• / 3299

 

 

 

سجلت أسعار الذهب في الأسواق المحلية والعالمية ارتفاعًا قويًا خلال تعاملات اليوم الجمعة، مدفوعة بالتصريحات الأخيرة لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، والتي فتحت الباب أمام احتمالية خفض وشيك لأسعار الفائدة خلال اجتماع سبتمبر المقبل. هذه التلميحات عززت من جاذبية المعدن النفيس باعتباره أحد أهم الملاذات الآمنة في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية.

 

وقال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، إن أسعار الذهب في السوق المصرية شهدت قفزة واضحة، حيث ارتفع سعر جرام الذهب عيار 21 بمقدار 45 جنيهًا ليسجل مستوى 4590 جنيهًا، بينما ارتفعت أسعار الذهب عالميًا لتقفز الأوقية بنحو 38 دولارًا، مسجلة 3377 دولارًا في البورصة العالمية.

 

وأشار إمبابي إلى أن أسعار الذهب لباقي الأعيرة سجلت مستويات مرتفعة أيضًا، حيث بلغ سعر جرام الذهب عيار 24 نحو 5246 جنيهًا، فيما وصل سعر جرام الذهب عيار 18 إلى 3934 جنيهًا، بينما سجل جرام الذهب عيار 14 حوالي 3060 جنيهًا. أما سعر الجنيه الذهب فاستقر عند مستوى 36,720 جنيهًا.

 

ويأتي هذا الارتفاع بعدما شهدت أسعار الذهب يوم أمس الخميس تراجعًا ملحوظًا، إذ فقد جرام الذهب عيار 21 نحو 10 جنيهات ليسجل 4545 جنيهًا بعد أن افتتح التداولات عند 4555 جنيهًا، كما تراجعت الأوقية عالميًا بنحو 9 دولارات لتغلق عند مستوى 3339 دولارًا مقابل 3348 دولارًا في بداية التعاملات.

 

خطاب باول وتأثيره المباشر على الأسواق

 

جاءت موجة الارتفاع في أسعار الذهب مباشرة بعد الخطاب الذي ألقاه جيروم باول خلال الندوة السنوية للبنوك المركزية التي ينظمها بنك الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي. وأكد باول أن التباطؤ الاقتصادي والمخاطر المرتبطة بالتضخم قد تستدعي تغييرات في السياسة النقدية، مشيرًا إلى أن الفيدرالي بات أقرب إلى الحياد بمقدار 100 نقطة أساس مقارنة بالعام الماضي.

 

وأوضح أن استقرار معدلات البطالة يمنح صانعي السياسة النقدية مرونة أكبر للتحرك بحذر، لكنه حذّر في الوقت نفسه من هشاشة التوازن الحالي في سوق العمل، حيث قد يؤدي أي ضغط إضافي إلى موجة تسريحات واسعة وارتفاع معدلات البطالة.

 

كما شدد باول على أن الضغوط التضخمية لا تزال تمثل مصدر قلق رئيسي، موضحًا أن الرسوم الجمركية المرتفعة على الواردات بدأت تترك أثرًا مباشرًا على الأسعار، ومن المتوقع أن تتزايد هذه الآثار خلال الأشهر المقبلة. لكنه أكد أن الفيدرالي لن يسمح لتحركات الأسعار المؤقتة بأن تتحول إلى تضخم مستمر، قائلاً: "لن نسمح لارتفاع لمرة واحدة في الأسعار أن يتحول إلى تضخم دائم".

 

توقعات الفائدة وانعكاسها على الذهب

 

أثارت تصريحات باول ردود فعل قوية في الأسواق المالية، حيث ارتفعت التوقعات بخفض أسعار الفائدة في اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة المقرر عقده يومي 16 و17 سبتمبر المقبل. وأظهرت أداة CME FedWatch أن المستثمرين يسعّرون بالفعل خفضًا جديدًا محتملاً قبل نهاية العام الجاري.

 

هذه التوقعات أعادت الأسواق العالمية إلى المراهنة بقوة على سياسة التيسير النقدي للفيدرالي الأمريكي، وهو ما انعكس بشكل مباشر وسريع على أسعار الذهب التي ارتفعت محليًا وعالميًا. ويتوقع خبراء السوق أن يستمر هذا الزخم الصعودي خلال الأسابيع المقبلة، خاصة إذا أكدت البيانات الاقتصادية والمؤشرات الرسمية التوجه نحو خفض الفائدة المنتظر.

 

وبذلك، يظل الذهب هو المستفيد الأكبر من حالة عدم اليقين الاقتصادي، حيث يواصل المستثمرون اعتباره أحد أبرز الملاذات الآمنة في مواجهة الضغوط التضخمية والمخاطر المرتبطة بالنمو الاقتصادي العالمي.