- 03 ديسمبر 2025
- / 2686
شهدت أسعار الذهب في كل من السوق المحلية والبورصة العالمية حالة من الاستقرار خلال تعاملات اليوم الأربعاء، وذلك وسط حالة من الترقب في الأسواق لصدور مجموعة من بيانات الاقتصاد الكلي في الولايات المتحدة. وتُعد هذه البيانات من المؤشرات الأساسية التي ينتظرها المستثمرون لأنها قد تقدم رؤية أوضح حول مسار سياسة خفض أسعار الفائدة التي يعتزم الاحتياطي الفيدرالي اتباعها خلال الفترة المقبلة، وفق ما ذكره تقرير صادر عن منصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات.
وأوضح سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، أن أسعار الذهب في الأسواق المحلية واصلت استقرارها خلال تعاملات اليوم مقارنة بختام تعاملات أمس. وسجّل جرام الذهب عيار 21 مستوى 5610 جنيهات، بينما استقرت الأوقية عالميًا عند 4210 دولارات للأوقية.
وأضاف التقرير أن جرام الذهب عيار 24 سجل نحو 6411 جنيهًا، في حين بلغ سعر جرام الذهب عيار 18 حوالي 4809 جنيهات، مع استقرار سعر الجنيه الذهب عند 44880 جنيهًا.
وأشار تحليل «آي صاغة» إلى أن حركة الذهب عالميًا اتسمت بالتحرك قرب أدنى مستويات التداول اليومية خلال الجلسة الأوروبية، وإن كان المعدن النفيس قد حافظ على تداولاته فوق مستوى 4200 دولار للأوقية، وذلك في ظل مؤشرات اقتصادية متباينة على الساحة الدولية.
ويرى محللون أن التحسن النسبي في أداء أسواق الأسهم العالمية يُشكل عامل ضغط على الذهب باعتباره أحد أهم الملاذات الآمنة، حيث يفضّل المستثمرون في هذه المرحلة انتظار البيانات الاقتصادية الأمريكية قبل اتخاذ مراكز استثمارية جديدة في سوق الذهب.
وتشير توقعات الأسواق العالمية إلى احتمالية قيام البنك المركزي الأمريكي بخفض تكاليف الاقتراض خلال اجتماعه المرتقب الأسبوع القادم. ويأتي ذلك بالتزامن مع تراجع الدولار إلى أدنى مستوى له في نحو أسبوعين، الأمر الذي أضفى دعمًا نسبيًا على أسعار الذهب خلال تداولات اليوم.
كما ساهمت المخاطر الجيوسياسية المرتبطة بالحرب الروسية الأوكرانية، إلى جانب احتمالات التصعيد العسكري، في تعزيز الطلب على الأصول الآمنة، ومن بينها الذهب. وعلى الرغم من ذلك، فقد حدَّت رهانات الأسواق على خفض الفائدة من قوة هذا التأثير، مما أدى إلى بقاء حركة الذهب في نطاق محدود.
ووفق البيانات الاقتصادية الأخيرة الصادرة عن الولايات المتحدة، تظهر مؤشرات على تباطؤ تدريجي في النشاط الاقتصادي، فيما دعمت التصريحات الحذرة الصادرة عن مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي توقعات الأسواق بخفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة القادم.
كما أشارت أداة FedWatch التابعة لمجموعة CME إلى أن احتمالية تنفيذ هذا الخفض تبلغ نحو 90%، وهو ما أبقى الدولار تحت ضغوط بيعية خفيفة، ودعم الذهب خلال تعاملات اليوم.
وفي سياق ذي صلة، ذكرت تقارير اقتصادية أن كيفن هاسيت يُعد المرشح الأوفر حظًا لرئاسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي، وسط توقعات بأن يتبنى توجهًا داعمًا لخفض أسعار الفائدة بما يتماشى مع رؤية الإدارة الأمريكية الحالية.
على الجانب الجيوسياسي، فشلت المفاوضات الأخيرة بين موسكو وواشنطن في التوصل إلى أي تهدئة بشأن الأزمة الأوكرانية، في الوقت الذي تصاعدت فيه التهديدات الروسية بتوسيع نطاق العمليات العسكرية، ما أضاف مزيدًا من الضبابية وعدم اليقين إلى المشهد العالمي، وبالتالي دعم الطلب على الذهب كملاذ آمن.
وينتظر المستثمرون خلال تعاملات اليوم صدور بيانات التوظيف في القطاع الخاص الأمريكي (ADP)، إضافة إلى قراءة مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات (ISM). كما تتجه الأنظار بشكل رئيسي نحو بيانات مؤشر أسعار الإنفاق الشخصي (PCE)، المتوقع صدورها يوم الجمعة بعد تأجيل سابق، نظرًا لكونه المؤشر الأكثر تأثيرًا في تقييم مستويات التضخم ومسار الفائدة الأمريكية في الفترة القادمة.
وتوقعت مؤسسات مالية كبرى، من بينها بنك أوف أمريكا و«جي بي مورجان»، أن يتجه الاحتياطي الفيدرالي نحو تبني سياسة نقدية أكثر تيسيرًا خلال اجتماعه المقرر يومي 9 و10 ديسمبر.