- 24 سبتمبر 2025
- / 4444
شهدت أسعار الذهب في الأسواق المحلية خلال تعاملات اليوم الأربعاء ارتفاعًا طفيفًا، وذلك بدعم من تحركات محدودة لأسعار الأوقية في البورصة العالمية. ويأتي هذا الأداء في وقت يتبنى فيه مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سياسة حذرة تعزز من قوة الدولار، وهو ما يقيد صعود المعدن النفيس ويمنعه من تسجيل قمم تاريخية جديدة، وفقًا لتقرير صادر عن منصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات.
أسعار الذهب محليًا وعالميًا
قال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، إن أسعار الذهب في السوق المحلية ارتفعت بنحو 10 جنيهات خلال تعاملات اليوم مقارنة بختام تعاملات أمس، ليسجل جرام الذهب عيار 21 مستوى 5080 جنيهًا. وعلى الصعيد العالمي، ارتفعت الأوقية بمقدار 4 دولارات لتسجل 3769 دولارًا.
وأضاف أن سعر جرام الذهب عيار 24 بلغ 5806 جنيهات، في حين سجل عيار 18 نحو 4354 جنيهًا، وبلغ عيار 14 مستوى 3387 جنيهًا. كما استقر سعر الجنيه الذهب عند 40,640 جنيهًا.
وخلال تعاملات أمس الثلاثاء، صعدت أسعار الذهب محليًا بنحو 20 جنيهًا، حيث افتتح جرام الذهب عيار 21 التداول عند 5050 جنيهًا، ولامس مستوى 5100 جنيه كأعلى سعر في تاريخ السوق المحلي، قبل أن يغلق عند 5070 جنيهًا. أما على المستوى العالمي، فقد ارتفعت الأوقية بنحو 17 دولارًا، حيث افتتحت التعاملات عند 3748 دولارًا، ولامست مستوى 3791 دولارًا كأعلى مستوى تاريخي لها، قبل أن تختتم الجلسة عند 3765 دولارًا.
تأثير السياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي
وأوضح إمبابي أن توقف الذهب عن تسجيل قمم جديدة يعود إلى الحذر الذي يسيطر على سياسة الفيدرالي الأمريكي، رغم استمرار التوترات الجيوسياسية ورهانات المستثمرين على إمكانية خفض أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة.
وأشار إلى أن الأسواق تترقب يوم الجمعة صدور بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة، إضافة إلى تصريحات مسؤولي الفيدرالي التي ستحدد ملامح السياسة النقدية للفترة المقبلة.
وتشهد أسعار الذهب حاليًا حالة من التماسك النسبي، حيث يوازن المستثمرون بين قوة الدولار واستقرار عوائد السندات الأمريكية من جهة، وبين تصاعد المخاطر الجيوسياسية وتوقعات خفض الفائدة من جهة أخرى.
تصريحات باول ومسؤولي الفيدرالي
تمسك رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، خلال كلمته أمس في واشنطن بخطابه المعتاد، مؤكدًا أن السياسة النقدية ستظل "معتمدة على البيانات" وأنه "لا يوجد مسار محدد مسبقًا" لقرارات الفائدة المستقبلية.
وأشار باول إلى أن ميزان المخاطر قد تغير مع تزايد التهديدات التي تواجه سوق العمل، لكنه حذر من أن التيسير النقدي المفرط قد يبقي مهمة السيطرة على التضخم غير مكتملة. وأوضح أن استمرار رفع الفائدة لفترة طويلة قد يضر بسوق العمل، وهو ما يعكس ميل الفيدرالي إلى اتباع نهج أكثر حذرًا.
كما صدرت تصريحات متباينة من مسؤولي الفيدرالي؛ حيث تبنت نائبة الرئيس ميشيل بومان لهجة حذرة، محذرة من أن البنك قد يتأخر في دعم سوق العمل إذا لم يتحرك بخفض الفائدة بشكل حاسم. وأكد رئيس الفيدرالي في شيكاغو أوستن جولسبي أن هناك مجالًا لخفض الفائدة إذا استمر التضخم في التراجع، بينما حذر رئيس الفيدرالي في أتلانتا رافائيل بوستيك من استمرار مخاطر التضخم وضغوط التكلفة التي تواجه الشركات.
التوترات الجيوسياسية والضغوط الداخلية
على الصعيد الجيوسياسي، لا تزال التوترات الدولية تلعب دورًا داعمًا لأسعار الذهب، حيث زادت حدة الصراع بين روسيا وأوكرانيا بعد اختراق طائرة روسية للمجال الجوي الإستوني وتصاعد الهجمات الأوكرانية بالطائرات المُسيّرة على البنية التحتية الروسية. وفي المقابل، شدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال خطابه أمام الأمم المتحدة على دعم بلاده لأوكرانيا، داعيًا حلف الناتو لاتخاذ موقف حازم ضد الانتهاكات الروسية.
أما داخليًا، فتواجه الأسواق الأمريكية ضغوطًا إضافية بسبب المخاوف من إغلاق حكومي محتمل مطلع أكتوبر إذا فشل الكونجرس في تمرير تشريع جديد للإنفاق، مما يزيد من حالة القلق وعدم اليقين في المشهد الاقتصادي.
البيانات الاقتصادية المرتقبة
تترقب الأسواق الأمريكية اليوم صدور بيانات مبيعات المنازل الجديدة، بينما من المنتظر أن تُلقي ماري دالي، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، كلمة في وقت لاحق.
كما تتجه الأنظار إلى البيانات الاقتصادية المقرر صدورها غدًا الخميس، والتي تشمل مطالبات البطالة الأسبوعية الأولية، والتقدير الثاني للناتج المحلي الإجمالي الأمريكي للربع الثاني، وطلبات السلع المعمرة، قبل أن تصدر يوم الجمعة بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي، وهو المؤشر الذي يعد الأداة المفضلة للفيدرالي لتقييم التضخم.