- 13 أبريل 2025
- / 7704
شهدت أسعار الذهب في السوق المحلية المصرية ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 7.3% خلال تعاملات الأسبوع المنتهي مساء الجمعة، في حين سجلت الأوقية العالمية ارتفاعًا بنسبة 6.6%، وفقًا لتقرير منصة «آي صاغة» المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت. جاء هذا الارتفاع نتيجة تصاعد التوترات في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وتزايد التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة الأمريكية.
وصرّح سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، أن أسعار الذهب محليًا شهدت زيادة قدرها 315 جنيهًا خلال الأسبوع الماضي، حيث بدأ جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند 4350 جنيهًا، ثم بلغ ذروته عند 4710 جنيهات، قبل أن يغلق عند 4665 جنيهًا. أما على الصعيد العالمي، فقد ارتفعت الأوقية الذهبية بمقدار 200 دولار، حيث افتتحت التداولات عند 3038 دولارًا، وبلغت أعلى مستوياتها التاريخية عند 3248 دولارًا خلال تعاملات الجمعة 11 أبريل، واختتمت عند 3238 دولارًا.
كما أوضح إمبابي أسعار الأعيرة الأخرى في السوق المحلية، حيث سجّل:
جرام الذهب عيار 24: 5331 جنيهًا
جرام الذهب عيار 18: 3999 جنيهًا
جرام الذهب عيار 14: 3110 جنيهات
الجنيه الذهب: 37320 جنيهًا
وأضاف أن أسعار الذهب تراجعت محليًا بحوالي 35 جنيهًا خلال تعاملات يوم السبت، حيث افتتح عيار 21 عند 4700 جنيه، وانخفض إلى 4665 جنيهًا مع عطلة البورصات العالمية.
أسباب ارتفاع أسعار الذهب محليًا وعالميًا
أشار إمبابي إلى أن القفزة الكبيرة في أسعار الذهب ترجع إلى عدة عوامل متداخلة، أبرزها:
ارتفاع سعر الأوقية عالميًا.
تراجع قيمة الجنيه المصري أمام الدولار الأمريكي.
زيادة الطلب المحلي على المعدن الأصفر.
وأوضح أن السوق لا يزال يشهد حالة من عدم الاستقرار، ما يستدعي الانتظار قبل اتخاذ قرارات شراء أو بيع.
تأثير ارتفاع المحروقات على أسعار الذهب
نبه إمبابي إلى أن رفع أسعار الوقود سيؤثر مباشرة على تكاليف مصنعية الذهب، نظرًا لاعتمادها على جانبي التصنيع والتجارة. حيث يتأثر الشق التصنيعي بعوامل مثل:
أسعار الكهرباء والغاز.
التكنولوجيا المستخدمة في الإنتاج.
أجور العاملين.
تكاليف النقل والتأمين.
هامش أرباح المصانع.
كما يؤثر نوع المشغولات الذهبية وعيار الذهب و"الخسيات" (الفاقد أثناء التصنيع) على قيمة المصنعية، حيث ترتفع مع انخفاض العيار بسبب زيادة نسبة الفاقد. وبالمقابل، يعتمد الشق التجاري على:
الإيجارات ورواتب الموظفين.
تكاليف التسويق.
هامش أرباح التجار.
قرار حكومي جديد بشأن الوقود
في سياق متصل، أعلنت الحكومة المصرية عن زيادة جديدة في أسعار البنزين والمشتقات البترولية يوم الجمعة الماضية، لتكون الثانية خلال 6 أشهر، وذلك ضمن خطة رفع الدعم عن الوقود وتحرير سعره، تنفيذًا لبرنامج الإصلاح الاقتصادي المتفق عليه مع صندوق النقد الدولي.
العوامل العالمية الداعمة لصعود الذهب
أوضح إمبابي أن أسعار الذهب العالمية ارتفعت بشدة خلال الأسبوع الماضي نتيجة:
تصاعد النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين.
تزايد الرهانات على خفض أسعار الفائدة الأمريكية.
تراجع ثقة المستثمرين في إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
توجه المستثمرين للتخلي عن الدولار الأمريكي كملاذ مالي.
وأضاف أن العديد من المؤسسات الدولية والمحللين يتوقعون انهيارًا اقتصاديًا أمريكيًا وشيكًا، ما يعزز توجه المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن لحفظ القيمة.
الرسوم الجمركية بين الصين وأمريكا تؤجج الأزمة
أعلنت الصين فرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 125% على السلع الأمريكية، تُضاف إلى رسوم حالية تبلغ 20%، ليصل إجمالي الرسوم إلى 145%. جاء ذلك ردًا على قرارات مماثلة من الولايات المتحدة. وعلى الجانب الآخر، أعلن الرئيس ترامب عن تعليق مؤقت لمدة 90 يومًا للرسوم الجمركية على شركاء تجاريين محددين.
مؤشرات اقتصادية أمريكية تدعم التوجه نحو الذهب
تراجع مؤشر ثقة المستهلك الأمريكي الصادر عن جامعة ميشيغان من 57.0 إلى 50.8 في أبريل.
ارتفاع توقعات التضخم السنوي من 5% إلى 6.7%، وتوقعات الخمس سنوات من 4.1% إلى 4.4%.
انخفاض مؤشر أسعار المنتجين إلى 2.7% على أساس سنوي، بينما سجل المؤشر الأساسي 3.3%.
تراجع معدل التضخم الرئيسي إلى 2.4% سنويًا، مقارنة بـ2.6% متوقعة.
ارتفاع معدل التضخم الأساسي إلى 2.8%، متجاوزًا التوقعات.
توقعات باستمرار ارتفاع الذهب
صرّحت مؤسسة جولدمان ساكس بأن احتمالية حدوث ركود اقتصادي أمريكي ارتفعت من 35% إلى 45% خلال الـ12 شهرًا المقبلة، فيما أشار محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى وجود مخاطر تباطؤ اقتصادي وتسارع في التضخم.
فيما توقّع بنك UBS استمرار ارتفاع أسعار الذهب، مستهدفًا الوصول إلى مستويات تتراوح بين 3400 و3500 دولار للأوقية، ما دام عدم اليقين العالمي قائمًا واستمر الطلب القوي على المعدن الأصفر.