• / 3646

شهدت أسعار الفضة ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم السبت بالأسواق المحلية، وذلك بالتزامن مع العطلة الأسبوعية للبورصة العالمية، بعدما حققت الأوقية مكاسب أسبوعية قوية بلغت نحو 7% خلال تداولات الأسبوع الماضي. ويعكس هذا الصعود مزيجًا من العوامل المؤثرة أبرزها تراجع الدولار الأمريكي، وزيادة الطلب الصناعي على المعدن الأبيض، إلى جانب تنامي التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية خلال الفترة المقبلة.

 

أداء الفضة محليًا

 

ووفقًا لتقرير صادر عن مركز «الملاذ الآمن» للأبحاث، جاءت أسعار الفضة في السوق المحلي على النحو التالي:

 

جرام الفضة عيار 800: 60 جنيهًا.

 

جرام الفضة عيار 925: 70 جنيهًا.

 

جرام الفضة عيار 999 (الفضة النقية): 75 جنيهًا.

 

جنيه الفضة عيار 925: 560 جنيهًا.

 

 

أداء الفضة عالميًا

 

ارتفعت أسعار الأوقية عالميًا من 43 دولارًا إلى 46 دولارًا خلال تعاملات الأسبوع، وهو أعلى مستوى للفضة منذ 14 عامًا. جاء ذلك مدفوعًا بزيادة الإقبال الاستثماري على الأصول الآمنة، إلى جانب تنامي رهانات الأسواق على استمرار دورة التيسير النقدي الأمريكي.

وأشار التقرير إلى أن الفضة تقترب من المستوى التاريخي البالغ 50 دولارًا للأوقية، وهو ما يمثل حاجزًا نفسيًا رئيسيًا للمستثمرين. كما أكد أن الزخم الحالي يشير إلى أن موجة الصعود لم تصل إلى ذروتها بعد، مع احتمالية أن تتجاوز الفضة مستوياتها التاريخية إذا استمرت المحفزات الحالية.

 

 

---

 

العوامل الرئيسية وراء صعود أسعار الفضة

 

1- ضعف الدولار وتوقعات خفض الفائدة الأمريكية

 

يُعد تراجع الدولار من أبرز المحركات التي تدفع أسعار الفضة للصعود، إذ يتجه المستثمرون نحو المعادن النفيسة للتحوط من تقلبات أسعار الصرف. كما أن تنامي التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية يزيد من جاذبية الأصول غير المدرة للعائد مثل الذهب والفضة.

لكن في المقابل، حذّر أوستان جولسبي، عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي، من التسرع في خفض الفائدة، مشيرًا إلى استمرار قوة سوق العمل الأمريكي، وهو ما قد يحد من اندفاع أسعار المعادن مستقبلًا.

 

2- الطلب الصناعي وخاصة في قطاع الطاقة الشمسية

 

تتميز الفضة بخصائص تجعلها معدنًا استراتيجيًا في العديد من الصناعات، خصوصًا الإلكترونيات والخلايا الشمسية الكهروضوئية. ومع تسارع التحوّل العالمي نحو الطاقة النظيفة، ارتفع الطلب على الفضة لمستويات غير مسبوقة، ما جعلها تجمع بين خصائص الأصل الصناعي والملاذ الآمن.

 

3- عجز المعروض وتشديد السوق

 

أوضح التقرير أن سوق الفضة العالمي يعاني من عجز متراكم في المعروض نتيجة تباطؤ إنتاج المناجم مقارنة بارتفاع الطلب.

 

خلال السنوات الخمس الأخيرة بلغ العجز التراكمي نحو 800 مليون أوقية.

 

يُتوقع أن يصل العجز في عام 2025 وحده إلى 187 مليون أوقية.

هذا النقص الواضح في المعروض يُعزز من الضغوط الصعودية على الأسعار.

 

 

4- العلاقة التاريخية بين الذهب والفضة

 

عادةً ما تتحرك أسعار الفضة في مسار متوازٍ مع الذهب، حيث يعتبرها المستثمرون مكمّلة له في محافظهم الاستثمارية. ومع تسجيل الذهب مستويات قياسية جديدة، استمدت الفضة زخمًا مماثلًا، خاصة أنها أكثر تقلبًا وحساسية تجاه التطورات الاقتصادية والسياسية.

 

 

---

 

التحديات والمخاطر أمام الفضة

 

رغم الزخم الحالي، إلا أن هناك مجموعة من التحديات قد تؤثر على مسار أسعار الفضة، أبرزها:

 

مستوى المقاومة عند 50 دولارًا للأوقية، والذي يمثل حاجزًا نفسيًا مهمًا للسوق.

 

التقلبات العالية: الفضة أكثر تقلبًا من الذهب وقد تشهد ارتدادات حادة بعد موجات الصعود.

 

سياسات البنوك المركزية: أي تشديد مفاجئ أو رفع إضافي للفائدة الأمريكية قد يقلل من جاذبية المعادن.

 

تذبذب الطلب الصناعي: تباطؤ نمو قطاعات التكنولوجيا أو الطاقة المتجددة قد يُضعف الطلب على الفضة مؤقتًا.

 

تغيرات العرض: زيادة إنتاج المناجم أو ارتفاع معدلات إعادة التدوير يمكن أن يخفف من حدة العجز.

 

 

 

---

 

الفضة ودورها في الاقتصاد العالمي

 

أكد التقرير أن الفضة أصبحت عنصرًا محوريًا في الاقتصاد العالمي، ليس فقط كملاذ استثماري، وإنما كركيزة صناعية أساسية في التكنولوجيا المتقدمة والطاقة المتجددة.

 

الأسواق الناشئة، وعلى رأسها الهند، تقود الطلب على الطاقة الشمسية منخفضة التكلفة، وهو ما يعزز استهلاك الفضة صناعيًا.

 

العديد من الدول بدأت تكوين مخزونات استراتيجية من المعادن الحيوية، بما فيها الفضة، ضمن خطط الأمن الصناعي، وهو ما يضيف ضغوطًا إضافية على جانب العرض.

 

 

 

---

 

مقارنة بين الذهب والفضة

 

السياسة النقدية: خفض الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي مؤخرًا سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس ليصل إلى نطاق 4.00% – 4.25%، مع توقعات بمزيد من الخفض قبل نهاية العام، وهو ما يعزز الاتجاه الصعودي للمعادن.

 

الطلب على الملاذات الآمنة: التوترات الجيوسياسية العالمية، وخاصة الحرب الروسية – الأوكرانية، دفعت المستثمرين إلى زيادة حيازاتهم من الذهب والفضة كأدوات تحوط ضد المخاطر.

 

 

 

---

 

التوقعات المستقبلية لأسعار الفضة

 

يتوقع محللو مركز «الملاذ الآمن» للأبحاث أن مستقبل الفضة يرتبط بشكل وثيق بقدرتها على تجاوز مستوى 50 دولارًا للأوقية:

 

في حال الاختراق والثبات أعلاه: قد نشهد موجة صعود قوية تدفع الفضة إلى مستويات تاريخية جديدة.

 

في حال الفشل بالاختراق: من المحتمل حدوث تصحيح سعري نحو مستويات الدعم بين 42 و44 دولارًا للأوقية.

 

 

وعلى المدى المتوسط، من المرجح أن يظل الطلب الصناعي المتنامي والابتكار التكنولوجي عنصرين رئيسيين لدعم أسعار الفضة، حتى في حال تراجع الزخم الاستثماري مؤقتًا.