• / 43

سجلت أسعار الفضة استقرارًا نسبيًا خلال تعاملات اليوم الخميس، تزامنًا مع ارتفاع طفيف في سعر الأوقية بالبورصة العالمية، حيث تم تداولها قرب مستوى 36.75 دولارًا، بعد أن لامست أعلى مستوى لها خلال الجلسة عند 36.78 دولارًا، وذلك بحسب تقرير حديث صادر عن مركز «الملاذ الآمن» (Safe Haven Hub).

 

ووفقًا للتقرير، بلغ سعر جرام الفضة من عيار 800 نحو 50.50 جنيهًا، فيما سجل سعر الأوقية عالميًا مستوى 36.30 دولارًا. أما جرام الفضة من عيار 999، فقد وصل إلى نحو 63 جنيهًا، وسجل جرام عيار 925 نحو 58.50 جنيهًا، بينما بلغ سعر جنيه الفضة (عيار 925) نحو 468 جنيهًا، وهو ما يعكس حالة من التوازن بين الاستقرار المحلي والتقلبات العالمية في أسعار المعادن النفيسة.

 

ويأتي أداء الفضة في ظل تصاعد حدة التوترات الجيوسياسية عالميًا، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما دفع المستثمرين إلى اللجوء إلى الأصول الآمنة مثل الذهب والفضة كوسيلة للتحوّط ضد المخاطر. وتتحرك الفضة عادة في مسار موازٍ لحركة الذهب، حيث تستفيد من نفس المحفزات التي تعزز الطلب على الملاذات الآمنة، مثل الاضطرابات السياسية والأزمات الاقتصادية المتلاحقة.

 

ورغم الزخم الصعودي الأخير في أسعار الفضة، إلا أن المعدن الأبيض لا يزال يواجه ضغوطًا من ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي، الذي يواصل الحفاظ على مستوياته القوية، مدعومًا بالسياسات النقدية المتشددة التي يتبعها مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. ويُعد ارتفاع الدولار عاملاً سلبيًا مؤثرًا على أداء المعادن الثمينة، نظرًا لأنه يزيد من تكلفة شرائها بالعملات الأخرى، مما يؤدي إلى تراجع نسبي في مستويات الطلب العالمي عليها.

 

وأشارت تقارير اقتصادية حديثة إلى أن الفيدرالي الأمريكي قد يُبقي على أسعار الفائدة عند مستويات مرتفعة لفترة أطول من المتوقع، وهو ما يعزز التوجه نحو تشديد السياسة النقدية، ويقلص آمال الأسواق في خفض الفائدة في المدى القريب، الأمر الذي يشكّل ضغطًا إضافيًا على الأصول غير المدرة للعائد مثل الفضة.

 

ورغم هذه التحديات، تحظى الفضة بدعم مستمر من حالة عدم اليقين التي تسيطر على المشهد المالي والتجاري العالمي، خاصة في ظل اشتداد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، وتفاقم الحرب بين إسرائيل وحزب الله، وهو ما يدفع العديد من المستثمرين إلى توسيع مراكزهم في الفضة كخيار استثماري آمن إلى جانب الذهب.

 

وتشهد أسواق الأسهم حالة من الترقب والحذر، في ظل انتظار المستثمرين لمزيد من المؤشرات حول توجهات السياسة النقدية الأمريكية خلال الفترة المقبلة، وهو ما يُبقي الفضة في دائرة المراقبة، حيث تتأثر بتحركات مزدوجة تجمع بين العوامل الجيوسياسية الداعمة من جهة، والعوامل النقدية الضاغطة من جهة أخرى.

 

وفي هذا الإطار، بلغت نسبة الذهب إلى الفضة، التي تعكس عدد أوقيات الفضة اللازمة لمعادلة قيمة أوقية واحدة من الذهب، نحو 92.53 اليوم الخميس، مقارنة بـ91.70 خلال تعاملات أمس الأربعاء، ما يشير إلى اتساع الفجوة بين المعدنين، في ظل تقلبات الأسواق واتجاه المستثمرين لإعادة تقييم استراتيجياتهم التحوطية.