• / 79

سجلت أسعار الفضة قفزة تاريخية خلال تعاملات اليوم بالأسواق المحلية والعالمية، حيث ارتفع سعر الأوقية إلى 44 دولارًا، وهو أعلى مستوى تصل إليه منذ 14 عامًا. وجاء هذا الصعود مدعومًا باستمرار حالة عدم اليقين السياسي عالميًا، إلى جانب تنامي توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية خلال الفترة المقبلة.

 

أداء أسعار الفضة في السوق المحلي والعالمي

 

ووفقًا للتقرير الصادر عن مركز «الملاذ الآمن» للأبحاث، ارتفع سعر جرام الفضة عيار 800 في السوق المحلي إلى 56 جنيهًا بزيادة جنيه واحد عن مستويات السبت الماضي. كما سجل جرام الفضة عيار 999 نحو 70 جنيهًا للمرة الأولى، بينما بلغ سعر جرام الفضة عيار 925 حوالي 65 جنيهًا. واستقر سعر جنيه الفضة عيار 925 عند 520 جنيهًا.

 

أما على الصعيد العالمي، فقد ارتفعت الأوقية من 43 دولارًا إلى 44 دولارًا، بدعم من تزايد الرهانات على استمرار دورة خفض الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.

 

الأداء الأسبوعي والسنوي للفضة

 

أوضح التقرير أن أسعار الفضة ارتفعت في السوق المحلية بنسبة 1.9% خلال الأسبوع الماضي، بينما صعدت عالميًا بنسبة 2.4%. ومنذ بداية العام، حققت الفضة مكاسب قوية بلغت 37% في السوق المحلي (تعادل 15 جنيهًا للجرام)، في حين قفزت عالميًا من 29 دولارًا إلى 44 دولارًا للأوقية بزيادة نسبتها 52%، لتصبح واحدة من أفضل الأصول أداءً بين المعادن الثمينة في 2025.

 

المحركات الرئيسية لصعود أسعار الفضة

 

السياسة النقدية الأمريكية: قام الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع الماضي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس لتستقر عند نطاق 4.00% – 4.25%، مع توقعات قوية بمزيد من الخفض حتى نهاية العام، وهو ما يجعل الأصول غير المدرة للعائد مثل الفضة أكثر جاذبية.

 

الطلب على الملاذ الآمن: تصاعد التوترات الجيوسياسية، وعلى رأسها الحرب الروسية – الأوكرانية والأزمات الإقليمية، عزز إقبال المستثمرين على شراء الفضة بجانب الذهب للتحوط من المخاطر.

 

الطلب الصناعي المتزايد: على عكس الذهب، تتميز الفضة بقاعدة طلب صناعي واسعة، خصوصًا في قطاعات الإلكترونيات، الطاقة الشمسية، والسيارات الكهربائية، ما يمنحها دعمًا إضافيًا بعيدًا عن تحركات الأسواق المالية.

 

 

مقارنة أداء الفضة بالذهب

 

أظهر التقرير أن الفضة تفوقت مؤخرًا على الذهب من حيث وتيرة الصعود، حيث انخفضت نسبة الذهب إلى الفضة إلى 85.16، وهو ما يشير إلى أن أسعار الفضة ترتفع بوتيرة أسرع. ويُعتبر هذا المؤشر إشارة على تزايد شهية المستثمرين للمخاطرة، إذ ينظر إلى الفضة باعتبارها رهانًا أكثر عدوانية على النمو الاقتصادي مقارنة بالذهب.

 

التوقعات المستقبلية لأسعار الفضة

 

يتابع المستثمرون عن كثب تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي خلال الأسبوع الجاري، وخاصة كلمة رئيس المجلس جيروم باول المقررة غدًا الثلاثاء، بجانب بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي المنتظر صدورها يوم الجمعة، والذي يُعد المؤشر المفضل للفيدرالي لقياس التضخم.

 

ويرجح التقرير أن يواصل الطلب الصناعي المتنامي، خصوصًا في قطاع الطاقة المتجددة، تقديم دعم قوي لأسعار الفضة، في حين أن استمرار تخفيضات الفائدة سيعزز من جاذبيتها كأصل استثماري رئيسي.

 

الفضة في قلب اهتمام المستثمرين

 

اللافت أن الفضة لا تحقق فقط مستويات قياسية لم تشهدها منذ أكثر من عقد، بل تظهر أيضًا كأحد أبرز الأصول المرشحة للاستمرار في الصعود خلال الفترة المقبلة. ومع مكاسب قاربت 50% منذ بداية 2025، وارتفاع الطلب الاستثماري والصناعي، أصبحت الفضة في قلب اهتمامات المستثمرين. كما تفوقت مؤخرًا في أدائها على الذهب الذي حقق بدوره ارتفاعًا بنسبة 41% منذ 2022 مدفوعًا بمشتريات البنوك المركزية العالمية.