• / 7128

شهدت أسعار الذهب في الأسواق المحلية ارتفاعًا قويًا خلال تعاملات الأسبوع الماضي، حيث سجلت زيادة بنسبة 2.1%، مدفوعة بصعود أسعار الذهب عالميًا بنسبة 2% في البورصة الدولية، وذلك وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية، وتنامي توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية، وارتفاع الطلب الاستثماري على المعدن النفيس كملاذ آمن، بحسب تقرير صادر عن منصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات.

 

أداء الذهب في السوق المحلي

 

قال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة آي صاغة، إن أسعار الذهب في مصر شهدت قفزات ملحوظة، حيث ارتفع جرام الذهب عيار 21 – الأكثر تداولًا في السوق المصري – بمقدار 105 جنيهات خلال الأسبوع. وافتتح الجرام تعاملاته عند مستوى 4970 جنيهًا، قبل أن يلامس مستوى تاريخيًا غير مسبوق بلغ 5100 جنيه، ويغلق عند 5075 جنيهًا مع نهاية الأسبوع.

 

كما سجل جرام الذهب عيار 24 نحو 5800 جنيه، وعيار 18 بلغ 4350 جنيهًا، في حين وصل عيار 14 إلى 3384 جنيهًا، بينما استقر سعر الجنيه الذهب عند 40600 جنيه.

 

ويقترب الذهب محليًا من إنهاء تعاملات شهر سبتمبر بمكاسب قوية قد تتجاوز 385 جنيهًا للجرام بنسبة تقارب 11%، بينما من المتوقع أن تسجل الأوقية عالميًا مكاسب شهرية بنحو 313 دولارًا بنسبة تقترب من 9%.

 

الذهب عالميًا يلامس مستويات تاريخية

 

على المستوى العالمي، ارتفعت أسعار الذهب بشكل قياسي، حيث صعدت الأوقية بمقدار 75 دولارًا خلال الأسبوع. وافتتحت التعاملات عند 3685 دولارًا، لتسجل أعلى مستوى تاريخي جديد عند 3791 دولارًا في 23 سبتمبر، قبل أن تُغلق عند 3760 دولارًا للأوقية.

 

ومنذ بداية العام، ارتفع الذهب عالميًا بنسبة 43% ليصل إلى 3760 دولارًا للأونصة، في أقوى أداء سنوي منذ عام 1979، حين قفز بنسبة 126% بفعل صدمات النفط والثورة الإيرانية.

 

تدفقات قياسية إلى صناديق الذهب

 

وفق بيانات بنك أوف أمريكا، شهدت صناديق الذهب الاستثمارية تدفقات ضخمة بلغت 5.6 مليارات دولار في أسبوع واحد فقط، و17.6 مليار دولار خلال أربعة أسابيع، في رقم قياسي جديد. ورغم تحذيرات البنك من حالة «تشبع شرائي» على المدى القصير، إلا أنه أكد أن الذهب لا يزال منخفض الحيازة في المحافظ الاستثمارية طويلة الأجل، حيث يمثل 0.4% فقط من أصول العملاء الأفراد، ما يدعم استمرار الاتجاه الصاعد.

 

كما سجل صندوق SPDR Gold Shares (GLD)، أكبر صندوق مؤشرات مدعوم بالذهب في العالم، أكبر تدفق يومي في تاريخه بأكثر من 18 طنًا الأسبوع الماضي، وهو ما يعكس عودة قوية للطلب الاستثماري.

 

العوامل المحركة للذهب

 

يرى المحللون أن موجة الصعود التاريخية للذهب تعكس عدة عوامل متشابكة، تشمل:

 

تصاعد الديون السيادية العالمية.

 

ضعف متوقع في الدولار الأمريكي.

 

اتجاه البنوك المركزية نحو خفض أسعار الفائدة.

 

تزايد مشتريات البنوك المركزية بقيادة بنك الشعب الصيني الذي يشتري نحو 33 طنًا شهريًا منذ 2022.

 

استمرار التوترات الجيوسياسية العالمية التي تدفع المستثمرين إلى الملاذات الآمنة.

 

 

بيانات اقتصادية تدعم مكاسب الذهب

 

أظهرت بيانات وزارة التجارة الأمريكية أن مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) – المقياس المفضل للفيدرالي الأمريكي لمتابعة التضخم – سجل في أغسطس 2.9% على أساس سنوي للمؤشر الأساسي، و2.7% للمؤشر العام، ما يعزز فرص خفض الفائدة.

 

في المقابل، تراجع مؤشر ثقة المستهلك الصادر عن جامعة ميشيجان إلى 55.1 نقطة في سبتمبر، مع انخفاض توقعات التضخم لعام إلى 4.7%، ولخمس سنوات إلى 3.7%.

 

تصريحات الفيدرالي وتوقعات السياسة النقدية

 

أكدت ميشيل بومان، عضو مجلس محافظي الفيدرالي، أن بيانات سوق العمل الأخيرة تُظهر ضعفًا في النمو الوظيفي، بينما أشار توماس باركين، رئيس الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند، إلى أن إنفاق المستهلكين لا يزال قويًا نسبيًا، لكنه دعا إلى الحذر في ظل الرسوم الجمركية الجديدة على الأدوية والأثاث.

 

وتُظهر أداة CME FedWatch أن الأسواق تسعّر احتمالًا نسبته 88% لخفض الفائدة في أكتوبر، و65% لخفض إضافي في ديسمبر، ما يزيد من زخم الذهب.

 

الفضة والبلاتين يواصلان الصعود

 

لم يقتصر الصعود على الذهب فقط، حيث ارتفعت أسعار الفضة إلى أعلى مستوى لها منذ 14 عامًا متجاوزة 46 دولارًا للأوقية بزيادة تفوق 7% خلال الأسبوع، وسط توقعات بموجة صعود ممتدة بدعم من زيادة الطلب الصناعي.

 

كما واصل البلاتين مكاسبه مدعومًا بتراجع الإمدادات من جنوب إفريقيا، ليسجل قفزات بلغت 71% منذ بداية العام، في ظل ارتفاع الطلب الصناعي العالمي.

 

التوقعات المستقبلية

 

ينتظر المستثمرون الأسبوع المقبل صدور حزمة من البيانات الاقتصادية الأمريكية المهمة، تشمل:

 

مؤشر ADP للتغير في التوظيف الوطني.

 

مؤشر مديري المشتريات التصنيعي ISM.

 

بيانات طلبات البطالة الأولية.

 

تقرير الوظائف غير الزراعية لشهر سبتمبر.

 

 

ومن المتوقع أن تكون لهذه البيانات تأثير مباشر على قرارات الفيدرالي الأمريكي بشأن السياسة النقدية خلال الربع الأخير من العام، وبالتالي على اتجاه أسعار الذهب والفضة والبلاتين عالميًا ومحليًا.