللون أن يتحرك الذهب عالميًا في نطاق 3980 إلى 4100 دولار للأوقية، مع وجود مستوى دعم قوي قرب 4000 دولار.

كما يرون أن المعدن الأصفر يواصل اتجاهه الصاعد على المدى المتوسط والطويل، مدفوعًا بعوامل جوهرية تشمل سياسات التيسير النقدي الأمريكية، واستمرار الإغلاق الحكومي، وتزايد الطلب المؤسسي على الذهب.

 

وأشار التقرير إلى أن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي من المتوقع أن يُقدم على خفضين إضافيين للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في أكتوبر وديسمبر، بعد بدء دورة التيسير في سبتمبر الماضي، ما يعزز من جاذبية الذهب كأصل استثماري آمن.

 

الإغلاق الحكومي الأمريكي يدفع المستثمرين نحو الذهب

 

يضيف استمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي ضغطًا متزايدًا على الاقتصاد الأمريكي، وهو ما يدفع المستثمرين للتحوّط عبر الذهب كملاذ آمن ضد تباطؤ النمو والتقلبات السياسية.

ورغم ارتفاع الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوى له منذ أواخر أغسطس الماضي، إلا أن هذا الصعود لم ينجح في كبح الزخم الشرائي للمعدن الأصفر، حيث تجاهل المستثمرون إشارات التشبّع الفني في الأسواق.

 

ترامب يعلن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

 

من جانبه، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن بين إسرائيل وحماس ضمن المرحلة الأولى من خطته لإنهاء الحرب في غزة، ما أدى إلى تهدئة مؤقتة في الأسواق وعمليات جني أرباح طفيفة من الذهب.

 

تزايد استثمارات الذهب عالميًا

 

وأشار مجلس الذهب العالمي إلى أن الاستثمارات في صناديق الذهب المتداولة (ETFs) بلغت نحو 64 مليار دولار منذ بداية العام الجاري، مع تسجيل شهر سبتمبر أكبر تدفق شهري في ثلاث سنوات، ما يعكس تزايد التحوط ضد صدمات الأسواق المالية.

 

وفي الوقت ذاته، أضافت البنوك المركزية العالمية نحو 15 طنًا من الذهب إلى احتياطياتها خلال شهر أغسطس، بقيادة البنك الوطني الكازاخي، في إطار جهود تنويع الأصول بعيدًا عن الدولار الأمريكي.

 

كما كشف بنك الشعب الصيني (PBOC) عن زيادة احتياطيات الذهب للشهر الحادي عشر على التوالي في سبتمبر، لتصل إلى 74.06 مليون أوقية بقيمة 283.29 مليار دولار، مقارنة بـ 253.84 مليار دولار في أغسطس، ما يؤكد استمرار سياسة التنويع الاستراتيجي لدى ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

 

توقعات مستقبلية بمزيد من الارتفاعات

 

أوضح تقرير «آي صاغة» أن الذهب ارتفع منذ بداية العام بنسبة 54% مدفوعًا بعمليات الشراء المكثف من البنوك المركزية وتزايد الطلب الاستثماري العالمي وضعف الدولار الأمريكي.

كما رفع بنك جولدمان ساكس توقعاته لسعر الذهب في ديسمبر 2026 من 4300 إلى 4900 دولار للأوقية، استنادًا إلى استمرار تدفقات الاستثمار المؤسسي في المعدن الأصفر.

 

ويرى المحللون أن اجتماع عدة عوامل — مثل الإغلاق الحكومي الأمريكي، وتراجع الثقة في السندات، واستمرار التوترات الجيوسياسية — يشكّل بيئة مثالية لدفع الذهب نحو مستوى 5000 دولار للأوقية خلال الأشهر المقبلة، في حال استمرار الأوضاع الحالية دون تغيير جذري.

 

تأثير التحركات العالمية على السوق المحلية

 

محليًا، تتأثر السوق المصرية بشكل مباشر بتحركات أسعار الذهب العالمية وسعر الدولار، حيث يتوقع خبراء منصة «آي صاغة» أن تستقر الأسعار ضمن نطاق 5400 إلى 5500 جنيه لعيار 21 خلال الأسبوع الجاري، مع احتمالية تسجيل قمم سعرية جديدة حال تجاوز الأوقية عالميًا مستوى 4100 دولار.

 

الذهب يبقى الملاذ الأكثر ثقة

 

وفي ختام التقرير، أكدت منصة «آي صاغة» أن الذهب ما زال الملاذ الأكثر أمانًا وثقة للمستثمرين في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية العالمية، مشيرة إلى أن أي تراجع مؤقت في الأسعار لا يُعد سوى هدنة قصيرة في مسار صعود طويل الأمد للمعدن النفيس.