- 11 سبتمبر 2025
- / 2198
شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا في الأسواق المحلية وكذلك في البورصة العالمية خلال تعاملات اليوم الخميس، متأثرة بصعود الدولار الأمريكي وموجة جني الأرباح من قبل المستثمرين، وذلك في وقت تترقب فيه الأسواق صدور بيانات التضخم في الولايات المتحدة، والتي ستلعب دورًا رئيسيًا في تحديد ملامح السياسة النقدية المقبلة للاحتياطي الفيدرالي، وفقًا لتقرير صادر عن منصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت.
تراجع أسعار الذهب محليًا وعالميًا
قال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، إن أسعار الذهب في السوق المحلية تراجعت بنحو 25 جنيهًا خلال تعاملات اليوم مقارنة بختام تعاملات أمس، ليسجل جرام الذهب عيار 21 – وهو الأكثر تداولًا – مستوى 4870 جنيهًا. كما تراجعت الأوقية عالميًا بقيمة 25 دولارًا لتسجل 3621 دولارًا.
وأوضح إمبابي أن أسعار باقي الأعيرة سجلت المستويات التالية:
جرام الذهب عيار 24: 5566 جنيهًا.
جرام الذهب عيار 18: 4174 جنيهًا.
جرام الذهب عيار 14: 3247 جنيهًا.
الجنيه الذهب استقر عند 38960 جنيهًا.
وكانت أسعار الذهب قد سجلت ارتفاعًا محدودًا خلال تعاملات أمس الأربعاء، إذ صعد جرام الذهب عيار 21 بنحو 20 جنيهًا، حيث افتتح التعاملات عند 4875 جنيهًا وأغلق عند 4895 جنيهًا. كما ارتفعت الأوقية العالمية بنحو 15 دولارًا، لتفتتح التعاملات عند 3631 دولارًا وتغلق عند 3646 دولارًا.
تأثير قوة الدولار وبيانات الاقتصاد الأمريكي
يرى محللون أن الذهب يواجه ضغوطًا مزدوجة من ارتفاع قيمة الدولار وزيادة عوائد سندات الخزانة الأمريكية، إلى جانب عمليات جني الأرباح التي قام بها المستثمرون، إلا أن بقاء الأسعار فوق مستوى 3600 دولار للأوقية يعكس استمرار الاتجاه الصاعد على المدى المتوسط.
وجاء ذلك بعد صدور بيانات أمريكية أظهرت تراجعًا مفاجئًا في مؤشر أسعار المنتجين وضعفًا في سوق العمل. حيث أفاد مكتب إحصاءات العمل الأمريكي بأن المؤشر هبط إلى 2.6% في أغسطس مقارنة بـ 3.3% في يوليو، بينما ارتفع المؤشر الأساسي (باستثناء الغذاء والطاقة) بنسبة 2.8% فقط.
هذه الأرقام، إلى جانب بيانات توظيف أقل من التوقعات، عززت الرهانات على أن الفيدرالي الأمريكي قد يتجه إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه المرتقب، مع وجود احتمالات لثلاث تخفيضات إضافية قبل نهاية العام.
رهانات السياسة النقدية والتوترات الجيوسياسية
تترقب الأسواق اليوم صدور بيانات إعانات البطالة الأمريكية و مؤشر أسعار المستهلك، حيث ستُعتبر هذه البيانات العامل الحاسم في تحديد توقعات حجم وتيرة خفض الفائدة.
ورغم أن أي قراءة قوية لمؤشر التضخم قد تدعم الدولار وتضغط على الذهب، إلا أن استمرار الرهانات على سياسة تيسير نقدي، إلى جانب التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في أوكرانيا وأوروبا الشرقية، تمنح المعدن الأصفر قوة إضافية باعتباره ملاذًا آمنًا.
على الصعيد السياسي، صعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من حدة التوترات التجارية عبر فرض رسوم جمركية جديدة، بينما شهدت بولندا أول مواجهة مباشرة مع طائرات مسيرة روسية، ما يزيد من احتمالات التصعيد العسكري ويعزز من جاذبية الذهب كأداة تحوط ضد المخاطر.
أسواق الأسهم تحقق مكاسب قياسية
في المقابل، دفعت المكاسب التاريخية للأسهم الأمريكية واليابانية بعض المستثمرين إلى تقليص حيازاتهم من الذهب مؤقتًا. فقد سجل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 و ناسداك مستويات قياسية جديدة، بينما قفز مؤشر نيكاي 225 الياباني بأكثر من 1% ليصل إلى مستوى تاريخي جديد.
وبين تقلبات أسواق الأسهم وتغير اتجاهات السياسة النقدية، يظل الذهب عالقًا بين ضغوط المدى القصير المتمثلة في قوة الدولار وجني الأرباح، ودعائم المدى الطويل التي تتمثل في توقعات خفض الفائدة وتصاعد التوترات الجيوسياسية، مع ترقب حاسم لاجتماع الفيدرالي الأمريكي الأسبوع المقبل.