• / 2979

شهدت أسعار الذهب في الأسواق المحلية ارتفاعًا جديدًا خلال تعاملات اليوم الأربعاء، متأثرة بارتفاع أسعار الأوقية في البورصة العالمية، وذلك على الرغم من مؤشرات التهدئة في التوترات التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي. ويأتي هذا الارتفاع بالتزامن مع ترقب المستثمرين العالميين لصدور محضر اجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي، حسب ما أوردته منصة "آي صاغة" المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت.

 

وقال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة "آي صاغة"، إن أسعار الذهب في السوق المحلي ارتفعت بقيمة 10 جنيهات مقارنة بختام تعاملات أمس، حيث سجّل جرام الذهب عيار 21 نحو 4630 جنيهًا، بينما ارتفعت الأوقية العالمية بمقدار 8 دولارات لتسجل 3313 دولارًا.

 

وأضاف إمبابي أن سعر جرام الذهب عيار 24 بلغ 5291 جنيهًا، وسجّل عيار 18 نحو 3969 جنيهًا، في حين وصل عيار 14 إلى 3087 جنيهًا، وسجّل الجنيه الذهب ما يقارب 37040 جنيهًا.

 

وكانت أسعار الذهب قد شهدت تراجعًا ملحوظًا خلال تعاملات أمس الثلاثاء، إذ انخفض عيار 21 من 4670 جنيهًا إلى 4620 جنيهًا، بينما تراجعت الأوقية من 3342 دولارًا إلى 3305 دولارات، بانخفاض قدره 37 دولارًا خلال الجلسة.

 

تحركات الذهب تعكس ترقّب الأسواق العالمية

 

وأشار إمبابي إلى أن ارتفاع أسعار الذهب حاليًا يعكس حالة من الترقب تسود الأسواق العالمية، حيث يشهد المعدن الأصفر موجة صعود محليًا وعالميًا، رغم التفاؤل بخصوص اتفاق تجاري محتمل بين واشنطن وبروكسل.

 

وأوضح أن البيانات الواردة من منصة "آي صاغة" تؤكد عودة النشاط إلى سوق الذهب المحلي، مشيرًا إلى أن ارتفاع سعر الأوقية عالميًا إلى مستوى 3313 دولارًا بعد الخسائر التي سجلها في جلسة الأمس يعكس حالة التقلب التي تميز حركة الأسواق العالمية في انتظار محفزات اقتصادية جديدة.

 

ولفت إمبابي إلى أن العامل الأساسي في هذا الارتفاع هو انتظار الأسواق لصدور محضر اجتماع الفيدرالي الأمريكي مساء اليوم، والذي من المتوقع أن يقدم إشارات مهمة حول مستقبل السياسة النقدية الأمريكية ومستويات أسعار الفائدة، خاصة في ظل استمرار الضغوط الجيوسياسية التي تعزز من جاذبية الذهب كملاذ آمن.

 

استمرار حالة التذبذب في أسواق المعادن النفيسة

 

قال إمبابي إن الأسواق العالمية تعيش حالة من "الشد والجذب"، حيث تتوازن حركة الذهب بين بيانات اقتصادية قوية وتطورات سياسية حساسة. وساهم الطلب الاستثماري المتزايد على الذهب في دعم الأسعار خلال تعاملات اليوم، بالرغم من وجود إشارات إيجابية بشأن تحسّن العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

 

وفي سياق متصل، عبّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن رضاه تجاه التعريفة الجمركية المفروضة على أوروبا بنسبة 50%، مشيرًا إلى أن بروكسل بدأت التواصل لتحديد موعد مفاوضات جديدة، مما يعزز من احتمالات التوصل لاتفاق تجاري بين الجانبين.

 

الذهب لا يزال مدعومًا رغم الرياح المعاكسة

 

أشار إمبابي إلى أن الذهب لا يزال يتمتع بدعم واضح من التوترات الجيوسياسية، إلا أنه يواجه تحديات قوية بفعل صعود الدولار الأمريكي وتحسّن البيانات الاقتصادية، ما قد يحدّ من استمرارية صعوده في الفترة المقبلة.

 

كما أدلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتصريحات جديدة طالب فيها الناتو بتقديم ضمانات مكتوبة بشأن عدم التوسع شرقًا، وهو ما اعتبر شرطًا لوقف العمليات العسكرية ورفع العقوبات عن موسكو، مما أضاف حالة من القلق وعدم اليقين للأسواق العالمية.

 

الأنظار تتجه إلى الفيدرالي الأمريكي وبيانات التضخم

 

يتركّز اهتمام الأسواق هذا الأسبوع على محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة لشهر مايو، والذي سيُصدر مساء الأربعاء، وسط توقعات بتفسير قرار الإبقاء على أسعار الفائدة ضمن نطاق 4.25% - 4.50%، إلى جانب تحذيرات بشأن تأثير السياسات الاقتصادية الجديدة على التضخم ومعدلات البطالة.

 

وتتجه الأنظار أيضًا إلى بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) لشهر أبريل – وهو المقياس المفضل للفيدرالي الأمريكي لمتابعة التضخم – والمقرر صدورها يوم الجمعة المقبل، وسط ترقب لتأثير الرسوم الجمركية على أسعار المستهلك.

 

من جهته، عبّر نيل كاشكاري، رئيس الفيدرالي في مينيابوليس، عن دعمه للإبقاء على الفائدة كما هي، مؤكدًا على ضرورة "التحلي بالصبر" في ظل حالة عدم اليقين الناتجة عن السياسات التجارية الجديدة.

 

الذهب بين ضغوط الدولار وآمال خفض الفائدة

 

ورغم تحسن التوقعات الاقتصادية عالميًا، ما يُضعف الطلب على الذهب كملاذ آمن، فإن مؤشر الدولار الأمريكي شهد ارتفاعًا قلص من مكاسبه خلال التداولات الأوروبية، لكنه لا يزال بعيدًا عن أدنى مستوياته الشهرية، ما يُشكل تحديًا إضافيًا أمام استمرار صعود المعدن الأصفر.

 

وقد كشفت بيانات حديثة عن تراجع طلبيات السلع المعمرة في الولايات المتحدة بنسبة 6.3% خلال أبريل، وهو انخفاض أقل من التوقعات التي كانت تشير إلى تراجع بنسبة 7.9%. كما ارتفع مؤشر ثقة المستهلك الأمريكي إلى أعلى مستوياته منذ عام 2021، ما عزز قوة الدولار وقيّد حركة الذهب.

 

وفي المقابل، لا تزال الأسواق تراهن على إمكانية خفض مزدوج لأسعار الفائدة الأمريكية خلال العام الجاري، وهو ما من شأنه دعم أسعار الذهب في المدى المتوسط، لا سيما في حال استمر التضخم في التباطؤ واستمرت التوترات السياسية على الساحة العالمية.