• / 3386

شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الأربعاء، على المستويين العالمي والمحلي، متأثرة بعدة عوامل، أبرزها ارتفاع عوائد السندات الأمريكية وترقب الأسواق لقرارات مرتقبة من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن التعيينات في مجلس الاحتياطي الفيدرالي، إلى جانب استمرار التوترات الجيوسياسية وتزايد احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية خلال الفترة المقبلة.

 

تراجع محلي بأسعار الجرام.. والأوقية تفقد 13 دولارًا

 

قال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، إن سعر جرام الذهب من عيار 21 – الأكثر تداولًا في السوق المصرية – انخفض بمقدار 5 جنيهات خلال تعاملات اليوم، ليسجل نحو 4580 جنيهًا، مقابل 4585 جنيهًا في ختام تداولات أمس الثلاثاء.

 

وفي الأسواق العالمية، تراجعت الأوقية بنحو 13 دولارًا، لتسجل مستوى 3366 دولارًا مقارنة بـ3379 دولارًا بالأمس.

 

وأوضح إمبابي أن باقي أعيرة الذهب سجلت الأسعار التالية:

 

عيار 24: 5234 جنيهًا

 

عيار 18: 3926 جنيهًا

 

عيار 14: 3054 جنيهًا

 

سعر الجنيه الذهب: استقر عند 36640 جنيهًا

 

 

وأشار إلى أن تعاملات أمس شهدت أيضًا تراجعًا مماثلًا بقيمة 5 جنيهات لعيار 21، رغم الارتفاع الطفيف في سعر الأوقية العالمية من 3376 إلى 3379 دولارًا.

 

 

---

 

اتجاه المستثمرين نحو الأصول عالية المخاطر يضغط على الذهب

 

تراجع الذهب عالميًا بعد موجة صعود استمرت أربعة أيام، مدفوعة بإقبال المستثمرين على الأسهم الآسيوية والأصول ذات العائد المرتفع، مما حدّ من جاذبية الذهب كأصل لا يدر عائدًا.

 

وتزامن ذلك مع صعود عوائد السندات الأمريكية لأجل عشر سنوات، والتي تعتبر مؤشرًا رئيسيًا لحركة رؤوس الأموال. وقد تراجعت شهية المستثمرين للذهب في ظل هذه الظروف، خاصة مع بقاء الغموض حول التوجهات النقدية للفيدرالي الأمريكي.

 

 

---

 

ترقّب تعيينات ترامب في الفيدرالي يعمّق حالة الترقّب

 

تتركّز أنظار الأسواق حاليًا على البيت الأبيض، مع اقتراب الرئيس السابق دونالد ترامب من الإعلان عن مرشحه لخلافة رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، حيث أكد في تصريحات لـCNBC أن قائمة المرشحين تقلّصت إلى أربعة أسماء، بينهم اثنين يحملان اسم "كيفن"، في إشارة إلى كيفن هاسيت، المستشار الاقتصادي السابق، وكيفن وارش، الحاكم السابق بالبنك المركزي.

 

تثير هذه التعيينات المرتقبة حالة من عدم اليقين في الأسواق، خاصة مع خلفيات المرشحين الداعمة لتيسير السياسة النقدية، وهو ما قد يدعم توجهات خفض الفائدة خلال الفترة المقبلة.

 

 

---

 

بيانات أمريكية ضعيفة تعزز فرص خفض الفائدة

 

أفادت أداة «CME FedWatch» بأن الأسواق ترجّح بنسبة تصل إلى 86% إقدام الفيدرالي على خفض سعر الفائدة خلال اجتماع سبتمبر المقبل، استنادًا إلى مؤشرات اقتصادية سلبية صدرت مؤخرًا.

 

من أبرز هذه المؤشرات:

 

تراجع مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات إلى 50.1 نقطة فقط، ما يشير إلى تباطؤ النمو في هذا القطاع الحيوي.

 

انخفاض مكوّن التوظيف في نفس المؤشر إلى 46.4 نقطة، مما يعكس ضعفًا واضحًا في سوق العمل.

