• / 7239

شهدت أسعار الذهب في الأسواق المحلية المصرية ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 1.7% خلال تعاملات الأسبوع المنتهي مساء السبت، بالتزامن مع ارتفاع أسعار الأوقية في الأسواق العالمية بنسبة 2.6% خلال الأسبوع المنتهي مساء الجمعة، وذلك وفقًا لما أفادت به منصة «آي صاغة» المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت.

 

وقال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، إن أسعار الذهب المحلية ارتفعت بقيمة 80 جنيهًا خلال الأسبوع الماضي. حيث افتتح جرام الذهب من عيار 21 تعاملاته عند مستوى 4635 جنيهًا، وارتفع إلى مستوى 4800 جنيه، قبل أن يختتم التعاملات عند 4715 جنيهًا. كما سجلت الأوقية ارتفاعًا قدره 84 دولارًا، حيث بدأت الأسبوع عند 3241 دولارًا، ولامست 3400 دولار، قبل أن تغلق عند 3325 دولارًا.

 

وأوضح إمبابي أن أسعار الذهب جاءت مدفوعة بحالة من عدم اليقين الاقتصادي، بالإضافة إلى تصاعد التوترات الجيوسياسية في عدة مناطق من العالم، مما دفع المستثمرين إلى التوجه نحو الذهب كملاذ آمن.

 

وأشار إلى أن جرام الذهب من عيار 24 سجل نحو 5389 جنيهًا، بينما بلغ سعر جرام الذهب عيار 18 حوالي 4041 جنيهًا، وجرام الذهب عيار 14 سجل 3144 جنيهًا. كما وصل سعر الجنيه الذهب إلى 37720 جنيهًا.

 

وبيّن إمبابي أن من بين العوامل المؤثرة في السوق خلال الأسبوع الماضي كان انخفاض قيمة الدولار الأمريكي، وتراجع عوائد سندات الخزانة الأمريكية، مما دفع المستثمرين عالميًا لزيادة الإقبال على الذهب، خصوصًا في ظل استمرار المخاوف المرتبطة بالسياسات التجارية والتوترات الجيوسياسية.

 

محادثات أمريكية صينية تلوح في الأفق وتأثيرها المحتمل على الذهب

 

شهدت مدينة جنيف السويسرية، يوم الأحد، استئناف المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، في محاولة لاحتواء الحرب التجارية التي بدأت في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. وقد وصف ترامب هذه المحادثات بـ"الجيدة جدًا"، معتبرًا إياها بمثابة "إعادة ضبط كاملة" جرت في أجواء ودية وبنّاءة.

 

وشارك في المحادثات ممثلون رفيعو المستوى من الجانبين، من بينهم وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت والممثل التجاري جيميسون جرير، بالإضافة إلى هي ليفينج نائب رئيس الوزراء الصيني.

 

تزامنًا مع هذه المحادثات، أعلنت إدارة ترامب عن اتفاق مع المملكة المتحدة يتضمن الإبقاء على ضريبة استيراد بنسبة 10% على معظم السلع البريطانية، مع إعفاء بعض القطاعات الاستراتيجية مثل السيارات والصلب من الرسوم الأخيرة.

 

وأشار إمبابي إلى أن التوصل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين قد يؤدي إلى تهدئة المخاوف الجيوسياسية، ومن ثم يدفع بأسعار الذهب نحو الانخفاض، مع توجه المستثمرين إلى الأصول ذات المخاطر مثل الأسهم والسندات.

 

تصاعد التوتر بين الهند وباكستان يدعم أسعار الذهب

 

في المقابل، أعلنت الهند وباكستان التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يوم السبت، إلا أن التوترات المستمرة بين البلدين أسهمت في تعزيز الطلب على الذهب، نظرًا لحالة عدم الاستقرار السياسي ومخاطر السياسة التجارية التي لا تزال قائمة.

 

وأضاف إمبابي أن هذه العوامل أدت إلى استمرار الاتجاه التصاعدي لأسعار الذهب في السوقين المحلية والعالمية، مع اعتبار الذهب الخيار الأكثر أمانًا للمستثمرين في فترات عدم الاستقرار.

 

السياسة النقدية الأمريكية وتوقعات أسعار الفائدة

 

من ناحية أخرى، أكد مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (البنك المركزي) أنه ليس في عجلة من أمره لتخفيض أسعار الفائدة، نظرًا لاستقرار الاقتصاد الأمريكي نسبيًا واستمرار المخاوف من التضخم المرتفع. وتتوقع الأسواق أن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي أول خفض لأسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماعه المرتقب في يوليو، مع إمكانية تنفيذ خفضين إضافيين حتى نهاية العام الجاري.

 

ويُذكر أن البنك المركزي الأمريكي أبقى أسعار الفائدة حاليًا دون تغيير، في نطاق يتراوح بين 4.25% و4.50%.

 

الذهب يظل الملاذ الآمن وسط تقلبات الأسواق

 

لا تزال حالة التفاؤل تجاه الذهب قوية، كونه يُعتبر الملاذ الآمن الأول في ظل الأوضاع الجيوسياسية المضطربة، مع تزايد الإقبال عليه من قبل البنوك المركزية في العديد من الدول، خاصة في الأسواق الناشئة، ضمن جهودها لتنويع احتياطاتها النقدية.

 

وفي هذا السياق، أعلن مجلس الذهب العالمي أن بنك الشعب الصيني أضاف طنين من الذهب إلى احتياطياته خلال شهر أبريل، ليواصل بذلك الشراء للشهر السادس على التوالي. كما قام البنك الوطني البولندي بزيادة احتياطياته بمقدار 12 طنًا خلال الشهر نفسه ليصل إلى 509 أطنان، في حين أضاف البنك الوطني التشيكي حوالي 2.5 طن إلى احتياطياته.

 

بيانات اقتصادية أمريكية مرتقبة هذا الأسبوع

 

تتجه أنظار الأسواق خلال الأسبوع الجاري نحو عدة مؤشرات اقتصادية أمريكية مهمة، أبرزها:

 

بيانات مؤشر أسعار المستهلك (CPI) يوم الثلاثاء.

 

بيانات مؤشر أسعار المنتجين (PPI) ومبيعات التجزئة.

 

طلبات إعانة البطالة الأسبوعية.

 

مسح إمباير ستيت الصناعي ومسح التصنيع في فيلادلفيا.

 

تصريحات جيروم باول رئيس الاحتياطي الفيدرالي يوم الخميس.

 

المسح الأولي لثقة المستهلك الصادر عن جامعة ميشيغان يوم الجمعة.

 

 

جميع هذه المؤشرات ستسهم في رسم توقعات الأسواق بشأن توجهات الفيدرالي الأمريكي، وبالتالي سيكون لها تأثير مباشر على أسعار الذهب العالمية والمحلية.