• / 2918

شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن واردات سبائك الذهب لن تخضع لأي رسوم جمركية، وهو ما أنهى حالة القلق التي سادت أسواق المعادن الثمينة العالمية مؤخرًا، وفقًا لبيانات منصة «آي صاغة».

 

وقال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، إن أسعار الذهب في السوق المحلية انخفضت بنحو 10 جنيهات مقارنة بإغلاق تعاملات أمس الاثنين، حيث سجل جرام الذهب عيار 21 مستوى 4570 جنيهًا، بينما تراجعت الأوقية في البورصة العالمية بنحو 11 دولارًا لتصل إلى 3340 دولارًا.

 

وأضاف إمبابي أن سعر جرام الذهب عيار 24 بلغ 5223 جنيهًا، وسجل عيار 18 نحو 3917 جنيهًا، فيما وصل سعر عيار 14 إلى 3047 جنيهًا، بينما استقر سعر الجنيه الذهب عند 36560 جنيهًا.

 

وأشار إلى أن أسعار الذهب كانت قد تراجعت أمس الاثنين بنحو 40 جنيهًا، حيث افتتح جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند 4620 جنيهًا، قبل أن يغلق عند 4580 جنيهًا، بينما هبطت الأوقية عالميًا بنحو 46 دولارًا، من 3397 دولارًا إلى 3351 دولارًا بنهاية الجلسة.

 

وأوضح أن التراجع الحالي جاء بعد موجة هبوط ملحوظة أمس، مدفوعة بآمال عقد محادثات سلام بين روسيا وأوكرانيا، إلى جانب إعلان ترامب إعفاء واردات الذهب من الرسوم الجمركية، ما بدّد المخاوف المرتبطة بالسبائك الذهبية السويسرية، والتي تمثل نسبة كبيرة من تجارة الذهب في السوق الأمريكية.

 

وكان ترامب قد صرّح عبر منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال": "الذهب لن تُفرض عليه رسوم"، وذلك في وقت كانت فيه الأسواق العالمية تترقب توضيحًا رسميًا من البيت الأبيض بعد الجدل الذي أثارته تقارير إعلامية أشارت إلى فرض رسوم على واردات سبائك الذهب بوزن كيلو جرام.

 

وأدت هذه التقارير في وقت سابق إلى ارتفاع العقود الآجلة للذهب يوم الجمعة الماضية لمستويات قياسية، وسط مخاوف من تأثير القرار على سويسرا، أكبر مركز لتكرير الذهب عالميًا، والتي بلغت صادراتها من الذهب إلى الولايات المتحدة نحو 36 مليار دولار في الربع الأول من العام، أي ما يزيد عن ثلثي فائضها التجاري مع واشنطن.

 

وتشمل الرسوم الأمريكية البالغة 39% جميع الواردات السويسرية تقريبًا، بما في ذلك الساعات الفاخرة والشوكولاتة والجبن، لكن إعلان ترامب الأخير ساهم في تهدئة المخاوف بشأن صادرات سبائك الذهب.

 

ورحب اتحاد منتجي وتجار المعادن الثمينة السويسري بتصريحات ترامب، لكنه أكد ضرورة صدور قرار رسمي ملزم، حيث قال رئيس الاتحاد كريستوف فايلد: "تصريحات الرئيس ترامب إشارة مشجعة لاستقرار التجارة، لكننا بحاجة إلى قرار رسمي لضمان اليقين في السوق".

 

كما نقلت وكالة رويترز عن مسؤول في البيت الأبيض أن الإدارة الأمريكية بصدد إصدار أمر تنفيذي لتوضيح ما وصفه بـ "المعلومات المضللة" حول الرسوم الجمركية على سبائك الذهب ومنتجات أخرى.

 

وكانت هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية قد فجّرت الجدل الأسبوع الماضي، حين أعلنت أن سبائك الذهب بوزن كيلو جرام و100 أوقية لن تُستثنى من الرسوم، ما دفع شركات التمويل والمعادن للمطالبة بتوضيحات عاجلة، وأدى إلى احتجاز شحنات في المخازن المخصصة حتى صدور قرار رسمي.

 

ويُذكر أن الذهب يباع في الولايات المتحدة حتى في متاجر التجزئة الكبرى مثل "كوستكو"، ويُستخدم كأداة تحوط ضد التضخم، حيث يبلغ سعر السبيكة الذهبية بوزن كيلو جرام نحو 89 ألف جنيه إسترليني، فيما يصل سعر العملة الذهبية بوزن أوقية إلى حوالي 2,500 جنيه إسترليني.

 

وفي جانب آخر، وقع ترامب أمرًا بتمديد الهدنة الجمركية بين الولايات المتحدة والصين لمدة 90 يومًا إضافيًا حتى 9 نوفمبر المقبل، ما خفف الضغوط على سلاسل الإمداد العالمية، وإن اعتبره المحللون توقفًا مؤقتًا وليس تقدمًا جوهريًا في المفاوضات التجارية.

 

وتترقب الأسواق صدور بيانات التضخم الأمريكية لشهر يوليو، والتي تشير التوقعات إلى تباطؤ معدل الارتفاع الشهري إلى 0.2%، مع تسارع المعدل السنوي إلى 2.8%.

 

ورغم استمرار الضغوط التضخمية، لا تزال الأسواق تسعّر احتمالات قوية لخفض أسعار الفائدة في سبتمبر المقبل، وإن تراجعت توقعات الخفض بمقدار 25 نقطة أساس إلى نحو 84% مقابل 90% قبل أسبوع، بحسب أداة CME FedWatch، وسط حالة من الحذر قبل صدور البيانات.

 

كما يترقب المستثمرون تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، ومنهم توماس باركين وجيفري شمد، إلى جانب بيانات اقتصادية مهمة لاحقًا هذا الأسبوع، تشمل مؤشر أسعار المنتجين يوم الخميس، ومبيعات التجزئة ومؤشر ثقة المستهلك لجامعة ميشيجان في قراءته الأولية لشهر أغسطس يوم الجمعة، وهي مؤشرات قد تؤثر مباشرة في توقعات خفض الفائدة.

 

محليًا، أشار إمبابي إلى أن السوق المصرية تشهد حاليًا تباطؤًا في حركة المبيعات رغم تراجع الأسعار، موضحًا أن المستهلكين غالبًا ما يتجهون للشراء بكثافة في أوقات ارتفاع الأسعار خوفًا من زيادات أكبر، بينما يتريثون عند الهبوط ترقبًا لمزيد من الانخفاضات المحتملة.