• / 5142

واصلت أسعار الذهب ارتفاعها القوي في الأسواق المحلية والبورصة العالمية خلال تعاملات اليوم السبت، بالتزامن مع العطلة الأسبوعية للأسواق العالمية، مستفيدة من مكاسب أسبوعية قوية حققتها الأوقية بنسبة 4.5%، بدعم من ارتفاع مستويات الطلب، واستمرار ضعف الدولار الأمريكي، إلى جانب تراجع السيولة مع اقتراب نهاية تداولات عام 2025، وفقًا لتقرير صادر عن منصة «آي صاغة».

وقال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، إن أسعار الذهب في السوق المحلية واصلت الصعود، حيث ارتفعت بنحو 20 جنيهًا خلال تعاملات اليوم، ليسجل سعر جرام الذهب عيار 21 نحو 6060 جنيهًا، في ظل استمرار الاتجاه الصاعد للأسعار عالميًا. وأوضح أن أسعار الذهب في البورصة العالمية حققت مكاسب أسبوعية ملحوظة، بعدما ارتفعت الأوقية بنحو 194 دولارًا لتسجل نحو 4533 دولارًا، عقب ملامستها أعلى مستوى تاريخي لها عند 4555 دولارًا للأوقية.

وأضاف إمبابي أن سعر جرام الذهب عيار 24 سجل نحو 6926 جنيهًا، مقتربًا من حاجز 7 آلاف جنيه، بينما بلغ سعر جرام الذهب عيار 18 نحو 5194 جنيهًا، في حين سجل سعر الجنيه الذهب قرابة 48,480 جنيهًا، وسط استمرار الطلب المحلي على المعدن النفيس.

وأشار تقرير «آي صاغة» إلى أن أسعار الذهب سجلت مستويات تاريخية غير مسبوقة خلال الأيام الأخيرة من عام 2025، مدفوعة باستمرار الزخم الصعودي في الأسواق العالمية للمعادن النفيسة، مع تصاعد التوقعات باتجاه مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي نحو مزيد من التيسير النقدي وخفض أسعار الفائدة، إلى جانب ضعف الدولار الأمريكي، وتصاعد التوترات الجيوسياسية، وتدفقات استثمارية قوية نحو الأصول الآمنة، وهي عوامل دفعت الذهب والفضة لتحقيق مكاسب قوية خلال الأسبوع الأخير من العام.

وأوضح التقرير أن تراجع الدولار الأمريكي ساهم في تقليص تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالذهب، ما عزز من جاذبيته كملاذ آمن، في وقت حافظت فيه التوترات الجيوسياسية العالمية على قوة الطلب الاستثماري. كما أدت انخفاضات أحجام التداول خلال عطلات نهاية العام، خاصة في أسواق آسيا والمحيط الهادئ، إلى تضخيم التقلبات السعرية خلال الجلسات الأخيرة.

كما دعم استمرار مشتريات البنوك المركزية من الذهب موجة الصعود الحالية، إلى جانب تجدد اهتمام المستثمرين بصناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالذهب (ETFs)، في ظل سعي صناع السياسات النقدية حول العالم إلى تنويع احتياطياتهم الأجنبية، وإقبال المستثمرين على التحوط ضد المخاطر الاقتصادية وتراجعات أسواق الأسهم العالمية.

ويستفيد الذهب تقليديًا من تراجع العوائد الحقيقية وضعف الدولار الأمريكي، حيث أسهمت التخفيضات الأخيرة في أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي، إلى جانب التوجيهات المستقبلية للسياسة النقدية، في خفض توقعات العائد، ما قلل من تكلفة الاحتفاظ بالذهب كأصل غير مدر للعائد، وساعد على استمرار مكاسبه خلال موسم الأعياد ونهاية العام.

وفي هذا السياق، يرى بنك جولدمان ساكس أن الذهب يمثل أحد أفضل الرهانات الاستثمارية داخل أسواق السلع خلال عام 2026، مع توقعات بإمكانية تجاوز الأسعار مستوى 4900 دولار للأوقية، خاصة في حال اتساع اتجاه تنويع المحافظ الاستثمارية ليشمل المستثمرين الأفراد إلى جانب البنوك المركزية.

وأوضح البنك أن الطلب القوي من البنوك المركزية لا يزال المحرك الرئيسي لصعود أسعار الذهب، متوقعًا استمرار عمليات الشراء بمتوسط يبلغ نحو 70 طنًا شهريًا خلال عام 2026، مدعومة بتزايد المخاطر الجيوسياسية، ورغبة العديد من الدول، لا سيما في الأسواق الناشئة، في تقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي ضمن احتياطياتها.

وأشار التقرير إلى أن خفض أسعار الفائدة الأمريكية المتوقع بنحو 50 نقطة أساس، إلى جانب ضعف الدولار وتراجع العوائد الحقيقية، يعزز من جاذبية الذهب كأصل تحوطي، في وقت تشهد فيه الأسواق العالمية تصاعدًا في حدة المنافسة الجيوسياسية والتكنولوجية بين الولايات المتحدة والصين.

كما لفت بنك جولدمان ساكس إلى أن مشاركة المستثمرين الأفراد في سوق الذهب لا تزال محدودة نسبيًا، إذ تمثل صناديق الذهب المتداولة نسبة ضئيلة من المحافظ الاستثمارية العالمية، ما يفتح المجال أمام موجة طلب إضافية قد تدفع الأسعار إلى تسجيل مستويات قياسية جديدة خلال الفترة المقبلة.

وبحسب توقعات البنك، قد تشهد أسعار الذهب تراجعًا مؤقتًا لتقترب من مستوى 4200 دولار للأوقية خلال الربع الأول من عام 2026، قبل أن تعاود الصعود من جديد، مسجلة قممًا تاريخية جديدة، مع إمكانية بلوغ مستوى 4900 دولار للأوقية بنهاية العام، مدفوعة باستمرار العوامل الداعمة للأسعار عالميًا.