- 24 أبريل 2025
- / 6154
شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا في الأسواق المحلية خلال تعاملات اليوم الخميس، مدفوعة بارتفاع سعر الأوقية في البورصة العالمية. ويأتي هذا الصعود في ظل تصاعد التوقعات بخفض الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة، نتيجة تباطؤ سوق العمل الأمريكي وضعف إنفاق المستهلكين، وذلك بحسب تقرير منصة "آي صاغة" المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت.
وأكد سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة "آي صاغة"، أن أسعار الذهب في السوق المحلية سجلت ارتفاعًا قدره 60 جنيهًا خلال تعاملات اليوم مقارنة بأسعار ختام تعاملات الأمس. حيث بلغ سعر جرام الذهب عيار 21 نحو 4825 جنيهًا، بينما ارتفعت الأوقية بمقدار 49 دولارًا لتصل إلى 3337 دولارًا.
وأوضح إمبابي أن باقي الأعيرة شهدت كذلك زيادات في الأسعار، حيث بلغ سعر جرام الذهب عيار 24 نحو 5514 جنيهًا، وسجل جرام الذهب عيار 18 مستوى 4136 جنيهًا، بينما وصل سعر جرام الذهب عيار 14 إلى 3217 جنيهًا. أما سعر الجنيه الذهب فقد سجل 38600 جنيه.
وأشار التقرير اليومي لمنصة "آي صاغة" إلى أن أسعار الذهب كانت قد تراجعت خلال تعاملات يوم أمس الأربعاء بقيمة 125 جنيهًا، حيث افتتح سعر جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند 4890 جنيهًا، واختتمها عند 4765 جنيهًا. كما تراجعت الأوقية حينها بقيمة 93 دولارًا، من 3381 دولارًا إلى 3288 دولارًا.
وأوضح إمبابي أن السوق المحلية تشهد حاليًا تقلبات سعرية حادة، متأثرة بالتذبذبات في الأسواق العالمية. ويعزى هذا التذبذب إلى حالة عدم اليقين الناتجة عن القرارات الاقتصادية المتضاربة للإدارة الأمريكية، والتي تؤثر بشكل مباشر على توجهات المستثمرين وأسواق السلع.
وأضاف أن ضعف أداء الدولار الأمريكي، بالإضافة إلى تنامي احتمالات خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، أسهما في تقليل الضغوط السلبية على أسعار الذهب، مما دفعه للارتفاع مجددًا وسط استمرار حالة الضبابية الاقتصادية العالمية.
وفي سياق متصل، أدلى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بتصريحات مساء الأربعاء أشار فيها إلى إمكانية فرض الصين تعريفات جمركية جديدة خلال الأسابيع القليلة المقبلة. كما ألمح إلى أن الدول التي تخوض حاليًا مفاوضات تجارية قد تتجه إلى فرض تعريفات متبادلة في حال فشل المفاوضات، بحسب ما نقلته وكالة بلومبرج.
وانخفض مؤشر الدولار الأمريكي من أعلى مستوياته الأخيرة، وذلك بعد تصريحات وزير الخزانة سكوت بيسنت، الذي نفى ما تردد حول تخفيضات جمركية أحادية الجانب. هذه التطورات تؤكد استمرار حالة الغموض التي تحيط بالحوار التجاري بين الولايات المتحدة والصين.
ورغم خفوت حدة التوتر بعد تصريحات ترامب، لا يزال الذهب يحافظ على مكاسبه التي تجاوزت 25% منذ بداية العام، مدعومًا بالتقلبات الجيوسياسية وتغير السياسات الاقتصادية، إضافة إلى الطلب القوي من قبل صناديق الاستثمار والبنوك المركزية.
وفيما يتعلق بالاقتصاد الأمريكي، أشار "الكتاب البيج" الصادر عن مجلس الاحتياطي الفيدرالي أمس الأربعاء إلى تباطؤ سوق العمل وضعف في إنفاق المستهلكين. كما أورد التقرير أن "النمو متواضع وغير متوازن"، ما يشير إلى احتمال اتخاذ خطوات سياسية جديدة قريبًا.
من جانب آخر، أظهرت القراءة الأولية لمؤشر مديري المشتريات (PMI) الصادر عن ستاندرد آند بورز جلوبال لشهر أبريل نتائج متباينة؛ حيث ارتفع نشاط قطاع التصنيع قليلاً، بينما شهد قطاع الخدمات تباطؤًا، مما زاد من حذر المستثمرين في الأسواق.
وفي أوروبا، أعلن البنك الوطني السويسري (SNB) عن تحقيقه أرباحًا خلال الربع الأول من العام، بفضل حيازاته من الذهب. وأفاد في بيان رسمي اليوم الخميس بأنه حقق مكاسب بلغت 6.7 مليار فرنك سويسري خلال الفترة من يناير إلى مارس، وفقًا لوكالة بلومبرج.
أما في آسيا، فقد شهدت عقود الذهب الآجلة في بورصة شنجهاي موجة بيع قوية، ما أدى إلى تسجيل أكبر تراجع يومي لها منذ عام 2013، وذلك على خلفية تكهنات المستثمرين الصينيين بقرب التوصل إلى اتفاق تجاري بين الصين والولايات المتحدة، خاصة بعد التصريحات الإيجابية الأخيرة من ترامب.
وتترقب الأسواق خلال الفترة القادمة بيانات اقتصادية مهمة، أبرزها بيانات طلبات إعانة البطالة وطلبات السلع المعمرة، والتي من شأنها أن ترسم ملامح توجهات السياسة النقدية المستقبلية للفيدرالي الأمريكي.