- 10 ديسمبر 2025
- / 2565
شهدت أسعار الذهب في السوق المحلية ارتفاعًا طفيفًا خلال تعاملات اليوم الأربعاء، رغم التراجع المحدود في أسعار الأوقية بالبورصة العالمية، وذلك في ظل حالة ترقّب حاسمة يمرّ بها المستثمرون قبل ساعات من إعلان مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قراره المرتقب بشأن أسعار الفائدة، وفقًا لتقرير صادر عن منصة «آي صاغة» المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات.
ارتفاع محدود في الأسعار المحلية رغم ضغوط السوق العالمية
قال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، إن أسعار الذهب في مصر سجّلت زيادة بنحو 5 جنيهات للجرام خلال تداولات اليوم، ليصل سعر جرام الذهب عيار 21 — وهو الأكثر مبيعًا — إلى 5620 جنيهًا. كما ارتفع سعر جرام الذهب عيار 24 ليسجّل 6423 جنيهًا، بينما بلغ سعر جرام الذهب عيار 18 نحو 4817 جنيهًا.
أما سعر الجنيه الذهب فقد استقر عند مستوى 44,960 جنيهًا دون تغيير يُذكر.
وعلى الصعيد العالمي، تراجعت الأوقية بنحو 17 دولارًا لتسجّل مستوى 4195 دولارًا، وذلك قبل ساعات من صدور قرار الفيدرالي، ما يعكس حالة الترقب وتذبذب المعنويات في الأسواق الدولية.
---
الفائدة الأمريكية تحت المجهر… وتوقعات قوية لخفض جديد
ترجّح الأسواق العالمية أن يتجه الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى تنفيذ الخفض الثالث لأسعار الفائدة خلال اجتماع اليوم، وذلك بمقدار 25 نقطة أساس، ما قد يدفع نطاق الفائدة نحو مستويات تتراوح بين 3.50% و3.75%. ويعتبر هذا المسار داعمًا لحركة الذهب عالميًا، إذ إن تراجع أسعار الفائدة يُقلل من تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالأصول غير المدرة للعائد مثل الذهب.
ورغم ذلك، فقد أدّت التكهنات بشأن احتمال تنفيذ خفض أكبر للفائدة إلى ارتفاع ملحوظ في عوائد سندات الخزانة الأمريكية على طول منحنى العائد، وهو ما يُشكّل ضغطًا طبيعيًا على أسعار الذهب، ويقلّل من مساحة اتخاذ المزيد من إجراءات التيسير خلال بداية عام 2026.
وينتظر المستثمرون حول العالم المؤتمر الصحفي الذي سيعقده جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، إلى جانب التحديثات المنتظرة لـ الرسم البياني النقطي (Dot Plot) والتوقعات الاقتصادية الجديدة، والتي ستمنح رؤية أوضح لمسار أسعار الفائدة خلال العام المقبل.
---
الدولار وعوائد السندات في وضع ترقّب… والأسواق تراقب بحذر
حافظ الدولار الأمريكي على استقراره قبل صدور قرار الفيدرالي، حيث ظل مؤشر الدولار أعلى من مستوى 99.00، في حين واصلت عوائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات ارتفاعها لتصل إلى 4.20%، وهو أعلى مستوى منذ شهر سبتمبر الماضي.
وكان الفيدرالي قد نفّذ خفضين لأسعار الفائدة خلال العام الجاري — في سبتمبر ثم أكتوبر — في إطار ما وصفه المسؤولون بأنه «خفض لإدارة المخاطر»، بهدف دعم النشاط الاقتصادي في ظل إشارات متزايدة على تباطؤ سوق العمل.
وتشير التوقعات الصادرة في سبتمبر الماضي إلى أن الفيدرالي قد يكتفي بتنفيذ خفض واحد فقط في كل من عامي 2026 و2027، دون أي تغيير في التوقعات الخاصة بعام 2028، بينما يبقى سعر الفائدة طويل الأجل ثابتًا عند مستوى 3.0%.
ووفقًا لبيانات أداة CME FedWatch، ترجّح الأسواق بنسبة 90% أن يقرّر الفيدرالي خفض الفائدة بمقدار ربع نقطة اليوم، بينما تشير التوقعات إلى احتمالات محدودة لخفض جديد في يناير بواقع 20%، وترتفع هذه النسبة إلى 33% في مارس، و37% في أبريل.
---
صراع داخل الفيدرالي… وترقّب لاختيار رئيس جديد للمجلس
كان جيروم باول قد كشف في تصريحاته السابقة خلال أكتوبر عن وجود «أصوات متزايدة» داخل لجنة السوق المفتوحة تدعو إلى التباطؤ في اتخاذ خطوات جديدة بشأن السياسة النقدية. ومنذ ذلك الحين، أصبح الانقسام داخل اللجنة أكثر وضوحًا، حيث يتبنى فريق داخل الفيدرالي موقفًا حذرًا تجاه مخاطر التضخم، بينما يركّز فريق آخر على المخاوف المتعلقة بتباطؤ سوق العمل.
ومن المتوقع أن يراقب المستثمرون عن كثب خريطة التصويت داخل اللجنة اليوم، لاستيعاب الاتجاه الحقيقي للسياسة النقدية مع اقتراب دخول عام 2026.
وفي سياق موازٍ، ذكرت صحيفة فايننشال تايمز أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يستعد لإجراء الجولة الأخيرة من المقابلات الخاصة باختيار رئيس جديد لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، مع تصدّر كيفن هاسيت مدير المجلس الاقتصادي الوطني قائمة المرشحين لخلافة جيروم باول مع انتهاء ولايته في مايو المقبل.