- 25 مايو 2025
- / 96
مع استمرار ارتفاع أسعار الذهب ووصولها إلى مستويات غير مسبوقة، بدأ العديد من المصريين البحث عن بدائل استثمارية أكثر إتاحة ومرونة، وكان أبرز هذه البدائل هو الفضة، التي عادت بقوة إلى دائرة الاهتمام الشعبي كونها استثمارًا مناسبًا يحقق عوائد واعدة، ويُطلق عليها البعض "استثمار الفقراء" نظرًا لتكلفتها المنخفضة مقارنة بالذهب.
ووفقًا لتقرير حديث صادر عن مركز الملاذ الآمن Safe Haven Hub، فقد شهدت أسعار الفضة في السوق المحلية المصرية ارتفاعًا بنسبة 1.6% خلال تعاملات الأسبوع الماضي، تزامنًا مع ارتفاع سعر أوقية الفضة في الأسواق العالمية بنسبة 3.7%، وذلك نتيجة زيادة الطلب الصناعي على الفضة وتأثر الأسواق بالتوترات الجيوسياسية العالمية.
ارتفاع أسعار الفضة محليًا وعالميًا
أشار التقرير إلى أن سعر جرام الفضة عيار 800 بدأ تعاملات الأسبوع عند 46.50 جنيهًا، واختتمها عند 47.25 جنيهًا، مسجلًا زيادة قدرها 0.75 جنيه. أما على مستوى السوق العالمية، فقد ارتفعت أوقية الفضة من 32.26 دولارًا إلى 33.45 دولارًا، بزيادة قدرها 1.2 دولار.
كما سجل جرام الفضة عيار 999 نحو 59 جنيهًا، وعيار 925 حوالي 54.50 جنيه، بينما بلغ سعر الجنيه الفضة (عيار 925) نحو 436 جنيهًا.
الفضة.. معدن صناعي واستثماري
أوضح تقرير الملاذ الآمن أن جزءًا كبيرًا من هذا الارتفاع يعود إلى تزايد الطلب على الفضة في الصناعات الإلكترونية وقطاع الطاقة النظيفة، مما يدعم مكانتها كمعدن صناعي ثمين، وليس فقط كمعدن للزينة. كما ساهمت التوترات التجارية العالمية، خاصة المتعلقة بالسياسات الجمركية الأمريكية، في تعزيز الطلب على الفضة باعتبارها ملاذًا آمنًا للمستثمرين.
أداء قوي وتوقعات بمزيد من المكاسب
سجلت الفضة أداءً قويًا خلال الأسبوع الماضي، مدعومة بالعوامل الصناعية والجيوسياسية. وإذا استمرت هذه العوامل، يُتوقع أن تحقق الفضة مزيدًا من المكاسب، مما يجعلها خيارًا جذابًا للمستثمرين الذين يسعون إلى تنويع محافظهم الاستثمارية.
الفجوة بين الذهب والفضة.. فرصة استثمارية
بلغت أسعار الذهب في مايو 2025 نحو 3400 دولار للأوقية، مما أدى إلى اتساع نسبة سعر الذهب إلى الفضة لتصل إلى 103.2:1، وهي النسبة الأعلى منذ عقود. وبينما ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 23% هذا العام، لم تسجل الفضة سوى 10% فقط، مما يبرز وجود فرصة قوية لتحقيق مكاسب مستقبلية في سوق الفضة.
ويتوقع تقرير الملاذ الآمن أن تصل أسعار الفضة إلى 100 دولار للأوقية إذا استمر الاتجاه الصعودي في سوق المعادن الثمينة، مما يعزز جاذبيتها كاستثمار على المدى القصير والمتوسط.
الفضة.. ملاذ آمن ومتاحة لصغار المدخرين
أوضح التقرير أن الفضة بدأت تجذب أنظار فئات متعددة من المستثمرين والمواطنين، خصوصًا في ظل ارتفاع أسعار الذهب محليًا وعالميًا، وصعوبة اقتناءه لدى شريحة واسعة من المصريين. وفي المقابل، تبقى الفضة متاحة بأقل من 35 دولارًا للأوقية، ما يسمح لصغار المدخرين بالاستثمار فيها دون الحاجة إلى رأسمال ضخم.
وأشار التقرير إلى أن الفضة لم تُحقق بعد نفس معدلات الارتفاع التي سجلها الذهب، ما يعني وجود فرصة قوية لتحقيق أرباح مستقبلية مع تقليص الفجوة السعرية بين المعدنين.
الفضة في الاقتصاد الحديث
لا تقتصر أهمية الفضة على كونها معدنًا ثمينًا، بل تُعد عنصرًا حيويًا في الاقتصاد الحديث، نظرًا لاستخدامها الواسع في الصناعات الإلكترونية، والخلايا الشمسية، ما يجعلها ذات قيمة مضافة تتجاوز كونها وسيلة ادخار تقليدية.
تزايد الإقبال على الفضة في مصر
كشف تقرير الملاذ الآمن عن تزايد ملحوظ في معدلات شراء الفضة داخل مصر خلال الشهور الماضية، مدفوعًا برغبة المواطنين في حماية مدخراتهم من تآكل القوة الشرائية للجنيه المصري، وسط حالة من الضبابية الاقتصادية العالمية وتراجع الثقة في بعض أدوات الادخار التقليدية.
وأكد التقرير أن الفضة تعد خيارًا استثماريًا آمنًا في أوقات التضخم وفقدان قيمة العملة، كما تمثل بديلًا مثاليًا للراغبين في دخول سوق المعادن النفيسة بأسعار معقولة.
نصائح استثمارية للمواطنين
ينصح خبراء الاستثمار المصريين بتخصيص جزء من مدخراتهم للفضة، لا سيما لمن لا يملكون القدرة على شراء الذهب أو الاستثمار في العقارات أو البورصة. كما يُشدد الخبراء على ضرورة شراء الفضة من مصادر موثوقة لضمان تحقيق أفضل عائد استثماري.
الفضة.. الفرصة القادمة للمصريين
في ظل مواصلة الذهب تحطيم الأرقام القياسية، يرى كثير من المحللين أن الفضة قد تكون الفرصة القادمة للمصريين. معدن ثمين، متاح، ذو استخدامات متعددة، ويُعد خيارًا عمليًا وذكيًا للادخار طويل الأجل، خاصة في ظل التغيرات الاقتصادية الكبرى التي يشهدها العالم.