• / 99

شهدت أسعار الفضة ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات الأسبوع الماضي، لتسجل قفزة قوية في السوق المحلية بنسبة 6%، بينما ارتفعت الأوقية عالميًا بنسبة 2.5% لتغلق عند أعلى مستوياتها منذ أغسطس 2011، مدفوعة بزيادة التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد يتجه إلى خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل منتصف سبتمبر.

 

أداء الفضة في السوق المحلية والعالمية

 

ووفقًا لتقرير صادر عن مركز "الملاذ الآمن" للأبحاث، فقد ارتفع سعر جرام الفضة عيار 800 بنحو 3 جنيهات، حيث افتتح الأسبوع عند 52 جنيهًا وأغلق عند 55 جنيهًا.

أما على الصعيد العالمي، فقد ارتفعت الأوقية بمقدار دولار واحد، لتنتقل من 40 دولارًا إلى 41 دولارًا.

 

سجل عيار 999 نحو 69 جنيهًا.

 

بلغ عيار 925 حوالي 64 جنيهًا.

 

استقر جنيه الفضة عيار 925 عند 512 جنيهًا.

 

 

وأشار التقرير إلى أن أسعار الفضة محليًا ارتفعت منذ بداية العام بنسبة 34%، أي ما يعادل 14 جنيهًا للجرام، حيث افتتحت التعاملات عند 41 جنيهًا وأنهت الأسبوع الأخير عند 55 جنيهًا. أما عالميًا، فقد ارتفعت الأوقية من 29 دولارًا مطلع العام إلى 41 دولارًا، بزيادة قدرها 12 دولارًا.

 

الفضة تقترب من قمتها التاريخية

 

سجلت الفضة أعلى مستوى تاريخي لها عند 50 دولارًا للأوقية في أبريل 2011. ومع استقرارها حاليًا عند 41 دولارًا، فهي باتت قريبة من اختبار هذه القمة التاريخية.

وخلال الأسبوع الماضي، بلغت ذروتها عند 41.47 دولارًا يوم الأربعاء، وهو أعلى مستوى منذ سبتمبر 2011، قبل أن تتراجع قليلًا يوم الخميس ثم تستقر عند 41 دولارًا يوم الجمعة.

 

بيانات سوق العمل الأمريكي تدعم صعود الفضة

 

جاء هذا الأداء الصاعد مدعومًا ببيانات الوظائف غير الزراعية الأمريكية، التي أظهرت تباطؤًا في سوق العمل، حيث أضاف الاقتصاد الأمريكي 22 ألف وظيفة فقط خلال أغسطس مقابل توقعات بـ75 ألف وظيفة.

كما ارتفع معدل البطالة إلى 4.3%، وهو الأعلى منذ أواخر 2021، بينما ظل نمو الأجور ثابتًا عند 0.3% شهريًا و 3.7% سنويًا.

 

هذه البيانات أدت إلى:

 

تراجع مؤشر الدولار الأمريكي إلى 97.50، وهو أدنى مستوى منذ 28 يوليو.

 

انخفاض عوائد سندات الخزانة الأمريكية.

 

زيادة الإقبال على الذهب والفضة كملاذات استثمارية آمنة.

 

 

توقعات خفض الفائدة والسياسة النقدية

 

تشير توقعات الأسواق إلى أن هناك احتمالية بنسبة 88% أن يقوم الفيدرالي الأمريكي بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه يومي 16 و17 سبتمبر، مقابل احتمال بنسبة 12% فقط لخفض أكبر بمقدار 50 نقطة أساس.

 

وتتفق هذه الرهانات مع تصريحات جيروم باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي، خلال ندوة جاكسون هول في أغسطس، حين أكد أن التضخم والتوظيف يسيران في اتجاهين متناقضين، مشيرًا إلى استعداد البنك لإعطاء الأولوية لدعم سوق العمل إذا تزايدت مؤشرات الضعف.

 

عوامل جيوسياسية وصناعية تدعم الفضة

 

أوضح التقرير أن قيمة الفضة تضاعفت خلال السنوات الثلاث الماضية نتيجة:

 

تصاعد المخاطر الجيوسياسية.

 

الاضطرابات التجارية العالمية.

 

التوجه العالمي نحو الطاقة الخضراء.

 

التوترات بشأن استقلالية السياسة النقدية للفيدرالي.

 

تقلبات سوق السندات العالمية.

 

 

كما بيّن أن الاستثمار المادي في الفضة يمثل جانبًا مهمًا من الطلب، حيث تسيطر الولايات المتحدة والهند وألمانيا وأستراليا على نحو 80% من الاستهلاك العالمي، وفقًا لتقرير صادر عن معهد الفضة بالتعاون مع Metals Focus.

 

وأشار التقرير إلى أن الاستثمار المادي في الفضة تراوح بين 157.2 مليون أوقية في 2017 و 337.6 مليون أوقية في 2022. وخلال 2025 ارتفعت أسعار الفضة بنسبة 34%، مقارنة بارتفاع الذهب بنسبة 28%، وبيتكوين بنسبة 18%.

 

الفضة: بين الاستثمار والصناعة

 

رغم أن الذهب يظل المعدن النقدي الأكثر تفضيلًا لدى البنوك المركزية وصناديق التحوط، إلا أن الفضة تبرز كخيار استثماري وجماهيري نظرًا لانخفاض قيمتها مقارنة بالذهب.

فنسبة الذهب إلى الفضة ما تزال عند أكثر من 86، مقارنة بمتوسط تاريخي يتراوح بين 50 و60.

 

ويرى محللون أن الفضة تمتلك ميزة إضافية عن الذهب، حيث لم تعد مجرد أداة ادخارية، بل دخلت في قطاعات صناعية رئيسية مثل:

 

الطاقة الشمسية.

 

السيارات الكهربائية.

 

الإلكترونيات الدقيقة.

 

 

ومع ارتفاع الطلب الصناعي على الفضة وتراجع المعروض العالمي، تزداد جاذبيتها الاستثمارية، بخلاف الذهب الذي يظل الطلب الصناعي عليه محدودًا.

 

الرؤية المستقبلية للفضة

 

خلص تقرير "الملاذ الآمن" إلى أن الفضة تسير بخطى ثابتة نحو مستويات تاريخية جديدة، مدعومة بعوامل اقتصادية وجيوسياسية عالمية، إلى جانب التحول نحو الطاقة المتجددة وضعف الدولار الأمريكي.

ومع استمرار قناعة المستثمرين بأن الفضة أقل تقييمًا مقارنة بالذهب، قد تتحول السنوات المقبلة إلى فترة إعادة تموضع استراتيجي للمعدن الأبيض داخل المحافظ الاستثمارية العالمية.