 

تقرير الوظائف غير الزراعية جاء دون التوقعات، وهو ما دفع الأسواق لرفع احتمالات خفض الفائدة.

 

إقالة ترامب لمفوّض مكتب الإحصاء العمالي أثار تساؤلات حول مستقبل سياسات العمل والبيانات الرسمية في الولايات المتحدة.

 

 

وتُظهر العقود الآجلة حاليًا احتمالًا بنسبة 70% بأن يتم خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في الاجتماع القادم، مع توقعات بخفضين إضافيين على الأقل قبل نهاية عام 2025.

 

 

---

 

توترات تجارية جديدة تعيد الذهب إلى دائرة الضوء كملاذ آمن

 

عاد التوتر التجاري مجددًا إلى المشهد العالمي بعد تصريحات ترامب الأخيرة، التي هدد فيها بفرض رسوم جمركية على الهند بسبب استمرارها في استيراد النفط الروسي. ورغم أن هذه التهديدات لم تتسبب في رد فعل فوري عنيف، إلا أنها تسلط الضوء مجددًا على المخاطر الجيوسياسية والتجارية.

 

وفي هذا السياق، يظل الذهب خيارًا مفضلًا للمستثمرين الباحثين عن ملاذ آمن في أوقات عدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي، حيث يحافظ المعدن الأصفر على جاذبيته كأداة للتحوّط ضد تقلبات الأسواق العالمية.

 

 

---

 

أنظار المستثمرين تتجه إلى مؤشرات مفصلية خلال الأسبوع الجاري

 

من المنتظر أن تصدر خلال الأيام المقبلة مجموعة من المؤشرات والبيانات الاقتصادية المهمة التي قد تؤثر على حركة أسعار الذهب:

 

مزاد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات

 

قرار بنك إنجلترا بشأن أسعار الفائدة

 

بيانات إعانات البطالة الأسبوعية في الولايات المتحدة

 

خطابات مرتقبة لأعضاء لجنة السوق المفتوحة بالفيدرالي

 

 

هذه البيانات من شأنها أن توفر إشارات إضافية حول المسار المستقبلي للسياسة النقدية الأمريكية والعالمية.

 

 

---

 

تراجع مبيعات الذهب عالميًا.. وزيادة ملحوظة في احتياطي مصر

 

كشفت بيانات دار سك العملة في بيرث الأسترالية عن انخفاض حاد في مبيعات منتجات الذهب بنسبة 33% خلال يوليو، مقارنة بشهر يونيو، وهو أدنى مستوى منذ بداية العام. كما سجلت مبيعات الفضة أدنى مستوياتها في ستة أشهر.

 

على الجانب المحلي، أظهر تقرير للبنك المركزي المصري ارتفاع حجم الذهب في احتياطيات الدولة خلال يوليو بنحو 1768 أوقية، ليصل الإجمالي إلى 128.6 طن، مقارنة بـ126.9 طن في يوليو 2024، بزيادة سنوية تُقدّر بـ1.7 طن (أي نحو 55 ألف أوقية).

 

كما ارتفعت القيمة الدولارية للاحتياطي الذهبي من 13.586 مليار دولار في يونيو إلى 13.639 مليار دولار في يوليو، محققة زيادة شهرية نسبتها 0.4%، نتيجة لمزيج من عمليات الشراء وارتفاع الأسعار العالمية.

 

 

---

 

مشتريات البنوك المركزية العالمية من الذهب تُواصل الزخم

 

بحسب تقرير حديث صادر عن مجلس الذهب العالمي، واصلت البنوك المركزية حول العالم شراء الذهب خلال شهر يونيو، حيث بلغ صافي المشتريات 22 طنًا، وهو الارتفاع الشهري الثالث على التوالي.

 

وبذلك، يصل إجمالي مشتريات البنوك المركزية من الذهب خلال النصف الأول من عام 2025 إلى 123 طنًا، وهو رقم يقل قليلًا عن مستوى الفترة نفسها من 2024، لكنه يعكس استمرار الاتجاه التصاعدي للطلب الرسمي على الذهب كجزء من سياسات تنويع الاحتياطيات الأجنبية.