- 16 يونيو 2025
- / 2880
شهدت أسعار الذهب تراجعًا في الأسواق المحلية خلال تعاملات اليوم الإثنين، بالتزامن مع انخفاض أسعار الأوقية في البورصة العالمية، بعد أن سجلت أعلى مستوياتها في شهرين في بداية التداولات. ويأتي هذا التراجع نتيجة عمليات جني الأرباح، في ظل استمرار التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، وتزايد الترقب لنتائج اجتماع قادة مجموعة السبع وقرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المرتقب بشأن السياسة النقدية، وذلك وفقًا لتقرير صادر عن منصة «آي صاغة» المتخصصة في متابعة أسعار الذهب والمجوهرات.
وقال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، إن أسعار الذهب في السوق المحلي تراجعت بقيمة 25 جنيهًا خلال تعاملات اليوم، مقارنة بإغلاق تعاملات الأسبوع الماضي مساء السبت، ليسجل سعر جرام الذهب عيار 21 نحو 4875 جنيهًا، بينما تراجعت الأوقية العالمية بنحو 15 دولارًا لتسجل 3415 دولارًا، بعد أن لامست مستوى 3453 دولارًا في بداية التعاملات، وهو الأعلى منذ شهرين.
وأضاف إمبابي أن سعر جرام الذهب عيار 24 بلغ 5572 جنيهًا، بينما سجل عيار 18 نحو 4179 جنيهًا، وعيار 14 وصل إلى 3250 جنيهًا، وسجل سعر الجنيه الذهب مستوى 39000 جنيه.
وأشار التقرير إلى أن أسعار الذهب كانت قد سجلت ارتفاعًا كبيرًا خلال تعاملات الأسبوع الماضي، حيث ارتفع سعر جرام الذهب عيار 21 بقيمة 240 جنيهًا، إذ افتتح التعاملات عند مستوى 4660 جنيهًا، واختتمها عند 4900 جنيه، بينما ارتفعت الأوقية عالميًا بقيمة 120 دولارًا، من 3310 دولارات إلى 3430 دولارًا بنهاية الأسبوع.
«آي صاغة»: التزمنا بالسعر العادل ورفضنا التلاعب
وأوضح إمبابي أن السوق المحلي شهد حالة من الفوضى السعرية خلال عطلة نهاية الأسبوع، نتيجة محاولات من بعض التجار لدفع الأسعار إلى مستويات غير واقعية لا تستند إلى أساس منطقي من حيث حركة الدولار أو الأوقية أو العرض والطلب. ففي الوقت الذي قرر فيه بعض التجار رفع سعر جرام الذهب عيار 21 إلى 5020 جنيهًا دون مبررات، كانت «آي صاغة» الجهة الوحيدة التي تمسكت بموقف شفاف، وأعلنت صراحة أن هذا السعر غير عادل، بل يعكس استغلالًا لحالة الارتباك والغموض في السوق.
وأكد إمبابي أن المنصة قررت تثبيت سعر الذهب عند 4900 جنيه للجرام عيار 21 خلال تلك الفترة، وتعاملت وفقًا لذلك، التزامًا منها بمسؤوليتها تجاه المستهلك، وسعيًا لتقديم صورة واقعية ومنطقية لحركة السوق بعيدًا عن التضليل أو المبالغة.
وأشار إلى أن هذا القرار لم يكن سهلًا في سوق تسوده حالة من التفاوت السعري وثقافة البيع تحت ضغط الخوف أو الطمع، إلا أن «آي صاغة» فضلت الحفاظ على ثقة الجمهور والمصداقية، بدلاً من السعي وراء أرباح سريعة تأتي على حساب القيم المهنية.
السوق يؤكد صدق التوجه
وتابع إمبابي: "اليوم، وبعد تراجع الأسعار وعودة السوق إلى مستويات منطقية، يتأكد للجميع أن الصدق ليس فقط قيمة أخلاقية بل أيضًا رؤية اقتصادية سليمة، وأن الجهات والمنصات التي تتمسك بالشفافية والوضوح، ستكون دائمًا الأكثر قدرة على كسب ثقة العملاء والاستمرار في السوق بثبات".
الذهب عالميًا.. مكاسب محدودة بفعل جني الأرباح
أما على الصعيد العالمي، فقد أوضح إمبابي أن أسعار الذهب سجلت ارتفاعًا قويًا في بداية تداولات اليوم الإثنين، حيث لامست الأوقية مستوى 3453 دولارًا، وهو أعلى مستوى لها منذ شهرين، قبل أن تتراجع بشكل طفيف بفعل عمليات جني الأرباح. وأضاف أن الذهب لا يزال مدعومًا بالمخاوف من تصاعد التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، ولكن زخم الصعود كان محدودًا بفعل اتجاه المستثمرين إلى تسييل الأرباح.
استقرار الفضة رغم الضغوط العالمية
وبالنسبة لسوق الفضة، أشار إمبابي إلى استقرار أسعارها محليًا، على الرغم من تسجيل الأوقية العالمية ارتفاعات طفيفة، مدعومة بنفس العوامل التي تؤثر في الذهب، مثل توجه السيولة نحو الأصول الآمنة، وسط توقعات بتوجه الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى تخفيف سياسته النقدية خلال النصف الثاني من العام الجاري. ومع ذلك، فقد حدّ من زخم الصعود العالمي للفضة كل من ارتفاع مؤشر الدولار وعودة شهية المخاطرة إلى أسواق الأسهم.
ترقب قرار الفيدرالي الأمريكي
وفي سياق متصل، تترقب الأسواق العالمية صدور قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة يوم الأربعاء المقبل، وسط توقعات بأن يبقي على الفائدة في نطاق 4.25% - 4.50%، مع متابعة دقيقة لمؤتمر رئيس الفيدرالي جيروم باول والبيانات المعروفة بـ«النقاط التقديرية» التي توضح رؤية أعضاء اللجنة تجاه مستقبل أسعار الفائدةوالسياسة النقدية بشكل عام.