- 27 أغسطس 2025
- / 2107
شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا في الأسواق المحلية والعالمية خلال تعاملات اليوم الأربعاء، متأثرةً بقوة الدولار الأمريكي وتزايد التوترات السياسية في الولايات المتحدة، عقب القرار المفاجئ للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإقالة ليزا كوك، عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي، في خطوة أثارت جدلًا واسعًا بشأن استقلالية البنك المركزي الأمريكي، وفقًا لتقرير صادر عن منصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات.
تراجع أسعار الذهب في السوق المحلية والعالمية
قال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، إن أسعار الذهب في السوق المصرية سجلت تراجعًا بنحو 5 جنيهات مقارنة بختام تعاملات أمس، حيث بلغ سعر جرام الذهب عيار 21 – وهو الأكثر تداولًا – نحو 4600 جنيه، بينما انخفضت الأوقية عالميًا بمقدار 15 دولارًا لتسجل مستوى 3376 دولارًا.
وأضاف إمبابي أن أسعار الذهب بباقي الأعيرة جاءت على النحو التالي:
عيار 24 سجل نحو 5257 جنيهًا للجرام.
عيار 18 بلغ حوالي 3943 جنيهًا للجرام.
عيار 14 وصل إلى 3067 جنيهًا للجرام.
الجنيه الذهب سجل 36800 جنيه.
وأشار التقرير إلى أن أسعار الذهب كانت قد ارتفعت أمس الثلاثاء بنحو 30 جنيهًا، حيث افتتح جرام عيار 21 التعاملات عند 4575 جنيهًا وأغلق عند 4605 جنيهات، في حين صعدت الأوقية بنحو 26 دولارًا لتغلق عند 3391 دولارًا.
خلفية سياسية تزيد الضغوط على الذهب
أعلن ترامب أن إقالة ليزا كوك جاءت بسبب مزاعم بارتكاب مخالفات تتعلق بالحصول على قروض عقارية، في خطوة غير مسبوقة تهدد مبدأ استقلالية الاحتياطي الفيدرالي. وقد ردت كوك بالتأكيد على نيتها رفع دعوى قضائية للطعن في القرار، بينما أكد ترامب التزامه بتنفيذ أي حكم قضائي محتمل، لكنه أبدى عدم قلقه من نتيجة الطعن.
هذا القرار عزز التوقعات بشأن تعرض الفيدرالي لضغوط سياسية أكبر من جانب ترامب لدفعه إلى خفض أسعار الفائدة بشكل أسرع وأكبر، خاصة أن الرئيس الأمريكي يكرر دعواته لخفض تكاليف الاقتراض بهدف دعم الاقتصاد.
توقعات بخفض الفائدة تزيد تقلبات الأسواق
كان رئيس الفيدرالي جيروم باول قد لمح الأسبوع الماضي إلى إمكانية اتخاذ قرار بخفض أسعار الفائدة في اجتماع سبتمبر المقبل، مشيرًا إلى تنامي المخاطر في سوق العمل. ووفقًا لأداة CME FedWatch، فقد ارتفعت احتمالات خفض الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية إلى أكثر من 87%، مقارنة بـ84% فقط يوم الثلاثاء.
بيانات اقتصادية أمريكية تضغط على الأسواق
أظهر تقرير مجلس المؤتمرات الأمريكي تراجع مؤشر ثقة المستهلك إلى 97.4 نقطة في أغسطس، مقارنة مع 98.7 نقطة في يوليو. ورغم أن التراجع كان محدودًا، فإن المؤشرات الفرعية عكست ضعفًا أوضح، حيث انخفض مؤشر الوضع الحالي بمقدار 1.6 نقطة إلى 131.2، كما تراجع مؤشر التوقعات بمقدار 1.2 نقطة إلى 74.8، وهو ما يبقى دون مستوى 80 الذي يعتبر عادة إشارة مبكرة لاحتمال حدوث ركود اقتصادي.
وقالت ستيفاني جيشارد، كبيرة الاقتصاديين في مجلس المؤتمرات: "انخفضت ثقة المستهلك بشكل طفيف في أغسطس، لكنها لا تزال مستقرة نسبيًا ضمن مستويات الأشهر الثلاثة الماضية."
في المقابل، أظهرت البيانات ارتفاع توقعات التضخم إلى 6.2% في أغسطس، مقارنة بـ5.7% في يوليو، ما يعكس استمرار الضغوط التضخمية على المستهلكين الأمريكيين.
كما كشفت بيانات طلبيات السلع المعمرة الأمريكية لشهر يوليو عن تراجع بنسبة 2.8%، وهو أفضل من التوقعات التي أشارت لانخفاض 4%، مقارنة بانخفاض حاد بنسبة 9.4% خلال يونيو الماضي.
ترقب بيانات اقتصادية هامة
تتجه أنظار المستثمرين خلال الأيام المقبلة إلى صدور بيانات الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي للربع الثاني، بالإضافة إلى مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي لشهر يوليو، والذي يعد المقياس المفضل للفيدرالي لقياس التضخم، ومن المتوقع أن يحدد بشكل كبير مسار السياسة النقدية في الفترة المقبلة.
التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب
أكد تقرير «آي صاغة» أن أسعار الذهب تواجه ضغوطًا متزايدة بفعل قوة الدولار من جهة، وتراجع ثقة المستهلك الأمريكي من جهة أخرى، إضافة إلى التوترات السياسية غير المسبوقة بشأن مستقبل البنك المركزي الأمريكي. ومع ذلك، فإن احتمالات خفض أسعار الفائدة وتزايد الطلب على الملاذات الآمنة مثل الذهب قد يفتحان المجال أمام عودة الأسعار للارتفاع خلال الفترة المقبلة.