- 21 يونيو 2025
- / 65
سجلت أسعار الفضة ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات يوم السبت في الأسواق المحلية، مدعومة بالصعود القوي الذي شهده المعدن الأبيض على الصعيد العالمي، حيث وصلت الأوقية إلى أعلى مستوى أسبوعي لها عند 36.78 دولارًا، وفقًا لتقرير صادر عن مركز «الملاذ الآمن» لمتابعة الأسواق.
محليًا، قفز سعر جرام الفضة عيار 800 إلى مستوى 51.25 جنيهًا، بينما بلغ سعر جرام الفضة عيار 999 حوالي 64 جنيهًا، وجرام الفضة عيار 925 نحو 59.25 جنيهًا، في حين وصل سعر جنيه الفضة (عيار 925) إلى نحو 474 جنيهًا، ما يعكس استمرار حالة الزخم الإيجابي في السوق المحلي.
وعلى الرغم من استمرار التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، أنهت الأوقية تعاملات الأسبوع على تراجع طفيف لتسجل 35.93 دولارًا، نتيجة عمليات جني أرباح من قبل المستثمرين بعد موجة صعود قوية تجاوزت فيها الفضة حاجز الـ36 دولارًا، ما دفع بعض المتداولين إلى تقليص مراكزهم تحسبًا لأي تقلبات قصيرة الأجل.
وتُشير تقديرات مركز «الملاذ الآمن» إلى أن أكثر من 80% من إجمالي الطلب العالمي على الفضة يأتي من قطاعات صناعية حيوية، تشمل الطاقة الشمسية، صناعة السيارات، والإلكترونيات. وعلى الرغم من احتمالية حدوث تراجع نسبي في الطلب نتيجة ارتفاع الأسعار، فإن قوة الطلب الصناعي ما تزال تساهم في الحفاظ على الزخم الصعودي للأسعار.
ووفقًا للبيانات، فإن الفضة سجلت خلال شهر واحد مكاسب تقارب 9%، أي ما يعادل 3 دولارات للأوقية، كما ارتفعت بنسبة 13.56% خلال الثلاثة أشهر الماضية، بزيادة تبلغ 4.30 دولارات. ومنذ بداية عام 2025، قفزت أسعار الفضة بنحو 25%، مما يعكس اتجاهًا صعوديًا طويل الأجل.
وعلى المدى البعيد، تضاعفت أسعار الفضة بنسبة 102% مقارنة بمستوياتها في يناير من عام 2020، حيث كانت تتداول عند مستوى 17.92 دولارًا للأوقية، في حين بلغت ذروتها التاريخية عند 48 دولارًا في عام 2011، وسجلت أدنى مستوياتها في عام 1991 عند 3.55 دولارًا للأوقية.
وفي إطار التوقعات المستقبلية، أشار محللو "سيتي بنك" إلى أن الفضة قد تواصل الاتجاه الصاعد، مرجحين إمكانية وصول سعر الأوقية إلى 40 دولارًا خلال فترة تتراوح بين 6 إلى 12 شهرًا، مع توقعات بتسجيل 46 دولارًا بحلول الربع الثالث من عام 2025، وذلك في ظل استمرار نقص المعروض من الفضة وزيادة الطلب الصناعي.
في المقابل، بلغ سعر أوقية الذهب نحو 3369 دولارًا، ما يعني أن نسبة الذهب إلى الفضة وصلت إلى 93.79:1، أي أن أوقية الذهب الواحدة تعادل حوالي 94 أوقية فضة. وتُعد هذه النسبة مرتفعة تاريخيًا، وهو ما يشير إلى أن الفضة قد تكون مقومة بأقل من قيمتها الحقيقية، مما يعزز من فرص استمرار الارتفاع في أسعارها خلال الفترة المقبلة.
ورغم الترقب الحذر لقرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن السياسة النقدية وأسعار الفائدة، فإن حالة عدم اليقين الاقتصادي الراهنة، إلى جانب التوترات الجيوسياسية المستمرة، تدعم مكانة الفضة كأحد أهم الملاذات الآمنة إلى جانب الذهب. ومع تفاعل الأسواق مع مزيج من العوامل المحفزة، تتجه أنظار المستثمرين نحو مستقبل المعدن الأبيض وسط تباين المؤشرات الاقتصادية العالمية.