• / 2498

 

شهدت أسعار الذهب في الأسواق المحلية والعالمية تراجعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الإثنين، لتفقد جزءًا من مكاسبها التي حققتها نهاية الأسبوع الماضي. ويأتي هذا الهبوط في أعقاب ارتفاع الدولار الأمريكي، وهو ما دفع المعدن النفيس للتراجع من أعلى مستوى له في أسبوعين، بحسب التقرير الصادر عن منصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت.

 

تحركات أسعار الذهب في مصر

 

قال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، إن أسعار الذهب بالأسواق المصرية فقدت نحو 20 جنيهًا للجرام خلال تعاملات اليوم، ليسجل جرام الذهب عيار 21 – الأكثر تداولًا في السوق المحلية – مستوى 4565 جنيهًا.

وأضاف إمبابي أن باقي الأعيرة شهدت أيضًا انخفاضًا، حيث بلغ:

 

عيار 24 نحو 5217 جنيهًا للجرام.

 

عيار 18 حوالي 3913 جنيهًا للجرام.

 

عيار 14 نحو 3044 جنيهًا للجرام.

 

 

كما تراجع سعر الجنيه الذهب ليسجل حوالي 36520 جنيهًا.

 

وعلى الصعيد العالمي، تراجعت أسعار الذهب بنحو 8 دولارات للأوقية لتسجل مستوى 3663 دولارًا، وذلك بعد أن كانت قد أغلقت تعاملات الأسبوع الماضي عند أعلى مستوياتها في أسبوعين مدعومة بتصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول.

 

الجدير بالذكر أن أسعار الذهب في السوق المحلية كانت قد ارتفعت الأسبوع الماضي بمقدار 45 جنيهًا للجرام، في حين سجلت الأوقية العالمية مكاسب تجاوزت 35 دولارًا.

 

تصريحات باول وتأثيرها على الأسواق

 

جاءت الضغوط البيعية على الذهب بعد تصريحات جيروم باول خلال ندوة جاكسون هول الاقتصادية، والتي عززت التوقعات بشأن اتجاه الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي نحو خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقرر في سبتمبر المقبل.

 

وقال باول إن سوق العمل الأمريكي بدأ يُظهر مؤشرات ضعف واضحة، في حين لا يزال التضخم يشكل تهديدًا بفعل الرسوم الجمركية، مؤكدًا أن الفيدرالي يواجه ما وصفه بـ "الوضع الصعب" بين ضغوط الأسعار وتباطؤ التوظيف.

 

وقد فسر المستثمرون هذه التصريحات باعتبارها إشارة قوية إلى توجه أكثر تيسيرًا في السياسة النقدية، ما رفع من توقعاتهم بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الشهر المقبل، مع ترجيحات لخفض إضافي في ديسمبر.

 

وبحسب أداة CME FedWatch، ارتفعت احتمالات خفض الفائدة في سبتمبر إلى 87% مقارنة بـ 71% قبل خطاب باول.

 

رد فعل الأسواق المالية

 

انعكست هذه التوقعات سريعًا على الأسواق المالية العالمية، حيث:

 

تراجعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية.

 

ارتفعت مؤشرات وول ستريت.

 

فقد الدولار الأمريكي جزءًا من مكاسبه الأخيرة، وهو ما حدّ من خسائر الذهب.

 

 

ورغم التراجع المسجل اليوم، يرى محللون أن المعدن الأصفر قد يتجه نحو مستويات قياسية تاريخية تتجاوز 3500 دولار للأوقية خلال الفترة المقبلة، إذا واصل الفيدرالي الأمريكي نهجه التيسيري، خاصة في ظل استمرار مشتريات البنوك المركزية للذهب كملاذ آمن.

 

ترقب بيانات اقتصادية مؤثرة

 

تتجه أنظار المستثمرين هذا الأسبوع نحو مجموعة من البيانات الاقتصادية الأمريكية التي من شأنها التأثير المباشر على حركة أسعار الذهب، وتشمل:

 

اليوم الإثنين: صدور بيانات مبيعات المنازل الجديدة إلى جانب تصريحات جون ويليامز، رئيس الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك.

 

غدًا الثلاثاء: إعلان بيانات طلبيات السلع المعمرة وثقة المستهلك.

 

الخميس: صدور مطالبات البطالة الأسبوعية والقراءات الأولية لكل من الناتج المحلي الإجمالي ومؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية.

 

الجمعة: الحدث الأبرز مع صدور التقرير النهائي لـ تضخم نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية – وهو المؤشر المفضل للفيدرالي لقياس التضخم – بالإضافة إلى استطلاع جامعة ميشيجان حول ثقة المستهلك وتوقعات التضخم على مدى عام وخمس سنوات.

 

 

التوترات الجيوسياسية تزيد من تقلبات السوق

 

إلى جانب العوامل الاقتصادية، تبقى التوترات الجيوسياسية عنصرًا رئيسيًا في دعم أسعار الذهب، إذ اتهمت روسيا أوكرانيا مؤخرًا باستهداف محطة نووية عبر هجمات بطائرات مسيرة. وفي الوقت نفسه، تلوح بوادر انفتاح روسي على محادثات سلام، مع إعلان ألمانيا الانضمام إلى الجهود الدولية الرامية لضمان أمن كييف.

 

 

 

 بهذا التراجع، يظل الذهب تحت ضغط قوي من قوة الدولار، لكنه يحتفظ بجاذبيته كملاذ آمن وسط مخاوف اقتصادية وجيوسياسية، ما يجعله في بؤرة اهتمام المستثمرين خلال الفترة المقبلة.