- 28 مايو 2025
- / 203
الفضة تواصل تأكيد مكانتها كملاذ آمن في أوقات الأزمات.. خمسة أسباب رئيسية تعزز قوتها الاستثمارية
شهدت أسعار الفضة في الأسواق المحلية حالة من الاستقرار خلال تعاملات اليوم الأربعاء، في وقت سجلت فيه الأوقية العالمية من الفضة ارتفاعًا طفيفًا بدعم من عوامل صناعية واقتصادية وجيوسياسية. هذا ما جاء في تقرير صادر عن مركز "الملاذ الآمن" (Safe Haven Hub)، والذي سلّط الضوء على أهمية الفضة كأداة استثمارية وتحوط في ظل الظروف العالمية الراهنة.
أسعار الفضة في السوق المحلي والعالمي
وفقًا للتقرير، سجل سعر جرام الفضة عيار 800 في السوق المحلي نحو 47.25 جنيهًا، بينما بلغ سعر الأوقية في البورصة العالمية حوالي 33.39 دولارًا، بزيادة طفيفة قدرها 0.38% مقارنة بسعر الأمس البالغ 33.27 دولارًا.
كما أشار التقرير إلى أن:
جرام الفضة عيار 999 سجل نحو 59 جنيهًا.
جرام الفضة عيار 925 وصل إلى 54.50 جنيهًا.
الجنيه الفضة عيار 925 سجل سعرًا يبلغ 436 جنيهًا.
الفضة تحقق مكاسب سنوية تتجاوز 15%
منذ بداية العام الجاري، ارتفعت أسعار الفضة عالميًا بنسبة 15.58%، مدفوعة بزيادة ملحوظة في الطلب الصناعي، لاسيما في قطاعات الطاقة النظيفة والتكنولوجيا الحديثة، بالإضافة إلى دور الفضة كملاذ آمن في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية.
العوامل الداعمة لصعود أسعار الفضة
حدد تقرير "الملاذ الآمن" عددًا من العوامل الأساسية التي ساهمت في دعم أسعار الفضة مؤخرًا:
1. الطلب الصناعي المتزايد: تُستخدم الفضة في العديد من الصناعات، مثل الإلكترونيات، الطاقة الشمسية، والمركبات الكهربائية، بفضل خصائصها الموصلة الممتازة.
2. تراجع مؤشر الدولار الأمريكي: جعل الفضة المسعّرة بالدولار أكثر جاذبية للمستثمرين الدوليين.
3. توقعات بتيسير السياسة النقدية: الاتجاه المحتمل لخفض أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية، وعلى رأسها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، يزيد من جاذبية الأصول غير المدرة للعائد مثل الفضة.
4. التوترات الجيوسياسية والاقتصادية: تدفع المستثمرين نحو أصول آمنة مثل الفضة للتحوط ضد المخاطر.
توقعات مستقبلية متفائلة لسوق الفضة
تشير التوقعات إلى استمرار الاتجاه الصعودي لأسعار الفضة خلال الأشهر والسنوات المقبلة. وتتوقع مؤسسة WisdomTree أن تصل الأسعار إلى 40 دولارًا للأوقية بحلول الربع الثالث من عام 2025، نتيجة لزيادة الطلب وتراجع المعروض. كما تشير تقديرات أخرى إلى إمكانية بلوغ الأسعار نحو 37.47 دولارًا بنهاية العام الجاري، أي بزيادة قدرها 12% عن المستويات الحالية.
الفضة كأداة تحوط في فترات عدم اليقين
أكد مركز "الملاذ الآمن" على أن الفضة تبرز كخيار جذاب للتحوط والادخار، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية العالمية غير المستقرة. في الوقت الذي يظل فيه الذهب هو الملاذ الأول تقليديًا، فإن الفضة تقدم مزيجًا من القيمة والمرونة، يجعلها خيارًا مفضلًا للمستثمرين الباحثين عن تنويع أدواتهم المالية وتقليل المخاطر.
خمس أسباب تجعل الفضة خيارًا استثماريًا مميزًا
1. سعر مناسب وتحوط فعّال
الفضة أكثر توفرًا من الذهب من حيث السعر، مما يجعلها في متناول فئات أوسع من المستثمرين، مع احتفاظها بخصائص التحوط من التضخم وتقلبات العملات.
2. سيولة عالية ومرونة في التداول
تتوفر الفضة في أشكال متعددة مثل السبائك والعملات، ما يمنحها مرونة أكبر في البيع والشراء، خصوصًا في الأسواق المحلية.
3. دعم قوي من الطلب الصناعي
تستخدم الفضة في قطاعات رئيسية مثل الطاقة المتجددة، والطب، والإلكترونيات، ما يمنحها بعدًا استثماريًا طويل الأجل.
4. تفاعل مع محفزات سوقية متعددة
تتأثر الفضة بعوامل مختلفة عن الذهب، مثل الطلب الصناعي والنمو التكنولوجي، مما يجعلها مكمّلًا مثاليًا للذهب في المحافظ الاستثمارية.
5. فرصة تضييق الفجوة مع الذهب
لا تزال نسبة الذهب إلى الفضة عند مستويات مرتفعة تاريخيًا، وهناك توقعات بأن تتراجع هذه الفجوة، ما يعزز فرص تحقيق مكاسب أكبر في الفضة مقارنة بالذهب.
الفضة: خيار استراتيجي للادخار والتحوط في المستقبل
مع استمرار التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة، والتقدم في التكنولوجيا الحديثة، وزيادة الاهتمام بـ أصول التحوط، تظل الفضة خيارًا استثماريًا واعدًا. اقتناء الفضة إلى جانب الذهب لا يمثل فقط وسيلة للادخار، بل استراتيجية مالية ذكية تتيح حماية أكبر ضد المخاطر وتمنح المستثمرين تنوعًا فعّالًا في محافظهم المالية.
في عالم مليء بالتقلبات والتغيرات المستمرة، تبقى الفضة أحد الخيارات التي لا يجب تجاهلها من قبل كل من يسعى لتحقيق الأمان المالي والنمو المستقبلي.