- 03 أغسطس 2025
- / 3756
سجلت أسعار الذهب في السوق المحلية المصرية تراجعًا طفيفًا خلال تعاملات الأسبوع المنتهي، وذلك رغم الأداء الإيجابي القوي لأسعار الذهب في الأسواق العالمية، التي شهدت صعودًا ملحوظًا في ظل مجموعة من العوامل الاقتصادية والسياسية المعقدة. وتأتي هذه التحركات في وقت تتجاذب فيه السوق العالمية للذهب عدة مؤثرات، على رأسها سياسات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وبيانات التوظيف في الولايات المتحدة، إضافة إلى تصاعد التوترات التجارية والجيوسياسية.
خسائر محلية ومكاسب عالمية في سوق الذهب
وأوضح تقرير صادر عن منصة «آي صاغة» المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، أن أسعار الذهب في السوق المصرية تراجعت بنسبة 0.6% خلال الأسبوع الماضي، حيث فقد جرام الذهب عيار 21 نحو 30 جنيهًا، لينخفض من 4630 جنيهًا إلى 4600 جنيه للجرام. في المقابل، حققت الأوقية مكاسب ملحوظة عالميًا بنحو 0.8%، لترتفع من 3337 دولارًا إلى 3363 دولارًا، مدعومة بضعف بيانات سوق العمل الأمريكية وتراجع قيمة الدولار الأمريكي.
الأسعار المحلية الحالية للذهب في مصر
قال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، إن سعر جرام الذهب عيار 24 بلغ نحو 5257 جنيهًا، بينما سجل جرام الذهب عيار 18 نحو 3943 جنيهًا، وبلغ سعر عيار 14 نحو 3067 جنيهًا. أما الجنيه الذهب، فقد سجل حوالي 36800 جنيه.
الذهب يتلقى دعمًا من بيانات أمريكية ضعيفة ومخاوف جيوسياسية
أشار إمبابي إلى أن المعدن النفيس استفاد بشكل كبير في السوق العالمية من تجدد المخاوف بشأن التصعيد التجاري العالمي، والتوترات الجيوسياسية في عدد من المناطق، إلى جانب صدور تقرير الوظائف الأمريكي الذي جاء دون التوقعات، وهو ما عزز الرهانات على احتمالية خفض أسعار الفائدة في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي المرتقب خلال شهر سبتمبر المقبل، وبالتالي دعم الطلب على الذهب باعتباره ملاذًا استثماريًا آمنًا.
من الانخفاض إلى التعافي: الذهب يعوض خسائره سريعًا
أضاف إمبابي أن الأسواق شهدت تقلبات عنيفة على مدار الأسبوع، إذ تعرض الذهب لضغوط بيعية كبيرة يوم الأربعاء الماضي، بعد قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، حيث لم يُظهر جيروم باول، رئيس المجلس، أي التزام واضح بشأن خفض الفائدة خلال سبتمبر، ما أدى إلى تراجع الأوقية إلى أدنى مستوياتها منذ أربعة أسابيع عند 3268 دولارًا.
لكن الأمور تغيرت سريعًا يوم الجمعة، مع صدور بيانات سوق العمل الأمريكية، التي أظهرت إضافة 73 ألف وظيفة فقط خلال يوليو، مقارنة بتوقعات كانت تشير إلى أرقام أعلى بكثير، بالإضافة إلى مراجعة سلبية لبيانات شهري مايو ويونيو بواقع انخفاض قدره 258 ألف وظيفة، وهو التعديل الأكبر منذ أبريل 2020. وقد أثارت هذه البيانات مخاوف بشأن تباطؤ سوق العمل، ما أدى إلى تراجع الدولار مجددًا وارتفاع الأوقية إلى 3363 دولارًا.
