- 01 ديسمبر 2025
- / 3829
سجلت أسعار الذهب في السوقين المحلية والعالمية ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الإثنين، حيث صعد المعدن الأصفر إلى أعلى مستوى له في نحو شهر ونصف، مدفوعًا بتزايد توقعات المستثمرين بشأن اتجاه الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي نحو خفض سعر الفائدة خلال اجتماعه المرتقب هذا الشهر. جاء ذلك وفق تقرير صادر عن منصة «آي صاغة» المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات.
وذكر سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، أن أسعار الذهب في الأسواق المحلية ارتفعت اليوم بنحو 25 جنيهًا، ليسجل جرام الذهب عيار 21 ـ الأكثر تداولًا في مصر ـ مستوى 5675 جنيهًا. وعلى الصعيد العالمي، صعدت الأوقية بنحو 37 دولارًا لتسجل مستوى 4253 دولارًا، مواصلة مكاسبها مدعومة بتراجع الدولار وهبوط عوائد السندات الأمريكية.
وسجّل جرام الذهب عيار 24 سعر 6486 جنيهًا، بينما بلغ جرام الذهب عيار 18 نحو 4864 جنيهًا، في حين استقر سعر الجنيه الذهب عند 45,400 جنيه، دون تغييرات تُذكر خلال تعاملات اليوم.
وخلال شهر نوفمبر، واصلت أسعار الذهب محليًا تحقيق مكاسب قوية بلغت 5.6%، أي بزيادة قدرها 300 جنيه، حيث افتتح جرام الذهب عيار 21 تعاملات الشهر عند 5350 جنيهًا قبل أن يغلق عند 5650 جنيهًا. وعلى المستوى العالمي، حققت الأوقية ارتفاعًا بنسبة 5.3%، بما يعادل 213 دولارًا، صاعدة من 4003 دولارات عند الافتتاح إلى 4216 دولارًا عند الإغلاق.
كما شهد الأسبوع الأخير من شهر نوفمبر ارتفاعًا جديدًا في الأسعار المحلية بقيمة 200 جنيه، في حين ربحت الأوقية عالميًا خلال الفترة نفسها نحو 151 دولارًا، ما يعكس استمرار الزخم الصعودي للمعدن الأصفر محليًا وعالميًا.
وبحسب التقرير، جاء صعود الذهب مدعومًا بتزايد احتمالات خفض الفائدة الأمريكية عقب تصريحات متحفظة من عدد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، الأمر الذي تسبب في تراجع الدولار إلى أدنى مستوى له في نحو أسبوعين، مما عزز الإقبال على الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا لا يحقق عائدًا لكنه يستفيد بقوة من تراجع العملة الأمريكية.
وأشار التقرير إلى أن حالة الحذر المسيطرة على الأسواق، إلى جانب تصاعد التوترات الجيوسياسية المرتبطة بالحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، قد لعبت دورًا إضافيًا في دعم الطلب على الذهب باعتباره أحد أهم الملاذات الآمنة خلال فترات الاضطراب. ورغم ذلك، يظل بعض المستثمرين مترددين في الشراء في انتظار بيانات اقتصادية أمريكية مهمة تصدر هذا الأسبوع، أبرزها مؤشر ISM للتصنيع.
ولفت التقرير إلى أن تصريحات محافظ الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر، بالإضافة إلى تصريحات رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك جون ويليامز، ساهمت في ترسيخ التوقعات بخفض قريب لسعر الفائدة. كما أن البيانات الاقتصادية الأمريكية المتباينة التي صدرت الأسبوع الماضي لم تنجح في تقليص شهية المستثمرين تجاه الذهب.
وفي سياق متصل، قال المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت إنه سيكون سعيدًا بتولي منصب رئيس البنك المركزي الأمريكي إذا اختاره الرئيس دونالد ترامب، وهو تصريح يعزز احتمالات خفض الفائدة بمستويات أكبر خلال الفترة المقبلة. وساهم هذا التصريح في دفع أسعار الذهب إلى أعلى مستوياتها في ستة أسابيع خلال تعاملات اليوم.
وعلى الصعيد العالمي، أظهر مسح خاص تراجع نشاط قطاع التصنيع في الصين إلى منطقة الانكماش، عقب انخفاض مؤشر مديري المشتريات الرسمي للشهر الثامن على التوالي، وهو ما ضغط على معنويات الأسواق العالمية وزاد من المخاوف المرتبطة بنمو الاقتصاد العالمي، خاصة في ظل تزايد المخاطر الجيوسياسية.
وفي الوقت ذاته، شهد البحر الأسود توترًا إضافيًا بعد تعرض ناقلتي نفط تابعتين للأسطول الروسي لهجمات بطائرات مسيّرة أوكرانية. كما صرّح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بأن المحادثات الأخيرة مع المسؤولين الأوكرانيين كانت «مثمرة للغاية»، رغم استمرار الحاجة إلى مزيد من الجهود لإنهاء الحرب.
ويترقب المستثمرون خلال الأسبوع صدور حزمة من البيانات الاقتصادية الأمريكية المؤثرة، والتي تشمل مؤشرات مديري المشتريات للقطاعين الصناعي والخدمي، إضافة إلى بيانات الإنتاج الصناعي، ومؤشرات سوق العمل، وطلبات إعانة البطالة. ومن المتوقع أن تلعب هذه البيانات دورًا محوريًا في تحديد اتجاه حركة الذهب مقابل الدولار خلال الفترة المقبلة.