- 30 مارس 2025
- / 2255
شهدت أسعار الفضة ارتفاعًا ملحوظًا في الأسواق المحلية بنسبة 2.3% خلال تعاملات الأسبوع الماضي، تزامنًا مع ارتفاع الأوقية في البورصة العالمية بنسبة 3%، وسط حالة من عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي، وفقًا لتقرير صادر عن مركز "الملاذ الآمن" Safe Haven Hub.
تحركات أسعار الفضة في الأسواق المحلية والعالمية
أوضح التقرير أن سعر جرام الفضة عيار 800 ارتفع بقيمة جنيه واحد خلال تعاملات الأسبوع الماضي، حيث افتتح التداول عند 44 جنيهًا واختتم عند 45 جنيهًا. أما الأوقية في البورصة العالمية، فقد شهدت انخفاضًا طفيفًا بقيمة دولار واحد، حيث افتتحت تعاملات الأسبوع عند 33 دولارًا واختتمت عند 34 دولارًا.
كما سجل سعر جرام الفضة عيار 999 نحو 56 جنيهًا، وبلغ سعر جرام الفضة عيار 925 حوالي 52 جنيهًا، بينما وصل سعر الجنيه الفضة (عيار 925) إلى 416 جنيهًا. ورغم تسجيل الفضة أعلى مستوى لها في خمسة أشهر، إلا أنها تراجعت مع ختام تعاملات الجمعة إلى 34 دولارًا بعد أن لامست مستوى 34.58 دولارًا، قبل أن تعود للتراجع بسبب عمليات جني الأرباح.
انتفاضة الفضة ودعوات للشراء الجماعي
لا تزال الفضة المعدن الثمين الوحيد الذي يتم تداوله دون أعلى مستوياته التاريخية المُسجلة عام 1980، مما يثير تكهنات حول وجود تلاعب في الأسعار لإبقائها منخفضة. هذا على الرغم من وجود العديد من العوامل الداعمة لارتفاع الفضة، مثل ارتفاع التضخم، زيادة الطلب الفعلي، عجز المعروض، والارتفاع الهائل في أسعار الذهب.
في ظل هذه المعطيات، أطلقت مجموعة من المستثمرين حملة إلكترونية عبر منصات التواصل الاجتماعي، لا سيما X، تحت اسم "ضغط الفضة 2"، تدعو إلى شراء جماعي للفضة في 31 مارس، بهدف تحدي السوق الورقية التي يصفها البعض بأنها "مُتلاعب بها". وتشبه هذه الحملة التحركات التي قادها مستثمرو Reddit عام 2021، والتي أدت إلى ارتفاعات كبيرة في أسعار الفضة.
تأثير الرسوم الجمركية والعرض المحدود على أسعار الفضة
تشير التقارير إلى أن الرسوم الجمركية التجارية من المتوقع أن تساهم في رفع أسعار الفضة، لا سيما مع ارتفاع الطلب، حيث شهدت نيويورك تدفقات ضخمة من الفضة القادمة من لندن. كما يعاني سوق العقود الآجلة نقصًا في المعروض يبلغ 223 مليون أوقية، أي ما يعادل 25% من إجمالي المعروض السنوي من المناجم، مع نسبة فضة ورقية إلى فضة مادية تصل إلى 378 إلى 1، وهي نسبة تتجاوز أي سوق أخرى للعقود الآجلة.
في عام 2021، أدى ضغط مشابه إلى ارتفاع أحجام تداولات صناديق SLV المتداولة تسعة أضعاف، وقفزت أسعار الفضة من 25 دولارًا إلى 29.50 دولارًا، بزيادة 30-40% خلال ثلاثة أيام فقط.
الطلب الصناعي والمخزونات المنخفضة تدفع الأسعار للأعلى
يتميز سوق الفضة بوجود طلب صناعي متزايد، حيث يشكل الطلب الصناعي 60% من إجمالي الطلب السنوي، مقارنة بـ50% قبل عقد من الزمن، وفقًا لمعهد الفضة. كما ساهمت قطاعات الطاقة الشمسية، الإلكترونيات، والمركبات الكهربائية في هذا النمو المتزايد.
في الوقت نفسه، تعاني الفضة من عجز في المعروض العالمي للعام الرابع على التوالي، بمتوسط 200 مليون أوقية سنويًا، وفقًا لتقارير شركة ميتالز فوكس. هذا العجز لم يتم تعويضه بإمدادات جديدة، بل عبر سحب المخزونات من بورصات مثل رابطة سوق لندن للسبائك (LBMA) وبورصة كومكس. وقد انخفضت مخزونات LBMA بنسبة 40-50% خلال السنوات الأخيرة، مع انتقال كميات كبيرة إلى خزائن خاصة في نيويورك.
مع تزايد الدعوات للشراء الجماعي، يُتوقع أن تسجل الفضة مستوى 50 دولارًا في المستقبل القريب، مع احتمالات قوية بتجاوزها حاجز 100 دولار.
التأثيرات الاقتصادية وسياسات الفيدرالي الأمريكي
على الصعيد الاقتصادي، من المتوقع أن تؤدي خطط الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لفرض رسوم جمركية جديدة في 2 أبريل إلى ارتفاع الأسعار بشكل عام، مع تأثير تضخمي قد يتجاوز نقطة مئوية كاملة. وبينما يتوقع بعض مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي أن يكون هذا الارتفاع مؤقتًا، يحذر آخرون من تداعيات طويلة الأمد.
تُشير بيانات التضخم الأخيرة إلى أن الاحتياطي الفيدرالي قد يواجه صعوبة في اتخاذ قرارات حول خفض أسعار الفائدة، خاصة مع استمرار الضغوط الاقتصادية وضعف ثقة المستهلكين. وأظهرت أحدث التقارير أن مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية (PCE) ارتفع بنسبة 0.4% الشهر الماضي، متجاوزًا التوقعات.
ومع ارتفاع الدخل الشخصي بنسبة 0.8% خلال الشهر الماضي، وزيادة التضخم الأساسي بنسبة 2.8% سنويًا، يواجه الفيدرالي الأمريكي موقفًا معقدًا، حيث يحاول الموازنة بين الحاجة إلى كبح التضخم ودعم النمو الاقتصادي.
ترقب الأسواق لبيانات اقتصادية مؤثرة
تترقب الأسواق عدة بيانات اقتصادية مهمة خلال الأسبوع المقبل، من بينها:
مؤشر مديري المشتريات الصناعي الأمريكي (ISM)
بيانات الوظائف الشاغرة
تقرير ADP للوظائف غير الزراعية
طلبات إعانة البطالة الأسبوعية
تقرير الوظائف غير الزراعية الأمريكية
هذه البيانات قد تلعب دورًا مهمًا في تحديد مسار السياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي، وتُسهم في التأثير على أسعار الفضة والمعادن النفيسة الأخرى.
خلاصة
تشهد الفضة مرحلة حرجة من الارتفاعات السعرية، مدفوعة بعوامل اقتصادية وجيوسياسية متعددة، إلى جانب ارتفاع الطلب الصناعي والعجز المستمر في المعروض. ومع تصاعد الدعوات لحركة شراء جماعية، تتزايد التوقعات بأن تكسر الفضة مستويات تاريخية، مما يجعلها فرصة استثمارية محتملة في ظل التقلبات الاقتصادية الحالية.