• / 4153

شهدت أسعار الذهب في الأسواق المحلية ارتفاعًا جديدًا خلال تعاملات اليوم الأربعاء، متأثرةً بصعود الأوقية في البورصة العالمية. يأتي هذا الارتفاع في ظل بحث المستثمرين عن ملاذ آمن وسط تزايد مخاطر الركود الاقتصادي الأمريكي وتصاعد حالة عدم اليقين السياسي، وفقًا لتقرير منصة «آي صاغة» المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت.

 

ارتفاع أسعار الذهب في الأسواق المحلية

 

أكد سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، أن أسعار الذهب المحلية ارتفعت بنحو 10 جنيهات مقارنة بأسعار إغلاق أمس، ليسجل جرام الذهب عيار 21، وهو الأكثر تداولًا في السوق المصري، 4285 جنيهًا. كما سجلت الأوقية العالمية ارتفاعًا قدره 5 دولارات، ليصل سعرها إلى 3025 دولارًا.

 

وأوضح إمبابي تفاصيل الأسعار الجديدة لمختلف الأعيرة الذهبية في السوق المحلية على النحو التالي:

 

عيار 24: سجل 4897 جنيهًا للجرام.

 

عيار 18: بلغ 3673 جنيهًا للجرام.

 

عيار 14: وصل إلى 2857 جنيهًا للجرام.

 

سعر الجنيه الذهب: ارتفع إلى 34280 جنيهًا.

 

 

تحركات الذهب خلال تعاملات أمس

 

أشار التقرير اليومي لمنصة «آي صاغة» إلى أن أسعار الذهب شهدت ارتفاعًا قدره 10 جنيهات خلال تعاملات يوم الثلاثاء، حيث بدأ سعر جرام عيار 21 التداول عند 4265 جنيهًا، قبل أن يغلق عند 4275 جنيهًا. كما ارتفعت الأوقية العالمية بنحو 8 دولارات، إذ افتتحت التداولات عند 3012 دولارًا، واختتمت عند 3020 دولارًا.

 

عوامل تدعم استمرار صعود الذهب عالميًا

 

أكد إمبابي أن أسعار الذهب في الأسواق العالمية تواصل ارتفاعها لليوم الثاني على التوالي، حيث يعزز المستثمرون من توجههم نحو الذهب كملاذ آمن للتحوط ضد الأزمات الاقتصادية. ويرجع هذا الارتفاع إلى عدة عوامل رئيسية، أبرزها:

 

تصاعد مخاطر الركود الاقتصادي الأمريكي.

 

استمرار حالة عدم اليقين السياسي على المستوى الدولي.

 

تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حول فرض رسوم جمركية جديدة على السيارات، مما زاد من مخاوف الأسواق تجاه تصاعد التوترات التجارية.

 

 

كما أشار التقرير إلى تراجع مؤشر ثقة المستهلك الأمريكي، الصادر عن مجلس المؤتمرات، إلى أدنى مستوى له في أربع سنوات خلال شهر مارس. ويعكس هذا الانخفاض قلق المستهلكين من تصاعد الحروب التجارية، وارتفاع تكاليف المعيشة.

 

أداء الذهب منذ بداية العام

 

ارتفع سعر الذهب بأكثر من 15% منذ بداية عام 2025، وسجل مؤخرًا أعلى مستوياته التاريخية عند 3058 دولارًا للأوقية في 20 مارس الجاري. وعلى الرغم من أن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أبقى أسعار الفائدة دون تغيير الأسبوع الماضي، فإن التوقعات تشير إلى إمكانية خفضها لاحقًا هذا العام، مما يدعم استمرار صعود الذهب.

 

وفي هذا السياق، صرّحت أدريانا كوجلر، محافظة الفيدرالي الأمريكي، بأن التضخم قد توقف عن التقدم، مما يزيد من احتمالات خفض أسعار الفائدة لفترة طويلة، الأمر الذي قد يؤدي إلى مزيد من المكاسب للذهب.

 

توقعات الأسواق وتأثيرها على أسعار الذهب

 

أوضح إمبابي أن المخاوف المتزايدة بشأن النمو الاقتصادي العالمي، إلى جانب تصاعد الحرب التجارية بقيادة ترامب، والتكهنات حول خفض أسعار الفائدة الأمريكية، جميعها عوامل دفعت المستثمرين نحو الذهب باعتباره الملاذ الآمن الأول في أوقات عدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي.

 

وفي سياق متصل، تترقب الأسواق المالية بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي الأمريكي، إلى جانب معدلات الدخل والإنفاق الشخصي، والتي سيتم إصدارها يوم الجمعة المقبل. يُعد هذا المؤشر مقياس التضخم المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي، وقد تؤدي أي قراءة ضعيفة له إلى تعزيز التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة، مما قد يدفع أسعار الذهب إلى تحقيق مزيد من الارتفاع.

 

الخلاصة

 

مع تزايد المخاوف من الركود الاقتصادي وعدم اليقين السياسي، يواصل الذهب تعزيز مكاسبه في الأسواق المحلية والعالمية. في ظل استمرار البحث عن ملاذات آمنة، من المرجح أن تستمر أسعار الذهب في الصعود خلال الفترة القادمة، مدعومة بتوقعات خفض الفائدة الأمريكية، والتوترات الاقتصادية والتجارية العالمية.