انقسام داخل الاحتياطي الفيدرالي واستقالة مفاجئة
وفي سياق التطورات السياسية المؤثرة على الأسواق، شهد مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي انقسامًا نادرًا، حيث صوت عضوان ضد قرار تثبيت الفائدة، وطالبا بخفضها، وهو أول انقسام علني داخل المجلس منذ أكثر من ثلاثين عامًا. وتزامن ذلك مع إعلان استقالة أدريانا كوجلر، عضو مجلس المحافظين، في خطوة مفاجئة لم يُفصح عن أسبابها رسميًا، إلا أنها تمنح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرصة لترشيح عضو جديد ربما يكون داعمًا لتوجهاته في تخفيف السياسة النقدية.
وبحسب أداة CME FedWatch، قفزت احتمالات خفض سعر الفائدة في اجتماع سبتمبر إلى نحو 92%، ما يزيد من فرص صعود أسعار الذهب عالميًا إلى مستويات تتجاوز حاجز 3400 دولار للأوقية في الفترة المقبلة.
الطلب الاستثماري على الذهب يسجل أعلى مستوياته منذ 2020
وفيما يعكس التحول الكبير نحو الاستثمار في الذهب، أظهر تقرير حديث صادر عن مجلس الذهب العالمي، أن صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب سجلت أعلى مستوى لها منذ عام 2020، في ظل توجه المستثمرين نحو الأصول الآمنة بسبب استمرار حالة الضبابية الاقتصادية العالمية.
التوترات التجارية تحفّز الإقبال على الذهب
من جهة أخرى، شهدت الأسواق العالمية مزيدًا من التوتر، بعد إعلان الولايات المتحدة فرض رسوم جمركية جديدة على واردات من عدة دول، من بينها كندا والهند وسويسرا وجنوب إفريقيا وتايوان، حيث بلغت بعض هذه الرسوم مستويات مرتفعة وصلت إلى 39%. وقد حدّد البيت الأبيض الأول من أغسطس كموعد نهائي لإبرام اتفاقات تجارية جديدة، وهو ما تسبب في ضغوط كبيرة على الأسواق وزاد من توجه المستثمرين نحو الذهب كأداة للتحوّط.
أداء الذهب منذ بداية 2025
بحسب بيانات منصة «آي صاغة»، حقق الذهب مكاسب قوية منذ بداية عام 2025، حيث ارتفع سعر جرام الذهب عيار 21 بنحو 860 جنيهًا، بنسبة زيادة تصل إلى 23%. أما على الصعيد العالمي، فقد سجلت الأوقية مكاسب بقيمة 739 دولارًا، أي بنسبة نمو تبلغ 28%.
وأشار مجلس الذهب العالمي إلى أن الذهب قد قفز بنحو 40% خلال الربع الثاني من عام 2025، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وهو ما يعكس بوضوح قوة الأداء الاستثماري لهذا المعدن في ظل البيئة الاقتصادية الحالية.
توقعات الأسبوع المقبل: بيانات مرتقبة قد تحدد اتجاه السوق
تترقب الأسواق العالمية عددًا من البيانات الاقتصادية الهامة خلال الأسبوع المقبل، والتي قد يكون لها تأثير مباشر على حركة أسعار الذهب. وتشمل هذه البيانات مؤشر مديري المشتريات للقطاع الخدمي في الولايات المتحدة يوم الثلاثاء، ومزاد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات يوم الأربعاء، إلى جانب قرار السياسة النقدية لبنك إنجلترا، وبيانات طلبات إعانة البطالة الأسبوعية يوم الخميس.
الذهب يثبت مجددًا مكانته كملاذ آمن
وفي ختام تصريحاته، شدد سعيد إمبابي على أن الذهب لا يزال يحتفظ بمكانته كمخزن موثوق للقيمة في ظل الأزمات المالية والسياسية، مؤكدًا أن المعدن الأصفر يظل الخيار الأمثل للمستثمرين الباحثين عن الأمان بعيدًا عن تقلبات السياسات النقدية وهشاشة العملات الورقية، خاصة في ظل إشارات واضحة على تباطؤ الاقتصاد العالمي