- 11 نوفمبر 2025
- / 17995
سجّلت أسعار الذهب ارتفاعًا جديدًا في الأسواق المحلية والعالمية خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، لتصل إلى أعلى مستوياتها في نحو ثلاثة أسابيع. وجاء هذا الصعود مدفوعًا بتزايد التوقعات بأن إعادة فتح الحكومة الأمريكية ستُنعش النشاط الاقتصادي، بما يدعم التقديرات الخاصة بإقدام مجلس الاحتياطي الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه المقبل في ديسمبر، وفقًا لتقرير منصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات.
وأكد سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، أن أسعار الذهب في السوق المحلي ارتفعت بنحو 40 جنيهًا خلال تعاملات اليوم، إذ سجّل سعر جرام الذهب عيار 21 مستوى 5535 جنيهًا. وعلى الصعيد العالمي، ارتفعت الأوقية بنحو 31 دولارًا لتسجل 4143 دولارًا.
وأوضح إمبابي أن سعر جرام الذهب عيار 24 ارتفع إلى 6326 جنيهًا، بينما بلغ سعر جرام الذهب عيار 18 نحو 4744 جنيهًا، وسجل عيار 14 مستوى 3690 جنيهًا، في حين حافظ الجنيه الذهب على استقراره عند مستوى 44,280 جنيهًا.
وخلال تعاملات أمس الإثنين، كانت أسعار الذهب قد سجلت قفزة بنحو 150 جنيهًا، حيث افتتح جرام الذهب عيار 21 التداولات عند 5345 جنيهًا، قبل أن يغلق عند مستوى 5495 جنيهًا. أما عالميًا، فتراجعت الأوقية خلال الجلسة نفسها بنحو 111 دولارًا، لتنخفض من 4001 دولار وتغلق عند 4112 دولار.
وعلى المستوى العالمي، ارتفع الذهب الفوري اليوم إلى مستوى 4143 دولارًا للأوقية، بعد أن لامس في وقت سابق أعلى مستوى له منذ 23 أكتوبر عند 4149 دولارًا، لكنه ما زال أدنى من قمته المسجلة في 20 أكتوبر عند 4381 دولارًا للأوقية.
ويرى محللون أن تحسّن شهية المخاطرة في الأسواق العالمية، بدعم آمال إنهاء الإغلاق الحكومي الأمريكي، لعب دورًا مهمًا في تعزيز أسعار الذهب، إلى جانب توقعات خفض أسعار الفائدة في ديسمبر، وهو ما يعزز الطلب على المعدن النفيس باعتباره أحد أهم الملاذات الآمنة خلال فترات الضبابية الاقتصادية.
وفي سياق متصل، قال أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في «ساكسو بنك»، إن "إعادة فتح الحكومة الأمريكية ستعيد تدفق البيانات الاقتصادية إلى طبيعتها، وهو ما يعزز السيناريو القائل بخفض الفائدة الشهر المقبل". وأضاف أن "تجدد المخاوف المرتبطة بالوضع المالي وارتفاع مستويات الاقتراض الحكومي يسهمان أيضًا في دعم أسعار الذهب".
ويُظهر مؤشر FedWatch التابع لمجموعة CME أن الأسواق تسعّر احتمالًا بنسبة 64% لخفض الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية خلال اجتماع ديسمبر المقبل، وسط انقسام داخل الفيدرالي الأمريكي بشأن مستقبل السياسة النقدية خلال الفترة المقبلة.
وتشير البيانات الاقتصادية الأخيرة في الولايات المتحدة إلى استمرار الضغوط على الأسواق، حيث أظهرت بيانات التوظيف في أكتوبر فقدان وظائف في قطاعي الحكومة والتجزئة، بينما تراجعت ثقة المستهلك الأمريكي إلى أدنى مستوى لها في ثلاث سنوات ونصف، وهو ما يعزز احتمالات لجوء الفيدرالي إلى مزيد من التيسير النقدي.
ووفق تقرير «آي صاغة»، لا يزال الذهب يستفيد من التداعيات الاقتصادية المرتبطة بالإغلاق الحكومي الأمريكي، إذ يتخوف المستثمرون من تأثيراته السلبية على النمو الاقتصادي، لا سيّما في ظل استمرار تراجع ثقة المستهلك وضعف وتيرة النشاط الاقتصادي.
وفي الوقت ذاته، أسهم تراجع الدولار الأمريكي بالتزامن مع إغلاق البنوك الأمريكية احتفالًا بيوم المحاربين القدامى في تقليص الضغوط على أسعار الذهب. كما يترقب المستثمرون خلال الأسبوع تصريحات عدد من مسؤولي الفيدرالي للحصول على رؤية أوضح بشأن مسار أسعار الفائدة خلال المرحلة المقبلة.
كما أشار التقرير إلى أن استمرار التوترات الجيوسياسية عالميًا، إلى جانب تباطؤ أداء سوق العمل الأمريكي، يعززان الإقبال على الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا للمستثمرين.
وفي مذكرة بحثية حديثة، ذكر «ساكسو بنك» أن أسعار الذهب قد تقترب من مستوى 5000 دولار للأونصة خلال الاثني عشر شهرًا المقبلة، بينما قد ترتفع أسعار الفضة إلى حوالي 65 دولارًا، مرجعًا هذه التوقعات إلى التحوّل الكبير في سلوك المستثمرين ونظرتهم للمخاطر.
وأوضح البنك أن المعادن النفيسة كانت أفضل السلع أداءً في الأسواق العالمية خلال الفترة الأخيرة، إذ تفوقت الفضة على الذهب بمكاسب تجاوزت 5%، كما شهد البلاتين والبلاديوم ارتفاعات ملحوظة.
ويتوقع محللون أن يؤدي استئناف نشر البيانات الاقتصادية الأمريكية بعد إعادة فتح الحكومة إلى تأكيد تباطؤ الاقتصاد، وهو ما قد يدفع الفيدرالي لإجراء المزيد من تخفيضات الفائدة خلال 2026، الأمر الذي يدعم استمرار الاتجاه الصاعد للذهب خلال الفترة المقبلة.