• / 3439

شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا في الأسواق المحلية خلال تعاملات اليوم الإثنين، بالتزامن مع انخفاض أسعار الأوقية في البورصة العالمية، وذلك بعد أن سجلت الأوقية أعلى مستوى قياسي لها في بداية التعاملات. وأرجع تقرير صادر عن منصة «آي صاغة» هذا التراجع إلى عمليات جني الأرباح التي أعقبت الارتفاعات القياسية.

 

وصرح سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، أن أسعار الذهب في السوق المحلي انخفضت بقيمة 35 جنيهًا مقارنة بأسعار ختام تعاملات يوم السبت الماضي، حيث سجّل جرام الذهب عيار 21 نحو 4630 جنيهًا. وفي المقابل، تراجعت الأوقية عالميًا بقيمة 29 دولارًا لتسجل 3209 دولارات، وذلك بعد أن بلغت مستوى قياسيًا تاريخيًا في بداية التعاملات عند 3246 دولارًا.

 

وأشار إمبابي إلى أن أسعار باقي الأعيرة شهدت أيضًا تراجعًا، حيث سجّل:

 

جرام الذهب عيار 24: 5291 جنيهًا

 

جرام الذهب عيار 18: 3969 جنيهًا

 

جرام الذهب عيار 14: 3087 جنيهًا

 

الجنيه الذهب: 37040 جنيهًا

 

 

أداء الذهب خلال الأسبوع الماضي

 

بحسب التقرير الأسبوعي الصادر عن منصة «آي صاغة»، ارتفعت أسعار الذهب في السوق المحلي بنسبة 7.3% خلال الأسبوع الماضي، أي ما يعادل 315 جنيهًا للجرام من عيار 21، إذ بدأ الأسبوع عند 4350 جنيهًا، ثم لامس مستوى 4710 جنيهات، قبل أن يغلق الأسبوع عند 4665 جنيهًا. أما على الصعيد العالمي، فقد ارتفعت الأوقية بنسبة 6.6%، بقيمة 200 دولار، حيث بدأت التعاملات عند 3038 دولارًا، وبلغت ذروتها عند 3248 دولارًا، قبل أن تختتم الأسبوع عند 3238 دولارًا.

 

أسباب التراجع في الأسعار العالمية رغم المستوى القياسي

 

أوضح إمبابي أن التراجع في سعر الأوقية عالميًا جاء نتيجة لعمليات جني الأرباح من قبل المستثمرين، رغم تسجيل الأوقية أعلى سعر لها تاريخيًا في بداية تعاملات اليوم. وأشار إلى أن التوترات الجيوسياسية، ومخاوف التضخم، وعدم استقرار الأسواق، دفعت المستثمرين إلى البحث عن أصول الملاذ الآمن، وعلى رأسها الذهب.

 

وأضاف أن القرار الصادر عن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، بإعفاء مؤقت من الرسوم الجمركية لمدة 92 يومًا، ساهم في تهدئة الأسواق بشكل نسبي، مما قلل من الضغط على الذهب كملاذ آمن. ومع ذلك، ردت الصين على هذا القرار بزيادة الرسوم الجمركية على الواردات الأمريكية إلى 125% يوم الجمعة الماضي، ردًا على قرار رفع الرسوم الأمريكية على السلع الصينية إلى 145%.

 

انعكاسات الحرب التجارية على أسعار الذهب

 

أشار إمبابي إلى أن تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وهما أكبر اقتصادين عالميين، يزيد من المخاوف حول تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، وهو ما يدعم ارتفاع أسعار الذهب. كما أن التقلبات الحادة في أسواق الأسهم والسندات، وضغوط الائتمان، دفعت المستثمرين نحو أصول أكثر أمانًا، مثل الذهب، وسط عزوف عام عن المخاطرة، واستمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي.

 

توقعات مستقبلية لسعر الذهب

 

رفعت مؤسسة "جولدمان ساكس" توقعاتها لسعر الذهب خلال الفترة المقبلة إلى 3700 دولار للأوقية، مشيرة إلى زيادة مشتريات البنوك المركزية حول العالم، وتزايد المخاوف من الركود الاقتصادي. وفي حال تطورت السياسات النقدية للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أو تغيّرت استراتيجيته، فإن السيناريوهات المتطرفة قد تدفع بسعر الذهب إلى 4500 دولار للأوقية.

 

وأكد إمبابي أن الذهب لا يزال يمتلك فرصة قوية للارتفاع على المدى الطويل، مدعومًا باستمرار التوترات الجيوسياسية والطلب القوي من البنوك المركزية، إلى جانب ضعف أداء الدولار الأمريكي.

 

الطلب المتزايد على الذهب في الصين

 

كشفت تقارير حديثة عن بلوغ تدفقات صناديق الذهب المتداولة في البورصة الصينية مستوى قياسيًا يوميًّا جديدًا نهاية الأسبوع الماضي، حيث يواصل المستثمرون الصينيون الإقبال على المعدن الأصفر في ظل تصاعد التوترات التجارية. ووفقًا لبيانات وكالة "بلومبرج"، بلغت قيمة التدفقات في أربعة من أكبر صناديق الذهب المتداولة في الصين نحو 3 مليارات يوان (ما يعادل 410 ملايين دولار أمريكي) يوم الخميس الماضي.

 

ترقب لقرارات الفيدرالي الأمريكي

 

وفي سياق متصل، تترقب الأسواق العالمية هذا الأسبوع تصريحات أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، وعلى رأسهم رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، يوم الأربعاء المقبل، وذلك في محاولة لاستشراف ملامح السياسة النقدية القادمة، خصوصًا فيما يتعلق بمسار خفض أسعار الفائدة المحتمل.