- 17 يونيو 2025
- / 2226
يشهد المشهد المالي العالمي تحولًا استراتيجيًا في توجهات البنوك المركزية بشأن إدارة احتياطياتها من الأصول، حيث ارتفع الإقبال على الذهب كخيار رئيسي بديل عن الدولار الأميركي. ووفقًا لدراسة حديثة صادرة عن مجلس الذهب العالمي (WGC)، فإن هذا الاتجاه يعكس تراجع الثقة في العملة الأميركية في ظل تصاعد الاضطرابات الجيوسياسية، وضغوط الاقتصاد العالمي.
🔍 نتائج الدراسة: البنوك المركزية تتجه لزيادة احتياطيات الذهب
كشفت الدراسة، التي أُجريت بين 25 فبراير و20 مايو 2025 وشملت 73 بنكًا مركزيًا حول العالم، أن 76% من المشاركين يتوقعون زيادة مكون الذهب في احتياطياتهم خلال السنوات الخمس المقبلة، مقارنة بنسبة 69% فقط في استطلاع العام السابق. كما أشار نحو 95% من البنوك إلى أن احتياطيات الذهب عالميًا مرشحة للنمو خلال العام المقبل، وهي أعلى نسبة منذ انطلاق هذا الاستطلاع.
📌 بنك إنجلترا: الوجهة الأولى لتخزين الذهب عالميًا
أكد التقرير أن بنك إنجلترا لا يزال الوجهة الأكثر تفضيلًا من قِبل البنوك المركزية لتخزين الذهب، وهو ما يعكس ثقة المؤسسات المالية في البنية التحتية البريطانية ومدى كفاءتها في تأمين الأصول الذهبية.
💰 أسعار الذهب ترتفع إلى مستويات قياسية
يتزامن هذا التوجه المتنامي نحو الذهب مع ارتفاع كبير في أسعاره العالمية، حيث سجل سعر الأوقية مستوى قياسيًا بلغ 3,500 دولار في 22 أبريل 2025، ما يمثل زيادة تقارب 95% منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022.
💸 تراجع الاعتماد على الدولار الأميركي
على الجانب الآخر، أشارت الدراسة إلى وجود اتجاه متصاعد لدى البنوك المركزية لتقليص حصة الدولار الأميركي من احتياطياتها. حيث أبدى نحو 75% من المشاركين نيتهم خفض حيازاتهم الدولارية خلال السنوات الخمس المقبلة، مقابل 62% فقط في استطلاع عام 2024.
🌍 عوامل تدعم التحول إلى الذهب
أرجع مجلس الذهب العالمي تزايد توجه البنوك المركزية نحو الذهب إلى عدة أسباب، أبرزها:
الأداء التاريخي القوي للذهب خلال الأزمات الاقتصادية والجيوسياسية.
دوره الحيوي في تنويع الأصول وتقليل مستويات المخاطر.
فاعليته كوسيلة للتحوط ضد معدلات التضخم المرتفعة.
ووفقًا للتقرير، فإن البنوك المركزية اشترت أكثر من 1,000 طن متري من الذهب سنويًا خلال السنوات الثلاث الماضية، وهو ما يزيد على ضعف متوسط المشتريات السنوية الذي بلغ 400–500 طن في العقد السابق.
🔥 توترات جيوسياسية وتجارية تعيد تشكيل الأولويات
أكدت الدراسة أيضًا أن 59% من البنوك المركزية ترى أن التوترات التجارية ومخاطر السياسات الجمركية تؤثر على قراراتها بشأن تكوين احتياطياتها من العملات والمعادن. ولفت التقرير إلى أن هذه المخاوف تزداد حدة في الاقتصادات النامية والناشئة، حيث أشار 69% من البنوك في تلك الدول إلى تأثير هذه المخاطر، مقارنة بـ40% فقط من البنوك في الدول المتقدمة.