- 04 مايو 2025
- / 66
شهدت أسعار الفضة في الأسواق المحلية تراجعًا ملحوظًا بنسبة 2% خلال تعاملات الأسبوع الماضي، وذلك بالتزامن مع هبوط أسعار الأوقية في البورصة العالمية بنسبة 3.2%. ويأتي هذا الانخفاض في ظل تراجع التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة في المدى القريب، عقب صدور بيانات قوية لسوق العمل في الولايات المتحدة الأمريكية، وفقًا لما أورده تقرير مركز "الملاذ الآمن" Safe Haven Hub.
وأوضح التقرير أن سعر جرام الفضة عيار 800 قد افتتح تعاملات الأسبوع الماضي عند مستوى 48.75 جنيهًا، قبل أن يغلق الأسبوع عند 47.75 جنيهًا، ليسجل بذلك انخفاضًا قدره جنيه واحد. وفي المقابل، تراجعت أسعار الأوقية عالميًا بقيمة 1.04 دولار، حيث بدأت الأسبوع عند 33 دولارًا، واختتمت التعاملات عند 31.96 دولارًا.
وأشار التقرير إلى أن سعر جرام الفضة عيار 999 سجل 59 جنيهًا، بينما بلغ سعر جرام الفضة عيار 925 نحو 54.50 جنيهًا. كما سجل الجنيه الفضة (عيار 925) مستوى 436 جنيهًا في الأسواق المحلية.
وعزا التقرير تراجع أسعار الفضة محليًا إلى الانخفاض في أسعار الأوقية بالأسواق العالمية، إلا أن الطلب المتزايد محليًا ساهم في تقليص حجم الخسائر، مما حافظ على استقرار نسبي في الأسعار مقارنة بالهبوط العالمي.
وأكد التقرير أن الفضة تشهد حاليًا طلبًا مرتفعًا في السوق المحلي نتيجة تغيّر سلوكيات المستهلكين وتزايد رغبتهم في الاستثمار بمنتجات وأوعية مالية تتيح التحوط والادخار. ومع ارتفاع أسعار الذهب وتراجع القوة الشرائية للمستهلكين، أصبحت الفضة خيارًا بديلًا مناسبًا، خصوصًا بعد طرح الشركات لسبائك فضية بأوزان متعددة تتناسب مع القدرات الشرائية المختلفة للمواطنين، مع سهولة إعادة بيعها وتحويلها إلى سيولة.
أما على الصعيد العالمي، فقد أوضح التقرير أن تراجع أسعار الفضة بالبورصة العالمية جاء نتيجة قوة الدولار، وانحسار التوترات التجارية، بالإضافة إلى إشارات إيجابية حول احتمال التوصل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين، مما خفف من المخاوف بشأن تداعيات الرسوم الجمركية وأسهم في تعزيز حالة الاستقرار في الأسواق العالمية.
وساهمت البيانات الأمريكية القوية التي صدرت يوم الجمعة الماضية، وخاصة بيانات سوق العمل، في تراجع التوقعات بخفض قريب لأسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وذلك نتيجة استمرار مرونة سوق العمل. ومن المتوقع أن يتم تأجيل قرار تخفيف السياسة النقدية حتى شهر يوليو المقبل، ما يمارس ضغطًا سلبيًا على الأصول غير المدرة للعائد مثل الفضة.
وكشفت البيانات الرسمية عن إضافة الاقتصاد الأمريكي لـ177 ألف وظيفة خلال الشهر الماضي، وهو رقم تجاوز التوقعات، بينما استقر معدل البطالة عند مستوى 4.2%. كما أظهرت البيانات ارتفاع متوسط الأجور في الساعة بنسبة 3.8% على أساس سنوي.
وفي إطار التوترات التجارية، أعلنت وزارة التجارة الصينية أن الولايات المتحدة تواصلت من أجل استئناف المحادثات المتعلقة بالرسوم الجمركية. في المقابل، أكدت الحكومة الصينية أن باب المفاوضات لا يزال مفتوحًا، لكنها أوضحت أن تحقيق أي تقدم ملموس يتطلب من واشنطن إلغاء الرسوم الجمركية الأحادية الحالية، والتي تبلغ نسبتها 145%، بينما تفرض الصين رسومًا جمركية انتقامية تبلغ 125%.
ومن المقرر أن تترقب الأسواق العالمية خلال الأسبوع الجاري قرارات مهمة، على رأسها اجتماع لجنة السياسة النقدية في الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يوم الأربعاء المقبل، والذي من المنتظر أن يحدد مصير أسعار الفائدة. كما سيُتابع المستثمرون قرارات لجنة السياسة النقدية في بنك إنجلترا، إلى جانب بيانات طلبات البطالة الأسبوعية في الولايات المتحدة والتي ستصدر يوم الخميس المقبل.