سجّل احتياطي الذهب لدى البنك المركزي المصري قفزة قوية خلال شهر سبتمبر 2025، ليواصل مساره التصاعدي وسط ارتفاعات غير مسبوقة في أسعار المعدن النفيس عالميًا.

ووفقًا للبيانات الرسمية الصادرة عن البنك المركزي، فقد ارتفعت قيمة احتياطي الذهب إلى 15.843 مليار دولار بنهاية سبتمبر، مقارنة بـ 14.088 مليار دولار في أغسطس الماضي، محققًا زيادة شهرية قدرها 1.755 مليار دولار، وهي أكبر زيادة يسجلها منذ عام 2022.

ويعكس هذا الارتفاع اللافت تأثير القفزة التاريخية التي شهدتها أسعار الذهب العالمية، حيث اقتربت الأونصة من مستوى 4000 دولار للمرة الأولى في التاريخ، مدعومة بموجة شراء قوية من البنوك المركزية العالمية التي كثّفت حيازاتها من الذهب في ظل تقلبات الأسواق وتراجع العائد على الدولار الأمريكي.

كما ساهم انخفاض مؤشر الدولار بنحو 10% منذ بداية عام 2025 في تعزيز جاذبية المعدن الأصفر كأحد أهم الملاذات الاستثمارية الآمنة في العالم، ما انعكس بشكل مباشر على تقييم احتياطي الذهب المصري.

في المقابل، أظهرت البيانات تراجعًا في قيمة العملات الأجنبية ضمن إجمالي الاحتياطي النقدي لدى البنك المركزي، لتسجل 33.649 مليار دولار بنهاية سبتمبر، مقابل 35.122 مليار دولار في أغسطس، بانخفاض قدره 1.473 مليار دولار، وهو ما يعكس جزئيًا تأثير تقلبات أسعار الصرف العالمية وضغوط الطلب على العملات الأجنبية خلال الفترة الماضية.

كما استقر رصيد حقوق السحب الخاصة (SDRs) ضمن مكونات الاحتياطي عند 44 مليون دولار بنهاية سبتمبر 2025، مقارنة بـ 43 مليون دولار في أغسطس، ليُحافظ على استقراره النسبي دون تغييرات جوهرية تُذكر.

وبناءً على ذلك، ارتفع إجمالي صافي الاحتياطيات الدولية لمصر إلى 49.533 مليار دولار بنهاية سبتمبر، مقارنة بـ 49.250 مليار دولار في الشهر السابق، محققًا زيادة إجمالية قدرها 283 مليون دولار على أساس شهري.

ويشير هذا الأداء إلى استمرار تحسّن وضع الاحتياطي الأجنبي لدى البنك المركزي المصري، مدفوعًا بارتفاع قيمة الذهب وتوازن إدارة مكونات الاحتياطي، في وقت يشهد فيه الاقتصاد العالمي تقلبات حادة وتغيرات في سياسات البنوك المركزية الكبرى.