• / 4751

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا في البورصة العالمية خلال تعاملات الأسبوع الماضي، حيث سجلت الأوقية مكاسب بنسبة 1.8%، مدعومة بتزايد الطلب على الملاذ الآمن وسط توقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وضعف أداء الدولار. في المقابل، استقرت الأسعار في الأسواق المحلية المصرية خلال تعاملات اليوم السبت، تزامنًا مع العطلة الأسبوعية للبورصة العالمية، وفقًا لتقرير منصة "آي صاغة" المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت.

 

استقرار أسعار الذهب في السوق المحلية

 

أوضح سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة "آي صاغة"، أن أسعار الذهب في السوق المحلية لم تشهد تغيرًا كبيرًا مقارنة بختام تعاملات يوم الجمعة، حيث سجل جرام الذهب عيار 21 نحو 4120 جنيهًا، فيما سجلت الأوقية ارتفاعًا بمقدار 52 دولارًا خلال الأسبوع، لتصل إلى 2910 دولارات.

 

وجاءت الأسعار المحلية للذهب على النحو التالي:

 

عيار 24: 4709 جنيهات

 

عيار 18: 3531 جنيهًا

 

عيار 14: 2747 جنيهًا

 

الجنيه الذهب: 32960 جنيهًا

 

 

كما أشار التقرير إلى أن الأسعار المحلية شهدت استقرارًا نسبيًا خلال تعاملات يوم الجمعة، حيث افتتح جرام الذهب عيار 21 عند 4120 جنيهًا، وأغلق عند نفس المستوى، بينما استقرت الأسعار عالميًا عند 2910 دولارات للأوقية.

 

العوامل المؤثرة في ارتفاع أسعار الذهب عالميًا

 

أكد إمبابي أن المكاسب التي حققتها أسعار الذهب عالميًا جاءت نتيجة عدة عوامل، أبرزها:

 

1. ضعف الدولار الأمريكي، حيث وصل إلى أدنى مستوياته في أربعة أشهر، مما عزز من جاذبية الذهب كملاذ آمن.

 

 

2. التوترات التجارية العالمية، لا سيما بعد فرض الولايات المتحدة تعريفات جمركية جديدة بنسبة 25% على الواردات من المكسيك وكندا، إلى جانب زيادة الرسوم الجمركية على السلع الصينية.

 

 

3. تباطؤ سوق العمل الأمريكي، إذ أظهرت بيانات الوظائف غير الزراعية لشهر فبراير إضافة 151 ألف وظيفة فقط، وهو أقل من التوقعات البالغة 160 ألف وظيفة، ما عزز التوقعات باتجاه بنك الاحتياطي الفيدرالي نحو خفض أسعار الفائدة بحلول يونيو المقبل.

 

 

 

ورغم هذه العوامل، شدد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول على ضرورة الحصول على "مزيد من الوضوح" بشأن بيانات التضخم قبل اتخاذ أي قرارات بشأن أسعار الفائدة، حيث ينتظر المستثمرون تقرير مؤشر أسعار المستهلك المرتقب الأسبوع المقبل، والذي سيقدم صورة أوضح حول معدلات التضخم في الاقتصاد الأمريكي.

 

الطلب العالمي على الذهب ودور البنوك المركزية

 

في سياق متصل، تواصل الصين تعزيز احتياطياتها من الذهب، حيث سجل بنك الشعب الصيني عمليات شراء متتالية للشهر الرابع على التوالي في فبراير، مما يشير إلى استمرار اهتمام البنك المركزي الصيني بالمعدن النفيس.

 

ووفقًا لبيانات مجلس الذهب العالمي، فقد اشترى بنك الشعب الصيني 10 أطنان من الذهب خلال أول شهرين من عام 2025. كما كان البنك الوطني البولندي أكبر مشترٍ للذهب في الفترة نفسها، حيث زاد احتياطياته بمقدار 29 طنًا، وهي أكبر عملية شراء منذ يونيو 2019 عندما أضاف 95 طنًا إلى احتياطياته.

 

التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب

 

أوضح إمبابي أن تحركات أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة ستعتمد بشكل أساسي على عدة عوامل، أبرزها:

 

نتائج تقرير مؤشر أسعار المستهلك، المتوقع صدوره يوم الجمعة المقبل، والذي سيحدد توجهات التضخم في الولايات المتحدة.

 

سياسات بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة، حيث إن أي إشارة إلى خفض الفائدة ستدعم استمرار ارتفاع الذهب.

 

استمرار التوترات التجارية العالمية، التي قد تدفع المستثمرين إلى زيادة الإقبال على الذهب كملاذ آمن.

 

 

في المقابل، حذر إمبابي من أن عمليات جني الأرباح أو تغير التوقعات بشأن قرارات بنك الاحتياطي الفيدرالي قد تؤدي إلى توقف موجة صعود الذهب مؤقتًا.

 

ترقب بيانات معنويات المستهلك الأمريكي

 

على صعيد آخر، تترقب الأسواق صدور مؤشر معنويات المستهلك لجامعة ميشيجان يوم الجمعة المقبل، حيث شهد المؤشر تراجعًا حادًا في فبراير بسبب المخاوف المرتبطة بالتعريفات الجمركية وعدم اليقين الاقتصادي، ما قد يكون له تأثير مباشر على أداء الدولار والذهب خلال الفترة المقبلة.

 

الخلاصة

 

تشير التوقعات إلى استمرار ارتفاع أسعار الذهب عالميًا مدعومًا بتراجع الدولار، وتوقعات خفض الفائدة، والتوترات التجارية. في الوقت ذاته، لا تزال الأسعار مستقرة في السوق المحلية المصرية، بانتظار أي تطورات جديدة على الصعيدين المحلي والعالمي.