- 15 نوفمبر 2025
- / 5043
تراجعت أسعار الذهب في الأسواق المحلية والعالمية خلال تعاملات اليوم السبت، بالتزامن مع العطلة الأسبوعية للبورصات العالمية، وذلك بعد أن سجلت الأوقية مكاسب أسبوعية بلغت نحو 2.1% قبل أن تتعرض لعمليات بيع مكثفة مع نهاية جلسات الأسبوع. وتأتي هذه التحركات في ظل تصاعد توقعات الأسواق بتوقف مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي عن مواصلة دورة التيسير النقدي، عقب صدور سلسلة من التصريحات المتشددة عن غالبية مسؤولي الفيدرالي، وفقًا لتقرير صادر عن منصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات.
وأكد سعيد إمبابي، المدير التنفيذي للمنصة، أن أسعار الذهب في السوق المحلية شهدت تراجعًا بقيمة 15 جنيهًا خلال تعاملات اليوم، ليسجل جرام الذهب عيار 21 مستوى 5450 جنيهًا، في حين أنهت الأوقية تعاملات الأسبوع عند 4086 دولارًا محققة مكاسب بلغت 85 دولارًا مقارنة ببداية الأسبوع. وأضاف أن عيار 24 سجل 6229 جنيهًا، بينما بلغ عيار 18 نحو 4671 جنيهًا، واستقر سعر الجنيه الذهب عند 43,600 جنيه.
وأشار التقرير إلى أن تعاملات يوم الجمعة شهدت تراجعًا إضافيًا بنحو 5 جنيهات؛ حيث افتتح جرام عيار 21 التداول عند 5570 جنيهًا قبل أن يغلق عند 5565 جنيهًا، بينما هبطت الأوقية عالميًا خلال الجلسة من 4178 إلى 4086 دولارًا.
---
ضغوط بيعية عالمية وتراجع توقعات خفض الفائدة
شهدت الأسواق العالمية تراجعًا حادًا في أسعار الذهب بنحو 2% خلال جلسة الجمعة، بعدما لامست الأوقية أدنى مستوى يومي لها عند 4086 دولارًا، وذلك نتيجة إعادة تسعير الأسواق لاحتمالات خفض الفائدة في ديسمبر المقبل.
ووفقًا لبيانات السوق، فقد انخفضت توقعات خفض الفائدة من 72% قبل أسبوع إلى نحو 50% في الوقت الحالي، وسط تركيز مسؤولي الفيدرالي على استمرار الضغوط التضخمية رغم ضعف سوق العمل الأمريكي.
وفي هذا السياق، صرّح جيفري شميد، عضو الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي، بأن "التضخم ما يزال عند مستويات مرتفعة للغاية"، مؤكدًا أن السياسة النقدية الحالية "تقع في نطاق مناسب". كما شدّد ستيفن ميران، محافظ الاحتياطي الفيدرالي، على موقفه المتشدد، معتبرًا أن البيانات الاقتصادية الأخيرة "تستدعي مزيدًا من التشدد لا العكس".
كما دعمت عوائد السندات الأمريكية الضغوط على الذهب، حيث ارتفع العائد على السندات لأجل 10 سنوات إلى 4.10%، في حين قفزت العوائد الحقيقية إلى مستوى 1.862%، وهي مستويات ترتبط عادة بانخفاض الطلب على الذهب باعتباره أصلًا لا يدر عائدًا.
---
تداعيات الإغلاق الحكومي الأمريكي
ورغم انتهاء الإغلاق الحكومي الأطول في تاريخ الولايات المتحدة بعد 43 يومًا من التعطل، تتوقع الأسواق ظهور تداعيات اقتصادية واضحة خلال الأسابيع المقبلة، خاصة مع فقدان بعض البيانات الاقتصادية التي لن يتم إصدارها، ومن بينها مؤشر أسعار المستهلك لشهر أكتوبر.
وتزيد هذه الفجوات في البيانات من مرونة موقف الفيدرالي، إذ تمنحه مساحة أكبر لتبرير الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير خلال اجتماع ديسمبر.
وعلى الرغم من أن الذهب أنهى الأسبوع مرتفعًا بنسبة 2%، فإنه لا يزال منخفضًا بأكثر من 3% مقارنة بمستوياته المرتفعة خلال الأسبوع نفسه، ما يعكس حساسية المعدن الثمين تجاه رسائل الفيدرالي وتقلبات شهية المستثمرين.
---
الصين.. تباطؤ اقتصادي يضغط على أسعار السلع
وفي سياق متصل، كشفت بيانات «بلومبرغ» عن تباطؤ أكبر من المتوقع في النشاط الاقتصادي الصيني خلال بداية الربع الرابع؛ حيث انكمش استثمار الأصول الثابتة بنسبة 1.7% خلال الأشهر العشرة الأولى من العام، فيما تباطأ نمو الإنتاج الصناعي إلى 4.9% فقط، وهو أضعف معدل منذ بداية عام 2025.
ورغم إعلان الحكومة الصينية عن حزمة تحفيز بقيمة تريليون يوان، لا يزال الطلب المحلي ضعيفًا، بينما لم يشهد الإقراض توسعًا بالوتيرة التي تأملها السلطات، ما يضيف ضغوطًا إضافية على سوق السلع العالمية، وفي مقدمتها الذهب.
---
اتفاقات تجارية أمريكية جديدة
اقتصاديًا، أعلنت الولايات المتحدة عن اتفاق تجاري جديد مع الأرجنتين يهدف إلى تعزيز التعاون الاستثماري بين البلدين، مع منح صادرات السلع الأمريكية—بما يشمل الأدوية والكيماويات والآلات—وصولًا تفضيليًا إلى الأسواق الأرجنتينية.
كما كشفت واشنطن عن أطر لاتفاقيات تجارية مشابهة مع السلفادور والإكوادور، في خطوة تستهدف توسيع النفوذ الاقتصادي الأمريكي في قارة أميركا اللاتينية خلال الفترة المقبلة.