• / 4653

 

ارتفعت أسعار الذهب في السوق المحلية خلال تعاملات اليوم السبت، بالتزامن مع عطلة نهاية الأسبوع للبورصات العالمية، مدعومة بالمكاسب القوية التي حققتها الأوقية عالميًا على مدار الأسبوع الماضي، إلى جانب تزايد رهانات المستثمرين على استمرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في تبني سياسة التيسير النقدي خلال العام المقبل، بحسب تقرير صادر عن منصة «آي صاغة».

وقال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، إن أسعار الذهب في السوق المحلية سجلت ارتفاعًا بنحو 5 جنيهات للجرام مقارنة بتعاملات نهاية الأسبوع الماضي، ليصل سعر جرام الذهب عيار 21 – وهو الأكثر تداولًا في السوق المصرية – إلى مستوى 5785 جنيهًا. وأوضح أن هذا الارتفاع جاء انعكاسًا مباشرًا للمكاسب الأسبوعية التي حققتها أسعار الذهب في البورصة العالمية، حيث ارتفعت الأوقية بنحو 40 دولارًا خلال الأسبوع الماضي لتسجل نحو 4339 دولارًا.

وأضاف إمبابي أن سعر جرام الذهب عيار 24 بلغ نحو 6611 جنيهًا، بينما سجل سعر جرام الذهب عيار 18 مستوى 4959 جنيهًا، في حين وصل سعر الجنيه الذهب إلى نحو 46280 جنيهًا، في ظل حالة من الهدوء النسبي في حركة الطلب بالسوق المحلية مع عطلة نهاية الأسبوع.

وعلى الصعيد العالمي، سجلت أسعار الذهب مستويات قياسية جديدة قبيل عطلة نهاية الأسبوع، مدعومة ببيانات اقتصادية أمريكية أظهرت تراجعًا في ثقة المستهلكين، إلى جانب انخفاض طفيف في توقعات التضخم، ما عزز جاذبية الذهب كملاذ آمن في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي. وخلال تعاملات الأسبوع، لامست الأوقية أعلى مستوياتها عند 4374 دولارًا يوم الخميس، مقتربة من أعلى مستوى سنوي لها عند 4381 دولارًا، وذلك رغم ارتفاع عوائد السندات العالمية.

وفي هذا السياق، ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية عقب قرار بنك اليابان رفع أسعار الفائدة من 0.50% إلى 0.75%، وهو ما دفع عائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات للارتفاع بنحو 2.5 نقطة أساس ليصل إلى 4.147%. كما صعدت العوائد الحقيقية الأمريكية إلى نحو 1.907%، وهي عادة ما تتحرك في اتجاه معاكس لأسعار الذهب، إلا أن المعدن الأصفر واصل تحقيق مكاسب ملحوظة بدعم من قوة الطلب الاستثماري وتزايد الإقبال على الأصول الآمنة.

وأظهرت بيانات جامعة ميشيجان تراجع مؤشر ثقة المستهلك الأمريكي خلال شهر ديسمبر إلى 52.9 نقطة، مقارنة بـ 53.3 نقطة في القراءة السابقة، وأقل من توقعات الأسواق التي أشارت إلى 53.5 نقطة. كما أشار المشاركون في الاستطلاع إلى توقعاتهم بارتفاع معدل البطالة خلال الفترة المقبلة، إلى جانب استمرار تراجع عمليات شراء السلع المعمرة للشهر الخامس على التوالي، ما يعكس حالة من الحذر لدى المستهلكين. وفيما يتعلق بالتضخم، ارتفعت توقعات التضخم على مدى عام واحد إلى 4.2%، بينما استقرت توقعات التضخم على مدى خمس سنوات عند مستوى 3.2%.

من جانبه، قال جون ويليامز، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، إن البيانات الاقتصادية الأخيرة تشير إلى استمرار التراجع في معدلات التضخم، لافتًا إلى أن الارتفاع في معدلات البطالة قد يكون ناتجًا عن تشوهات مؤقتة في سوق العمل. وأكد ويليامز أنه لا توجد حاجة ملحة في الوقت الراهن لإجراء تعديل سريع في السياسة النقدية، في ظل تقييم الفيدرالي المستمر لتطورات البيانات الاقتصادية.

وتترقب الأسواق العالمية خلال الأسبوع المقبل صدور حزمة من البيانات الاقتصادية الأمريكية المهمة، في ظل قصر أسبوع التداول بسبب عطلة عيد الميلاد، وتشمل هذه البيانات متوسط التغير في التوظيف وفقًا لتقرير ADP، والقراءة الأولية لمعدل نمو الناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث، إلى جانب بيانات طلبات السلع المعمرة والإنتاج الصناعي، والتي قد تلعب دورًا مهمًا في توجيه توقعات الأسواق بشأن مسار السياسة النقدية الأمريكية.

وفيما يتعلق بمعدلات التضخم، أظهرت بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي لشهر نوفمبر ارتفاعًا بنسبة 2.7%، مقارنة بنسبة 3% في القراءة السابقة، إلا أن عددًا من الاقتصاديين شددوا على ضرورة التعامل بحذر مع هذه البيانات، في ظل تأثير إغلاق حكومي استمر لمدة 43 يومًا على دقة بعض المؤشرات الاقتصادية.

وبحسب بيانات صادرة عن «كابيتال إيدج»، لا تزال احتمالات خفض أسعار الفائدة خلال اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي المقبل المقرر عقده في 28 يناير عند نحو 22%. وفي المقابل، تسعّر الأسواق خفضًا تراكميًا لأسعار الفائدة بنحو 60 نقطة أساس على مدار العام المقبل، مع ترجيح أن يكون أول خفض في شهر يونيو، بينما يقدّر المتداولون احتمالية تقارب 20% لخفض أسعار الفائدة خلال اجتماع يناير.

وعلى نطاق أوسع، واصلت المعادن النفيسة تحقيق أداء قوي خلال العام الجاري، حيث يتجه كل من الذهب والفضة إلى تسجيل أفضل أداء سنوي لهما منذ عام 1979. فقد تضاعف سعر الفضة بأكثر من مرتين، في حين ارتفعت أسعار الذهب بنحو الثلثين، مدعومة بزيادة مشتريات البنوك المركزية من الذهب، إلى جانب تدفقات الاستثمارات إلى صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالسبائك.

وفي هذا الإطار، أشار محللو بنك «جولدمان ساكس» إلى أن تراجع أسعار الفائدة الأمريكية دفع مستثمري صناديق المؤشرات المتداولة إلى منافسة البنوك المركزية على المعروض المحدود من السبائك الذهبية، مرجحين استمرار الدعم الهيكلي الناتج عن الطلب الرسمي، إلى جانب الدعم الدوري المرتبط بخفض أسعار الفائدة، في تعزيز أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة.