- 25 سبتمبر 2025
- / 86
شهدت أسعار الفضة ارتفاعًا قويًا في الأسواق المحلية والعالمية خلال تعاملات اليوم الخميس، لتسجل قمة جديدة هي الأعلى منذ 14 عامًا، حيث لامست الأوقية مستوى 45 دولارًا. وجاء هذا الصعود مدعومًا بمجموعة من العوامل الاقتصادية أبرزها ضعف الدولار الأمريكي، وارتفاع الطلب الصناعي، إلى جانب توقعات السياسات النقدية للفيدرالي الأمريكي.
الأداء المحلي للفضة
ووفقًا لتقرير صادر عن مركز "الملاذ الآمن" للأبحاث، سجل سعر جرام الفضة عيار 800 في السوق المحلي نحو 58 جنيهًا بزيادة جنيه واحد مقارنةً بتعاملات أمس، فيما بلغ سعر جرام الفضة عيار 999 نحو 72 جنيهًا، وسجل جرام الفضة عيار 925 حوالي 67 جنيهًا، بينما استقر سعر جنيه الفضة (عيار 925) عند مستوى 536 جنيهًا.
الأداء العالمي للفضة
على الصعيد العالمي، صعدت أسعار الأوقية من 44 دولارًا إلى 45 دولارًا، وسط رهانات متزايدة على استمرار دورة خفض الفائدة الأمريكية، وهو ما عزز جاذبية الأصول غير المدرة للعائد مثل الفضة. وأشار التقرير إلى أن المعدن الأبيض يقترب بقوة من المستوى التاريخي البالغ 50 دولارًا للأوقية، مع توقعات بقدرة الفضة على تجاوز هذه القمة بدعم من الطلب الصناعي وعجز المعروض.
---
العوامل الرئيسية الداعمة لارتفاع أسعار الفضة
1. ضعف الدولار وتوقعات السياسة النقدية الأمريكية
يُعتبر تراجع قيمة الدولار الأمريكي أحد العوامل الرئيسية في دعم صعود أسعار الفضة، إذ يتجه المستثمرون إلى المعادن الثمينة كملاذ آمن للتحوط ضد تقلبات أسعار الصرف. ومع ذلك، حذّر أوستان جولسبي، عضو الاحتياطي الفيدرالي، من الإفراط في خفض أسعار الفائدة، مشيرًا إلى استمرار قوة سوق العمل الأمريكي، وهو ما قد يحد من اندفاعة المعادن الثمينة.
2. الطلب الصناعي المتزايد خصوصًا في الطاقة الشمسية
يمثل الاستخدام الصناعي، وخاصة في الإلكترونيات والخلايا الكهروضوئية المستخدمة في الطاقة الشمسية، محركًا أساسيًا للطلب على الفضة. وقد ارتبط صعود الأسعار بزيادة الاعتماد العالمي على الطاقة المتجددة، حيث يُعد المعدن الأبيض عنصرًا لا غنى عنه في تطبيقات التكنولوجيا الحديثة.
3. عجز المعروض وتشديد السوق
أشار التقرير إلى أن سوق الفضة يعاني من عجز متراكم خلال السنوات الخمس الأخيرة بلغ نحو 800 مليون أوقية، بينما يُتوقع أن يصل العجز هذا العام وحده إلى حوالي 187 مليون أوقية. هذا الخلل الواضح بين العرض والطلب يساهم في رفع الأسعار ويدفع المستثمرين إلى ترقب مزيد من المكاسب.
---
التحديات والمخاطر التي تواجه أسعار الفضة
رغم الاتجاه الصعودي القوي، إلا أن السوق لا يخلو من المخاطر:
السياسة النقدية الأمريكية: أي تشديد مفاجئ أو رفع جديد للفائدة قد يقلل من جاذبية الفضة.
تغيرات العرض: زيادة الإنتاج أو استرداد كميات كبيرة من الخردة المعدنية قد يخفف الضغوط السعرية.
تقلبات الطلب الصناعي: تباطؤ قطاع التكنولوجيا أو الطاقة المتجددة قد يؤدي إلى خفض الطلب.
---
الفضة في الاقتصاد العالمي
أكد التقرير أن الفضة أصبحت عنصرًا محوريًا في الاقتصاد العالمي، ليس فقط باعتبارها ملاذًا استثماريًا آمنًا، بل أيضًا كمكوّن أساسي في البنية الصناعية الحديثة. ويبرز دورها بشكل خاص في التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة، وكذلك في الإلكترونيات والسيارات الكهربائية.
كما أشار التقرير إلى أن أسواقًا ناشئة مثل الهند تقود حاليًا الطلب على الطاقة الشمسية كبديل منخفض التكلفة، وهو ما يزيد من الاستهلاك العالمي للفضة.
---
تغير أنماط الاقتصاد العالمي
لفت التقرير إلى أن العديد من الدول تسعى إلى تكوين مخزونات محلية من المعادن الحيوية، بما في ذلك الفضة، وهو ما يضيف مزيدًا من الضغوط على السوق، ويزيد من تعقيد معادلة العرض والطلب عالميًا.
---
مقارنات بين الفضة والذهب
أوضح التقرير أن الفضة تفوقت على الذهب مؤخرًا من حيث وتيرة الارتفاع، حيث انخفضت نسبة الذهب إلى الفضة إلى 85.16، ما يعكس أن أسعار الفضة تتحرك بوتيرة أسرع. وغالبًا ما يُعتبر هذا المؤشر دلالة على تزايد شهية المستثمرين للمخاطرة، إذ يُنظر إلى الفضة على أنها رهان أكثر عدوانية على النمو الاقتصادي مقارنة بالذهب.
---
محركات إضافية تدعم صعود الفضة
السياسة النقدية الأمريكية: قام الفيدرالي الأسبوع الماضي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى نطاق يتراوح بين 4.00% – 4.25%، مع توقعات بمزيد من الخفض قبل نهاية العام.
تراجع عوائد السندات: مما جعل الأصول غير المدرة للعائد مثل الفضة أكثر جاذبية للمستثمرين.
الطلب على الملاذات الآمنة: التوترات الجيوسياسية العالمية، وعلى رأسها الحرب الروسية – الأوكرانية، عززت الإقبال على شراء الفضة بجانب الذهب.
---
التوقعات المستقبلية لأسعار الفضة
يرى خبراء "الملاذ الآمن" أن المستويات الحالية ليست سوى بداية لدورة صعودية جديدة مدفوعة بعوامل عدة أبرزها عجز المعروض العالمي، وارتفاع الطلب الصناعي، والتحول المتسارع نحو الطاقة المتجددة.
ومع تشابه مسار الفضة الحالي مع صعود البلاديوم قبل سنوات، فإن سقف 50 دولارًا للأوقية قد يكون أقرب مما يتوقعه المستثمرون، الأمر الذي يضع الفضة اليوم في صدارة الاهتمام العالمي كأصل استثماري وصناعي في آن واحد.