- 17 يونيو 2025
- / 3314
شهدت أسعار الذهب في السوق المصرية تراجعًا خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، على الرغم من حالة الاستقرار النسبي التي سجلها سعر الأوقية في البورصة العالمية. ويأتي هذا التراجع في ظل تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل، إلى جانب ترقّب الأسواق لقرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن مستقبل أسعار الفائدة، بحسب تقرير صادر عن منصة «آي صاغة» المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت.
وقال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، إن أسعار الذهب في السوق المحلية انخفضت بنحو 20 جنيهًا للجرام، خلال تعاملات اليوم مقارنة بأسعار ختام تعاملات أمس. وسجّل سعر جرام الذهب عيار 21 -وهو العيار الأكثر تداولًا في مصر- نحو 4810 جنيهات، بينما استقرت الأوقية عالميًا عند مستوى 3385 دولارًا.
وأشار إمبابي إلى أن أسعار باقي الأعيرة سجلت ما يلي:
جرام الذهب عيار 24 سجل 5497 جنيهًا.
جرام الذهب عيار 18 بلغ 4123 جنيهًا.
جرام الذهب عيار 14 وصل إلى 3207 جنيهات.
بينما سجّل الجنيه الذهب مستوى 38480 جنيهًا.
حركة أسعار الذهب في اليوم السابق
وأوضح تقرير «آي صاغة» أن أسعار الذهب كانت قد تراجعت أمس الإثنين بقيمة بلغت 70 جنيهًا للجرام، حيث افتتح جرام الذهب عيار 21 تعاملات اليوم عند مستوى 4900 جنيه، قبل أن يختتم التعاملات عند مستوى 4830 جنيهًا. وفي السوق العالمية، تراجعت الأوقية بقيمة 45 دولارًا خلال نفس الفترة، حيث افتتحت التعاملات عند مستوى 3430 دولارًا، واختتمت عند 3385 دولارًا.
أسباب التراجع في السوق المحلية
أكد إمبابي أن التراجع الحالي في أسعار الذهب محليًا يعود إلى انخفاض سعر صرف الدولار أمام الجنيه المصري في البنوك المحلية، إلى جانب استمرار السوق في ممارسة سياسات تسعير عشوائية وتحوطية خلال الأيام الماضية، مما أدى إلى اتساع الفجوة السعرية بين السوق المحلي والعالمي إلى حوالي 200 جنيه للجرام.
الوضع العالمي: استقرار نسبي في الأسعار بسبب التوترات الجيوسياسية
وعلى الصعيد العالمي، أوضح التقرير أن أسعار الذهب تشهد استقرارًا نسبيًا مدعومًا باستمرار الطلب على الملاذات الآمنة، وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، لا سيما بين إيران وإسرائيل. ويأتي هذا في وقت يترقب فيه المستثمرون حول العالم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة.
وشهدت المنطقة تطورات خطيرة، إذ أعلنت وسائل إعلام أمريكية عن اغتيال القائد العسكري في الحرس الثوري الإيراني، علي شادماني، على يد الجيش الإسرائيلي. وردًا على ذلك، نفذت القوات الإيرانية ضربات صاروخية استهدفت مقر جهاز "الموساد" الإسرائيلي، بحسب تقارير نقلتها شبكة CNBC.
أثر الدولار والسياسة النقدية الأمريكية على أسعار الذهب
وبحسب التقرير، فإن تراجع مؤشر الدولار الأمريكي ساهم أيضًا في دعم أسعار الذهب عالميًا، حيث إن انخفاض قيمة الدولار يُعد عاملًا محفزًا للمستثمرين على زيادة حيازاتهم من الذهب، نظرًا لأنه مُسعر بالدولار، ما يجعله أكثر جاذبية في فترات انخفاض العملة الأمريكية.
وتتجه الأنظار إلى اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المقرر غدًا الأربعاء، والذي من المتوقع أن يُبقي على أسعار الفائدة دون تغيير، عند النطاق الحالي الذي يتراوح بين 4.25% و4.50%. ومن المنتظر أن تصدر اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة رؤيتها المستقبلية بشأن السياسة النقدية، من خلال المؤتمر الصحفي لرئيس المجلس جيروم باول، بالإضافة إلى بيانات "النقاط التقديرية" التي تعرض توقعات أعضاء اللجنة حول مسار أسعار الفائدة في الفترة المقبلة.
البنوك المركزية تدعم الذهب على حساب الدولار
وسلط التقرير الضوء على دراسة حديثة صادرة عن مجلس الذهب العالمي، أُجريت خلال الفترة من 25 فبراير إلى 20 مايو 2025، بمشاركة 73 بنكًا مركزيًا. وكشفت الدراسة أن نحو 76% من البنوك المركزية تتوقع زيادة مكون الذهب في احتياطياتها خلال السنوات الخمس المقبلة، مقارنة بـ69% فقط في استطلاع العام الماضي.
كما توقّع نحو 95% من البنوك المشارِكة في الاستطلاع زيادة في احتياطيات الذهب عالميًا خلال العام المقبل، وهي أعلى نسبة تُسجلها الدراسة منذ انطلاقها. وفي الوقت نفسه، أبدى حوالي 75% من البنوك نيتها خفض احتياطيات الدولار الأمريكي خلال السنوات الخمس القادمة، مقابل 62% فقط في استطلاع عام 2024، ما يشير إلى تحول كبير في النظرة المستقبلية نحو الذهب مقابل الدولار.
الذهب يتحول من ملاذ آمن إلى أصل استراتيجي
من جهته، أشار سعيد إمبابي إلى أن هذه النتائج تعكس تحولًا في توجهات البنوك المركزية، إذ لم يعد يُنظر إلى الذهب على أنه مجرد ملاذ آمن في أوقات الأزمات، بل بات يُعامل كـأصل استراتيجي طويل الأجل، ينافس الدولار الأمريكي في مكانته كمخزن للقيمة.
وأضاف أن هذا التوجّه يُظهر تراجع الثقة في النظام المالي الدولي القائم على العملة الأمريكية، ويعكس إدراكًا متزايدًا من البنوك المركزية لأهمية الذهب في مواجهة التحديات الاقتصادية، سواء الناتجة عن الأزمات الجيوسياسية، أو تقلبات الأسواق، أو التحولات في النظام التجاري العالمي.
ولفت إلى أن البنوك المركزية في الاقتصادات الناشئة كانت الأسبق في اتخاذ خطوات نحو هذا التحول، بهدف تعزيز سيادتها النقدية وتقليل تعرضها لتقلبات وضغوط الاقتصاد العالمي.
توقعات سلبية من "سيتي بنك"
في المقابل، أشار التقرير إلى أن بنك "سيتي بنك" قام بتخفيض توقعاته لأسعار الذهب على المدى القصير والطويل، حيث رجّح أن تنخفض أسعار الذهب إلى ما دون مستوى 3000 دولار للأوقية بحلول نهاية عام 2025 أو مطلع عام 2026، وذلك استنادًا إلى احتمالات تراجع الطلب الاستثماري على المعدن الأصفر، مع تحسّن التوقعات الخاصة بالنمو الاقتصادي العالمي، بحسب مذكرة بحثية صادرة يوم الإثنين.