- 22 أبريل 2025
- / 4276
شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا في الأسواق المحلية خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، بالتزامن مع صعود سعر الأوقية عالميًا لتلامس مستويات قياسية جديدة. وجاء هذا الارتفاع مدفوعًا بتصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى حالة عدم الاستقرار الجيوسياسي، وتزايد الغموض حول توجهات السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وفقًا لما ورد في التقرير الصادر عن منصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت.
وقال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، إن أسعار الذهب في السوق المحلية ارتفعت بمقدار 50 جنيهًا خلال تعاملات اليوم مقارنة بنهاية تعاملات أمس، ليسجل جرام الذهب عيار 21 سعر 4950 جنيهًا، بينما ارتفع سعر الأوقية عالميًا بمقدار 78 دولارًا لتصل إلى 3405 دولارات.
وأضاف إمبابي أن أسعار باقي الأعيرة شهدت صعودًا مماثلًا، حيث سجل جرام الذهب عيار 24 نحو 5657 جنيهًا، وعيار 18 بلغ 4243 جنيهًا، في حين وصل عيار 14 إلى 3300 جنيه، وسجل سعر الجنيه الذهب حوالي 39600 جنيه.
وفي سياق متصل، أشار التقرير الأسبوعي لمنصة «آي صاغة» إلى أن أسعار الذهب ارتفعت بمقدار 115 جنيهًا خلال تعاملات أمس الإثنين، حيث افتتح جرام الذهب عيار 21 تعاملاته عند مستوى 4785 جنيهًا، وأنهى اليوم عند 4900 جنيه. كما ارتفعت الأوقية عالميًا بمقدار 97 دولارًا، لتصعد من 3327 دولارًا إلى 3424 دولارًا.
وأوضح إمبابي أن أسعار الذهب بالسوق المحلي لامست أعلى مستوياتها التاريخية، حيث وصل سعر جرام الذهب عيار 21 إلى 5000 جنيه لأول مرة، وذلك بالتزامن مع ارتفاع سعر الأوقية في الأسواق العالمية إلى 3500 دولار، وهو أعلى مستوى قياسي على الإطلاق. ويُعزى هذا الصعود إلى تراجع الدولار الأمريكي، وتزايد المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي، بالإضافة إلى تفاقم التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وأشار إمبابي إلى أن الأسواق المالية تعاني من حالة من عدم الاستقرار والضبابية نتيجة تصاعد القلق بشأن مستقبل الاقتصاد العالمي، بالإضافة إلى التدخلات السياسية في قرارات البنك المركزي الأمريكي، مما يعزز من جاذبية الذهب كملاذ آمن للمستثمرين.
وشدد على أن الضغوط السياسية التي يمارسها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مجلس الاحتياطي الفيدرالي تمثل تهديدًا مباشرًا لاستقلالية البنك، خاصة بعد خطابه اللاذع تجاه رئيس المجلس جيروم باول بشأن استمرار سياسة رفع أسعار الفائدة، وتصريحاته حول إمكانية استبداله بشخصية أخرى تعمل على خفض الفائدة بسرعة.
وذكر إمبابي أن تلك التوجهات ساهمت في دفع الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوى له منذ عام 2022، مما دعم بشكل إضافي ارتفاع أسعار الذهب، الذي يُعد أداة تحوط فعالة في أوقات ضعف العملة الأمريكية.
ولفت إلى أن تصاعد النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين أدى إلى زعزعة الاستقرار في الأسواق المالية العالمية، مما دفع العديد من المستثمرين إلى الابتعاد عن الأصول عالية المخاطر، واللجوء إلى الذهب كأحد أهم الملاذات الآمنة عالميًا.
وأضاف أن التوترات تفاقمت بعد إعلان واشنطن عن فرض رسوم جمركية إضافية على الواردات الصينية، الأمر الذي قابله تحذير من بكين حول الاتفاقيات الثنائية، في خطوة تشير إلى تدهور العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وأكد محللون في الأسواق العالمية أن الذهب يواصل الاستفادة من ضعف ثقة الأسواق في السياسة الاقتصادية الأمريكية وسط استمرار الحرب التجارية المتصاعدة، مشيرين إلى أن الصين زادت من حدة خطابها وأعلنت نيتها الرد على أي دول تنحاز للمطالب الأمريكية بعزلها اقتصاديًا.
كما اتخذت الصين خطوات عملية لمواجهة الولايات المتحدة في سوق السلع العالمي، حيث قامت بتقليص وارداتها من النفط الأمريكي بنسبة 90%، واتجهت إلى استيراد كميات قياسية من النفط الكندي، بالإضافة إلى تعزيز وارداتها من فول الصويا من البرازيل.
وفي إطار الترقب العالمي، تنتظر الأسواق خلال تعاملات الأسبوع الجاري صدور عدة بيانات اقتصادية مهمة، من بينها مؤشرات مديري المشتريات الأولية، وتقرير السلع المعمرة، والمستوى النهائي لمؤشر ثقة المستهلك، إلى جانب تصريحات عدد من أعضاء الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، في محاولة للحصول على إشارات أوضح بشأن مستقبل السياسة النقدية خلال الفترة القادمة.