• / 3307

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا في الأسواق المحلية خلال تعاملات اليوم الخميس، مدعومةً بزيادة أسعار الأوقية في البورصة العالمية، وسط تصاعد المخاوف بشأن الركود الاقتصادي الأمريكي وعدم الاستقرار السياسي. ووفقًا لتقرير منصة «آي صاغة» المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، فإن الطلب على الذهب يتزايد مع تصاعد القلق في الأسواق العالمية.

 

ارتفاع أسعار الذهب محليًا وعالميًا

 

أوضح سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، أن أسعار الذهب ارتفعت بنحو 40 جنيهًا خلال تعاملات اليوم مقارنةً بختام تعاملات أمس، حيث سجل سعر جرام الذهب عيار 21 نحو 4310 جنيهات، بينما ارتفعت الأوقية عالميًا بنحو 21 دولارًا، لتصل إلى 3041 دولارًا.

 

وأشار إمبابي إلى أن باقي أعيرة الذهب سجلت الأسعار التالية:

 

جرام الذهب عيار 24: 4926 جنيهًا

 

جرام الذهب عيار 18: 3694 جنيهًا

 

جرام الذهب عيار 14: 2874 جنيهًا

 

الجنيه الذهب: 34480 جنيهًا

 

 

وفقًا للتقرير اليومي لـ «آي صاغة»، شهدت أسعار الذهب في السوق المحلية ارتفاعًا طفيفًا بقيمة 5 جنيهات خلال تعاملات أمس الأربعاء، حيث افتتح سعر جرام الذهب عيار 21 التداول عند 4275 جنيهًا، ليغلق عند 4280 جنيهًا. أما الأوقية العالمية، فقد استقرت عند 3020 دولارًا طوال جلسات التداول.

 

عوامل تدعم ارتفاع الذهب عالميًا

 

يشهد الذهب موجة ارتفاع هذا الأسبوع، مدعومةً بالمخاوف المتزايدة بشأن الركود الاقتصادي الأمريكي وتزايد الطلب على الملاذات الآمنة. وتجددت هذه المخاوف بسبب التصريحات العدائية للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن التجارة، والتي تسببت في تصعيد حالة عدم اليقين الاقتصادي.

 

أعلن ترامب عن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات السيارات، إلى جانب فرض تعريفات إضافية على الاتحاد الأوروبي وكندا، ما أدى إلى تصاعد التوترات التجارية واحتمالية اتخاذ إجراءات انتقامية من تلك الدول، مما أثر بشكل مباشر على ثقة المستثمرين ودفعهم نحو الاستثمار في الذهب.

 

استطلاعات وآراء الخبراء حول الاقتصاد الأمريكي

 

كشف استطلاع رأي أجراه مجلس المديرين الماليين لشبكة CNBC أن 60% من المديرين الماليين الأمريكيين يتوقعون دخول الاقتصاد الأمريكي في ركود بحلول نهاية العام، مقارنةً بـ 7% فقط في الربع السابق، مما يعكس تصاعد المخاوف بشأن الاستقرار الاقتصادي. واعتبر الخبراء أن عدم استقرار السياسة التجارية يمثل أكبر تهديد خارجي للنمو الاقتصادي الأمريكي.

 

كما أظهر الاستطلاع انخفاضًا في خطط الإنفاق الرأسمالي، حيث يخطط 35% فقط من المديرين الماليين لزيادة الاستثمارات خلال هذا العام. إلى جانب ذلك، أكد 95% من المديرين الماليين أن عدم اليقين السياسي يؤثر بشكل مباشر على اتخاذ القرارات الاستثمارية، مما زاد من الإقبال على الأصول الآمنة مثل الذهب.

 

تراجع ثقة المستهلك الأمريكي وتأثيره على السوق

 

أصدر مجلس المؤتمرات الأمريكي تقريرًا أمس الأربعاء، أظهر أن مؤشر ثقة المستهلك الأمريكي انخفض إلى أدنى مستوى له في أربع سنوات، وذلك نتيجة المخاوف المتزايدة من الحروب التجارية وارتفاع الأسعار، مما يعزز من احتمالية استمرار توجه المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن.

 

التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب

 

منذ بداية عام 2025، ارتفع سعر الذهب بنسبة 15%، حيث بلغ أعلى مستوى له على الإطلاق عند 3058 دولارًا للأوقية في 20 مارس الجاري. وعلى الرغم من أن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أبقى أسعار الفائدة دون تغيير خلال اجتماعه الأخير، إلا أن تصريحاته أكدت وجود توجهات تيسيرية قد تشمل خفض الفائدة لاحقًا هذا العام، وهو ما يدعم ارتفاع أسعار الذهب.

 

وأكدت أدريانا كوجلر، محافظة الفيدرالي الأمريكي، أن التضخم لم يُظهر تقدمًا ملحوظًا، مما يعزز احتمالات خفض أسعار الفائدة لفترة طويلة، وهو ما يضيف المزيد من الدعم لسوق الذهب.

 

توقعات البنوك العالمية بشأن الذهب

 

رفع بنك جولدمان ساكس توقعاته لأسعار الذهب إلى 3300 دولار للأوقية بحلول نهاية العام، مشيرًا إلى الطلب القوي من البنوك المركزية وتزايد التدفقات المالية نحو صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب.

 

الخلاصة

 

يستمر الذهب في تعزيز مكانته كأحد أكثر الأصول أمانًا في ظل تزايد التوترات الاقتصادية والسياسية عالميًا. ومع استمرار المخاوف من الركود الاقتصادي، واستقرار أسعار الفائدة الحقيقية، تزداد جاذبية الذهب كأداة للتحوط وحفظ القيمة.

 

ما لم تُحدث بيانات التضخم المنتظرة غدًا اضطرابات كبيرة في التوقعات المتعلقة بخفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، فإن اتجاه أسعار الذهب سيظل صاعدًا بقوة، مع إمكانية تحقيق مزيد من المكاسب خلال الفترة القادمة.