- 29 أبريل 2025
- / 4638
أكد سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة "آي صاغة" المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، أن استقرار سعر صرف الدولار في السوق المحلية خلال العام الماضي ساهم في تقارب كبير بين أسعار الذهب المحلية ونظيرتها العالمية.
وأوضح إمبابي، في تصريحات تلفزيونية عبر قناة "أزهري"، أن الأسعار الحالية للذهب تُعد مناسبة للشراء، لكنه شدد على أهمية التحلي بالصبر والانتظار لفترات زمنية أطول لتحقيق أرباح مجزية.
وحذر من الشراء خلال فترات الارتفاعات المفاجئة والمتتالية في السوق، موضحًا أن تسارع وتيرة ارتفاع الأسعار عادة ما يكون غير منطقي ويشير إلى مستويات غير مستقرة وغير مناسبة للشراء الآمن.
وأشار إلى أن تجاوز سعر جرام الذهب عيار 21 حاجز الـ5000 جنيه خلال الأسابيع الماضية يمثل مستويات مرتفعة للغاية، ما يعكس حجم المخاطرة المرتبطة بالشراء عند تلك الأسعار المرتفعة.
ونصح إمبابي المستهلكين الذين قاموا بشراء الذهب عند مستويات مرتفعة، بضرورة التريث وعدم البيع، مع انتظار عودة الأسعار إلى تلك المستويات مرة أخرى لتفادي الخسائر المحتملة.
كما أوضح أن السوق يشهد حاليًا استقرارًا في الطلب، وبالتالي لا يُتوقع حدوث عجز في المعروض، خاصة مع استمرار وقف استيراد الذهب الخام، وهو ما يضمن توازنًا نسبيًا في السوق المحلية.
وفي سياق متصل، أشار إمبابي إلى أن قرار البنك المركزي المصري بخفض أسعار الفائدة بمقدار 225 نقطة أساس، إلى جانب وقف بعض الشهادات الادخارية، لا يُعد سببًا كافيًا لخروج أموال المودعين من البنوك وتحويلها إلى الذهب، لا سيما أن مواعيد استحقاق تلك الشهادات لم تحن بعد.
وأضاف أن خفض أسعار الفائدة بنسبة تصل إلى 10% من شأنه أن يدفع شريحة كبيرة من المدخرين إلى الاستثمار في الذهب، خاصة في ظل مواصلة المعدن الأصفر تسجيل مستويات سعرية قياسية.
وأوضح أن تحرك سعر الصرف أو تحرير سعر الأوقية عالميًا قد يؤدي إلى زيادات كبيرة في أسعار الذهب، لكن في حال استقرار أو انخفاض سعر الصرف محليًا مع ارتفاع سعر الأوقية عالميًا، سيكون التأثير على السوق المحلي محدودًا.
وأكد إمبابي أن توجه العديد من البنوك المركزية حول العالم لزيادة احتياطياتها من الذهب والتخلي التدريجي عن الدولار كعملة احتياطية رئيسية، يعد دافعًا إضافيًا لمواصلة أسعار الذهب صعودها خلال الفترات المقبلة. كما نصح المستثمرين الراغبين في الادخار والتحوط من التقلبات الاقتصادية بالتوجه إلى الذهب كخيار آمن.
وعن تأثير السياسة الأمريكية على سوق الذهب، أوضح إمبابي أن التصريحات المتناقضة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، كانت من بين العوامل الأكثر تأثيرًا على أسعار الذهب خلال الفترات الماضية، مشيرًا إلى أن حالة عدم اليقين السياسي أثرت بشكل كبير على ثقة المستثمرين في الدولار.
ولفت إلى أن تهديدات ترامب بالتدخل في سياسة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وإقالة رئيسه تسببت في زعزعة استقرار الأسواق العالمية، ودفع العديد من الدول إلى البحث عن ملاذات استثمارية بديلة وآمنة، وعلى رأسها الذهب.
وتوقع إمبابي أن تشهد العلاقة بين الولايات المتحدة والصين نوعًا من التهدئة وتقليص حدة التوترات التجارية، وهو ما قد ينعكس على استقرار أو تراجع أسعار الذهب. لكنه حذر من أن أي تصعيد محتمل في الصراع بين الهند وباكستان، قد يؤدي إلى انفجار كبير في أسعار الذهب عالميًا، نظرًا لكون الهند واحدة من أكبر الدول المستهلكة للذهب في العالم.