- 13 أغسطس 2025
- / 50
سجّلت أسعار الفضة، المعدن النفيس الذي يحظى بمكانة خاصة كأحد أهم الملاذات الآمنة، أداءً قويًا خلال الفترة الأخيرة، مدفوعة بمزيج من العوامل الاقتصادية الكلية وتزايد الطلب الصناعي العالمي. وبينما شهدت الأسواق المحلية استقرارًا في الأسعار، ارتفعت الأوقية في البورصات العالمية بشكل ملحوظ، مما يعكس تفاؤل المستثمرين بشأن مستقبل هذا المعدن الاستراتيجي الذي يجمع بين الخصائص الاستثمارية والاستخدامات الصناعية.
استقرار أسعار الفضة محليًا وارتفاع الأوقية عالميًا
بحسب التقرير الصادر عن مركز الملاذ الآمن للأبحاث، استقرت أسعار الفضة في السوق المحلية خلال تعاملات يوم الأربعاء، حيث سجل جرام الفضة عيار 800 نحو 51.25 جنيهًا، وعيار 999 حوالي 64 جنيهًا، بينما بلغ سعر جرام الفضة عيار 925 قرابة 59.25 جنيهًا. كما وصل سعر جنيه الفضة عيار 925 إلى نحو 474 جنيهًا.
في المقابل، حققت أسعار الفضة في السوق العالمية ارتفاعًا، حيث سجلت أوقية الفضة 38.46 دولارًا، بزيادة يومية بلغت 1.5%. وتراوح نطاق تداول الأوقية بين 37.77 و38.68 دولارًا، في حين أُغلق عقد "كومكس" القريب عند 38.39 دولارًا، بما يتماشى مع حركة الأسعار الفورية.
العوامل الدافعة لارتفاع أسعار الفضة عالميًا
يرجع الارتفاع الأخير في أسعار الفضة إلى تراجع قيمة الدولار الأمريكي، وذلك عقب صدور بيانات تضخم أمريكية معتدلة أظهرت أن مؤشر أسعار المستهلكين لشهر يوليو ارتفع بنسبة 2.7% على أساس سنوي. هذه البيانات عززت توقعات الأسواق بخفض وشيك لأسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في اجتماعه القادم، الأمر الذي ضغط على الدولار ودعم جاذبية المعادن الثمينة، وعلى رأسها الفضة، خاصة في بيئة أسعار فائدة منخفضة حيث لا تحقق هذه المعادن عوائد مباشرة.
الأداء الأسبوعي والسنوي يعكس قوة الزخم
على أساس أسبوعي، حافظت أسعار الفضة على مكاسب طفيفة، إذ بلغت 38.43 دولارًا مقارنة بـ 38.36 دولارًا في نهاية الأسبوع الماضي، بزيادة نسبتها 0.18%. كما ارتفعت بنسبة 1.35% مقارنة بسعر اليوم السابق (37.92 دولارًا)، مما يشير إلى استمرار الأداء الإيجابي رغم التقلبات.
أما على الصعيد السنوي، فقد حققت الفضة مكاسب قوية بلغت حوالي 36% خلال الاثني عشر شهرًا الماضية، فيما سجلت منذ بداية عام 2025 ارتفاعًا يقارب 40%، مدعومة بتوقعات بيئة نقدية أكثر تيسيرًا في الولايات المتحدة، إلى جانب الطلب الصناعي المتنامي. ويتراوح نطاق تداول الفضة خلال الـ 52 أسبوعًا الماضية بين 27.17 و39.55 دولارًا، وهو ما يوضح أن الأسعار الحالية تقترب من مستوياتها السنوية المرتفعة.
تدفقات استثمارية قوية واستمرار الطلب الصناعي
شهدت أدوات الاستثمار في الفضة المتداولة في البورصة (ETPs) تدفقات إيجابية ملحوظة خلال النصف الأول من العام، حيث بلغ صافي التدفقات نحو 95 مليون أونصة، ما يعكس ثقة المستثمرين المؤسسيين في استمرار الاتجاه الصاعد لأسعار الفضة.
في الوقت ذاته، يتوقع الخبراء استمرار العجز الهيكلي في سوق الفضة للعام الخامس على التوالي، مدعومًا بثبات الطلب الصناعي عند مستويات قياسية، خاصة من قطاعات الطاقة الشمسية وصناعة الإلكترونيات، وهو ما يوفر دعمًا أساسيًا للأسعار على المدى المتوسط والطويل.
نسبة الذهب إلى الفضة وأهم المؤثرات المستقبلية
بلغت نسبة الذهب إلى الفضة حوالي 87.6، ما يشير إلى أن الفضة تفوقت نسبيًا على الذهب في الأداء خلال الأسابيع الأخيرة. ويظل المجال مفتوحًا لمزيد من التحسن في هذه النسبة إذا استمر الطلب الصناعي القوي على الفضة.
وتتأثر أسعار الفضة بعدة عوامل رئيسية، أبرزها:
مسار السياسة النقدية الأمريكية: قرارات الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة وتأثيرها على الدولار والعوائد.
الطلب الصناعي العالمي: النمو في قطاعات التكنولوجيا والطاقة النظيفة، وخاصة الألواح الشمسية والإلكترونيات، واستمرار العجز في السوق.
تدفقات الاستثمار في أدوات الفضة (ETPs): كمؤشر رئيسي على شهية المستثمرين تجاه المعدن الثمين.
مع هذه المعطيات، يبدو أن الفضة ماضية في تعزيز مكاسبها، مستفيدة من بيئة اقتصادية داعمة وطلب صناعي قوي، مما قد يدفع الأسعار إلى مستويات قياسية جديدة خلال الفترة المقبلة إذا استمرت العوامل المحفزة.