• / 4207

التضخم والتوترات التجارية العالمية يعززان مكاسب الذهب – تقرير منصة "آي صاغة"

 

شهدت أسعار الذهب في الأسواق المحلية استقرارًا نسبيًا خلال تعاملات اليوم السبت، بالتزامن مع العطلة الأسبوعية في البورصة العالمية، وذلك بعد أن أنهت الأوقية تعاملات الأسبوع على ارتفاع بنسبة 2.3%، مدعومة بتزايد المخاوف بشأن الحرب التجارية العالمية، وفقًا لتقرير منصة "آي صاغة" المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت.

 

استقرار نسبي في الأسواق المحلية وارتفاع عالمي

 

صرّح المهندس سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة "آي صاغة"، بأن أسعار الذهب في السوق المحلية شهدت استقرارًا نسبيًا مقارنة بإغلاق تعاملات يوم الجمعة، حيث استقر سعر جرام الذهب عيار 21 عند 4000 جنيه. وفي الوقت ذاته، سجلت الأوقية ارتفاعًا قدره 63 دولارًا لتصل إلى 2861 دولارًا، بعد أن لامست مستوى 2887 دولارًا، وهو أعلى مستوى لها في التاريخ.

 

ووفقًا لبيانات "آي صاغة"، جاءت الأسعار في السوق المحلية على النحو التالي:

 

عيار 24: سجل 4571 جنيهًا

 

عيار 18: سجل 3429 جنيهًا

 

عيار 14: سجل 2667 جنيهًا

 

الجنيه الذهب: سجل 32000 جنيه

 

 

ارتفاعات متتالية في الأسعار مدفوعة بالمخاوف الاقتصادية

 

وأشار إمبابي إلى أن أسعار الذهب في الأسواق المحلية ارتفعت بمقدار 10 جنيهات خلال تعاملات يوم الجمعة، حيث افتتح سعر جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند 3990 جنيهًا واختتم عند 4000 جنيه. وعلى المستوى العالمي، ارتفع الذهب بمقدار 5 دولارات، حيث بدأ التداول عند 2856 دولارًا للأوقية وأنهى الأسبوع عند 2861 دولارًا.

 

وأضاف إمبابي أن الذهب يواصل تسجيل مستويات قياسية بسبب زيادة الطلب على الملاذات الآمنة، وسط تزايد المخاوف من الحرب التجارية العالمية والتضخم المتصاعد، مما دفع بعض التوقعات إلى الإشارة إلى إمكانية وصول الأوقية إلى 3000 دولار خلال الأسبوع المقبل.

 

بيانات التوظيف والتضخم وتأثيرها على أسعار الذهب

 

جاء تقرير الوظائف غير الزراعية لشهر يناير، الذي صدر يوم الجمعة، ليؤثر بشكل كبير على حركة الذهب. فقد ارتفع الذهب من 2862 دولارًا إلى 2887 دولارًا للأوقية بعد صدور استطلاع رأي جامعة ميشيغان حول معنويات المستهلك، والذي كشف عن ارتفاع توقعات التضخم لمدة عام بمقدار نقطة مئوية كاملة خلال شهر واحد فقط.

 

وأظهرت بيانات سوق العمل أن الاقتصاد الأمريكي أضاف 143 ألف وظيفة خلال الشهر الماضي، وعلى الرغم من أن هذا الرقم جاء أقل من التوقعات، إلا أن التقرير أظهر أيضًا ارتفاع الأجور بمعدل يفوق التوقعات، وانخفاض معدل البطالة إلى 4.0%.

 

التوترات العالمية تدعم ارتفاع الذهب رغم احتمالات التقلبات

 

في ظل تصاعد المخاوف الجيوسياسية والاقتصادية العالمية، يبقى الذهب خيارًا جذابًا للمستثمرين، ولكن بعض المحللين يحذرون من احتمالية تقلبات سعرية، خاصة مع استمرار ارتفاع الأسعار لمستويات غير مسبوقة.

 

وأشار إمبابي إلى أن بيانات سوق العمل الأمريكية تؤكد أن الفيدرالي الأمريكي لم ينتهِ بعد من معركته ضد التضخم، وهو ما يعزز دور الذهب كتحوط مثالي ضد التضخم.

 

وفي اجتماعه النقدي الأول لعام 2025، أكد بنك الاحتياطي الفيدرالي أنه ليس في عجلة من أمره لخفض أسعار الفائدة، إذ لا يزال التضخم يشكل تهديدًا، بينما يظل سوق العمل قويًا.

 

السياسات النقدية العالمية وتأثيرها على الذهب

 

في سياق متصل، أعطت تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن فرض تعريفات جمركية جديدة على عدد من الدول دفعة إضافية لسوق الذهب، حيث سجلت الأسعار ارتفاعًا فور صدور هذه التصريحات.

 

كما أشار رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس، نيل كاشكاري، إلى أن أسعار الفائدة قد تنخفض "بشكل متواضع"، في حين أكد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، أوستن جولسبي، أن بيانات الوظائف كانت قوية، لكنه توقع أن تكون وتيرة خفض الفائدة "أبطأ مع مزيد من الضبابية".

 

وفي الوقت ذاته، قالت أدريانا كوجلر، عضو مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي، إن التضخم "يتجه نحو الاستقرار"، ما يعزز من احتمالات الإبقاء على أسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية.

 

دور الصين في تعزيز الطلب على الذهب

 

كشفت تقارير حديثة عن أن بنك الشعب الصيني استأنف عمليات شراء الذهب، حيث ارتفعت احتياطياته من 73.29 مليون أوقية إلى 73.65 مليون أوقية، مما عزز من الطلب العالمي على المعدن الأصفر.

 

ترقب الأسواق للأحداث الاقتصادية المقبلة

 

تترقب الأسواق المالية خلال الأسبوع المقبل عددًا من الأحداث الاقتصادية الهامة، التي قد تؤثر على أسعار الذهب، وتشمل:

 

شهادة رئيس الفيدرالي الأمريكي جيروم باول أمام لجنة البنوك بمجلس الشيوخ يوم الثلاثاء.

 

إصدار مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي يوم الأربعاء.

 

شهادة باول أمام لجنة الخدمات المالية بمجلس النواب.

 

إصدار مؤشر أسعار المنتجين الأمريكي وطلبات البطالة الأسبوعية يوم الخميس.

 

بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية يوم الجمعة.

 

 

الخلاصة

 

يبقى الذهب في دائرة الاهتمام العالمي، مدعومًا بتزايد التوترات التجارية والاقتصادية، بالإضافة إلى الضغوط التضخمية. وبينما يواصل المستثمرون البحث عن الملاذات الآمنة، فإن التحركات القادمة للفيدرالي الأمريكي، إلى جانب البيانات الاقتصادية المنتظرة، ستحدد المسار المستقبلي لأسعار الذهب في الأسواق العالمية والمحلية.