- 24 أغسطس 2025
- / 73
شهدت أسعار الفضة العالمية ارتفاعًا قويًا خلال تعاملات الأسبوع الماضي، لتقترب من أعلى مستوياتها المسجلة منذ سبتمبر 2011، مدعومة بتراجع الدولار الأمريكي وتزايد رهانات المستثمرين على أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يتجه نحو خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل. وفي المقابل، استقرت أسعار الفضة في السوق المحلية، رغم مكاسب الأوقية عالميًا.
استقرار محلي وصعود عالمي
أوضح تقرير صادر عن مركز «الملاذ الآمن» للأبحاث أن أسعار الفضة في مصر حافظت على استقرارها خلال الأسبوع الماضي. حيث سجل جرام الفضة عيار 800 نحو 51.25 جنيهًا، بينما بلغ سعر جرام الفضة عيار 999 حوالي 64 جنيهًا، وسجل عيار 925 نحو 59.25 جنيهًا، فيما استقر جنيه الفضة (عيار 925) عند مستوى 474 جنيهًا.
أما على الصعيد العالمي، فقد افتتحت الأوقية تعاملات الأسبوع عند 37.93 دولارًا، قبل أن ترتفع بنسبة 2.2% لتغلق عند 38.76 دولارًا، وهو أعلى مستوى منذ 14 عامًا. وجاء هذا الارتفاع مدفوعًا بتراجع الدولار الأمريكي، إلى جانب تصاعد التوقعات بأن يتجه الفيدرالي الأمريكي لخفض أسعار الفائدة في سبتمبر المقبل.
خطاب باول وتأثيره على الأسواق
الدفعة الأكبر لمكاسب الفضة جاءت عقب كلمة جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، خلال منتدى جاكسون هول الاقتصادي. حيث تبنى باول لهجة أكثر حذرًا بشأن النمو الاقتصادي وفرص التوظيف، وهو ما اعتبره المستثمرون إشارة واضحة لاحتمالية اقتراب الفيدرالي من اعتماد سياسة التيسير النقدي.
ووفقًا لبيانات أداة CME FedWatch، قفزت احتمالات خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في سبتمبر إلى 91%، مقارنةً مع 72% قبل الخطاب. وقد انعكس ذلك مباشرة على أسواق المال، حيث تراجعت عوائد السندات الأمريكية بشكل ملحوظ، فانخفض العائد على السندات لأجل عامين إلى 3.698%، بينما تراجع العائد على السندات لأجل عشر سنوات إلى 4.256%.
وفي الوقت نفسه، سجل مؤشر الدولار الأمريكي هبوطًا بنسبة 0.9% ليغلق عند 97.73 نقطة، وهو ما منح الفضة دفعة قوية لاختراق مستويات مقاومة تاريخية ودفعها نحو قمة 14 عامًا.
الفضة بين الزخم والتحديات
يرى محللون أن استمرار تداول الفضة أعلى منطقة الدعم الحالية يعزز من تواجد المشترين في السوق، خاصة مع احتمالية أن يؤدي أي اختراق لمستوى 39.53 دولارًا للأوقية إلى فتح الباب أمام موجة صعود جديدة، قد تدفع المعدن الأبيض لتجاوز حاجز 40 دولارًا للمرة الأولى منذ عام 2011.
ورغم أن الفضة تعرضت خلال منتصف الأسبوع لضغوط نتيجة ارتفاع مؤقت في قيمة الدولار، ما دفعها للتراجع بنحو 0.5% إلى مستوى 37.20 دولارًا، إلا أنها سرعان ما استعادت مكاسبها بدعم من عودة العملة الأمريكية إلى التراجع وتجدد التوقعات بخفض الفائدة.
عوامل دعم إضافية: الطلب الصناعي والاستثمار
لا يقتصر زخم الفضة على المضاربات والعوامل النقدية فقط، بل يعززها أيضًا الطلب الصناعي المتنامي في قطاعات حيوية مثل الطاقة المتجددة، والإلكترونيات، والخلايا الشمسية، إلى جانب استمرار الإقبال الاستثماري على المعدن باعتباره ملاذًا آمنًا ضد التضخم وتقلبات الأسواق. هذا التنوع في مصادر الطلب يمنح الفضة قاعدة صلبة لدعم الأسعار على المدى المتوسط والطويل.
السيناريوهات المحتملة للفترة المقبلة
مع اقتراب اجتماع الفيدرالي الأمريكي في سبتمبر، تبقى الفضة أمام سيناريوهين رئيسيين:
1. مزيد من الصعود إذا قرر الفيدرالي خفض أسعار الفائدة، بدعم من ضعف الدولار وارتفاع الطلب الصناعي والاستثماري.
2. عودة الضغوط التصحيحية إذا أظهرت بيانات التضخم أو سوق العمل قوة تفوق التوقعات، وهو ما قد يدفع الفيدرالي لتأجيل قرار التيسير النقدي.
وفي جميع الأحوال، ستظل أسعار الفضة خلال الفترة المقبلة تتحرك بين آمال المستثمرين في استمرار الصعود، ومخاوف الأسواق من عودة التشديد النقدي.