- 12 يونيو 2025
- / 3977
شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا في الأسواق المحلية والعالمية خلال تعاملات اليوم الخميس، مدعومة بتزايد الطلب على المعدن النفيس كملاذ آمن، في ظل تصاعد حدة التوترات الجيوسياسية بين إيران وإسرائيل، إلى جانب تراجع أداء الدولار الأمريكي. يأتي هذا في وقت يترقب فيه المستثمرون مؤشرات جديدة بشأن اتجاهات السياسة النقدية الأمريكية، وفقًا لما أورده تقرير حديث صادر عن منصة «آي صاغة» المتخصصة في متابعة حركة أسعار الذهب والمجوهرات.
ارتفاع أسعار الذهب في السوق المحلي
قال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتجارة الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، إن أسعار الذهب في السوق المحلية شهدت قفزة قوية بقيمة 55 جنيهًا خلال تعاملات اليوم، حيث سجل سعر جرام الذهب عيار 21 نحو 4720 جنيهًا، مقارنة بـ 4665 جنيهًا في بداية تعاملات يوم أمس.
وأضاف إمبابي أن سعر جرام الذهب عيار 24 سجل نحو 5394 جنيهًا، بينما بلغ سعر جرام الذهب عيار 18 حوالي 4046 جنيهًا، وسجل سعر جرام الذهب عيار 14 نحو 3147 جنيهًا. أما سعر الجنيه الذهب فقد وصل إلى 37760 جنيهًا، في انعكاس مباشر لتوجهات السوق المتأثرة بالتطورات العالمية.
أداء الذهب في البورصة العالمية
على الصعيد العالمي، ارتفعت أسعار الذهب في البورصة العالمية بنحو 27 دولارًا لتسجل الأوقية مستوى 3380 دولارًا. وكان الذهب قد شهد خلال تعاملات أمس الأربعاء ارتفاعًا محليًا بنحو 10 جنيهات، حيث افتتح جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند 4665 جنيهًا، وأغلقها عند 4675 جنيهًا. كما ارتفعت الأوقية عالميًا بقيمة 29 دولارًا، لتنتقل من مستوى 3324 دولارًا إلى 3353 دولارًا بنهاية التعاملات.
عوامل تدعم صعود أسعار الذهب
أوضح تقرير «آي صاغة» أن استمرار ارتفاع أسعار الذهب يأتي مدعومًا بعدة عوامل، على رأسها التوترات السياسية المتصاعدة في الشرق الأوسط، خاصة بعد ما أوردته قناة NBC حول احتمال قيام إسرائيل بشن ضربة عسكرية ضد إيران، وهو ما أثار مخاوف المستثمرين ودفعهم نحو الذهب كأداة تحوط موثوقة في أوقات عدم اليقين.
إلى جانب ذلك، ساهمت تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، التي تضمنت تهديدات بفرض رسوم جمركية جديدة، في زيادة حالة القلق في الأسواق العالمية، ما عزز الطلب على الذهب كمخزن للقيمة.
تأثير تراجع الدولار والتضخم الأمريكي على الذهب
وأشار إمبابي إلى أن أسعار الذهب استفادت أيضًا من التراجع الأخير في قيمة الدولار الأمريكي، خاصة بعد صدور بيانات التضخم الأمريكية التي أظهرت تباطؤًا في وتيرة ارتفاع الأسعار، وهو ما يفتح الباب أمام مجلس الاحتياطي الفيدرالي لبحث خيار خفض أسعار الفائدة لاحقًا هذا العام.
وأظهرت بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي لشهر مايو ارتفاع التضخم السنوي إلى 2.4%، بما يتماشى مع توقعات السوق، فيما استقر معدل التضخم الأساسي عند 2.8%، وهو ما اعتبره محللون إشارة إيجابية على تراجع الضغوط التضخمية. هذا التطور قد يدعم الأصوات داخل الفيدرالي الأميركي التي تنادي بتبني سياسة نقدية أكثر تيسيرًا.
ترقب بيانات مؤشر أسعار المنتجين الأمريكي
وفي الوقت نفسه، تترقب الأسواق صدور بيانات مؤشر أسعار المنتجين الأمريكي خلال الساعات المقبلة، مع توقعات بأن يسجل المؤشر السنوي ارتفاعًا بنسبة 2.6% مقابل 2.4% في أبريل الماضي، في حين يُتوقع أن يستقر المعدل الأساسي عند 3.1%. وتُعد هذه البيانات بالغة الأهمية في رسم ملامح توجهات السياسة النقدية خلال الاجتماع المرتقب لمجلس الاحتياطي الفيدرالي يومي 17 و18 يونيو.
مشتريات البنوك المركزية من الذهب تدعم استقراره
على صعيد آخر، أشار التقرير السنوي الصادر عن البنك المركزي الأوروبي إلى أن حجم احتياطات البنوك المركزية من الذهب بلغ نحو 36 ألف طن، وهو مستوى يقترب من الذروة التي كانت قبل إلغاء نظام بريتون وودز. وتؤكد هذه البيانات استمرار البنوك المركزية حول العالم في تعزيز احتياطاتها من الذهب، ما يوفر دعمًا إضافيًا لاستقرار أسعار الذهب على المدى القريب.
توقعات إيجابية لمسار الذهب خلال الفترة المقبلة
استنادًا إلى مجمل هذه المعطيات، تتعزز النظرة الإيجابية تجاه الذهب خلال الفترة المقبلة، خاصة في ظل التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية بمقدار يصل إلى 50 نقطة أساس قبل نهاية العام، إلى جانب استمرار الضغوط الجيوسياسية والاقتصادية التي تجعل من الذهب الخيار المفضل لكثير من المستثمرين.