- 27 نوفمبر 2025
- / 3902
شهدت أسعار الذهب في الأسواق المحلية والعالمية تراجعًا ملحوظًا مع قرب انتهاء تعاملات اليوم الخميس، وذلك بعد اقترابها من أعلى مستوى في نحو أسبوعين. يأتي هذا التراجع على خلفية اتجاه المستثمرين نحو جني الأرباح، بينما يواصل المتعاملون تقييم احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي خلال الفترة المقبلة. وجاءت هذه التطورات وفق تقرير صادر عن منصة «آي صاغة» المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات.
تراجع الذهب في السوق المحلية والعالمية اليوم
قال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، إن أسعار الذهب في السوق المحلية شهدت انخفاضًا بنحو 15 جنيهًا، حيث سجل جرام الذهب عيار 21 مستوى 5560 جنيهًا. كما تراجعت أسعار الذهب عالميًا بنحو 22 دولارًا، لتسجل الأوقية مستوى 4155 دولارًا.
وسجّل جرام الذهب عيار 24 نحو 6354 جنيهًا، بينما بلغ سعر الجرام من عيار 18 حوالي 4767 جنيهًا، في حين استقر سعر الجنيه الذهب عند 44480 جنيهًا دون تغيير.
أداء الذهب خلال تعاملات الأربعاء
وأشار التقرير إلى أن تعاملات أمس الأربعاء شهدت ارتفاعًا في الذهب بالسوق المحلية بنحو 20 جنيهًا، حيث بدأ جرام الذهب عيار 21 التداول عند 5555 جنيهًا، لينهي الجلسة عند 5575 جنيهًا. وعلى الصعيد العالمي، ارتفعت الأوقية بنحو 31 دولارًا، إذ افتتحت التعاملات عند 4133 دولارًا وأغلقت عند 4164 دولارًا.
أسباب التراجع: جني الأرباح وسط غياب مؤشرات واضحة من الفيدرالي
تراجع الذهب عالميًا اليوم متأثرًا بالمكاسب القوية التي حققها في الجلسة السابقة بدعم من البيانات الاقتصادية الضعيفة التي عززت توقعات خفض الفائدة. ورغم ذلك، عاد المتعاملون إلى اتباع نهج حذر في ظل غياب مؤشرات واضحة بشأن توقيت خطوة الفيدرالي المنتظرة.
ويرى محللون اقتصاديون أن الذهب ما يزال مدعومًا بتوقعات التيسير النقدي، إلا أن ارتفاع الدولار مع بداية التعاملات شكل ضغطًا على المعدن الأصفر ودفع المستثمرين لإعادة ضبط مراكزهم قبل صدور بيانات جديدة قد تُعيد رسم اتجاه العملة الأمريكية وكذلك عوائد السندات.
توقعات السوق: احتمالات قوية لخفض الفائدة في ديسمبر
وتشير التوقعات الحالية إلى أن السوق يُسعّر احتمالات مرتفعة لخفض الفائدة من قبل الفيدرالي. لكن حالة عدم اليقين المرتبطة بقوة الاقتصاد الأمريكي تجعل حركة الذهب شديدة الحساسية تجاه أي بيانات اقتصادية أو تصريحات مفاجئة.
وتبقى عوائد السندات الأمريكية مستقرة نسبيًا، بينما يراقب المستثمرون ما إذا كانت البيانات المنتظرة ستعكس تباطؤًا اقتصاديًا قد يدفع الفيدرالي لتخفيف سياسته النقدية، أو ما إذا كانت ستؤكد الحاجة إلى إبقاء السياسة المتشددة لفترة أطول.
ورغم التراجع، لا يزال الذهب يتحرك داخل نطاق داعم، مستفيدًا من الطلب التحوطي، والمخاطر الجيوسياسية، واستمرار مشتريات البنوك المركزية. كما تعزز تصريحات عدد من مسؤولي الفيدرالي التي أبدت انفتاحًا على تخفيف السياسة النقدية قريبًا فرص خفض جديد للفائدة في اجتماع 9 – 10 ديسمبر.
الأسهم العالمية ترتفع والذهب يتحرك في نطاق ضيق مع عطلة عيد الشكر
وساعدت توقعات خفض الفائدة أيضًا على تعافي الأسهم العالمية بعد الهبوط الأخير المرتبط بتقييمات قطاع الذكاء الاصطناعي، مما عزز شهية المستثمرين للمخاطرة — وهو عامل غالبًا ما يُضعف مستويات الطلب على الذهب.
ومع إغلاق الأسواق الأمريكية اليوم الخميس بسبب عطلة عيد الشكر، يُتوقع أن تظل السيولة منخفضة، مما يُبقي حركة الذهب ضمن نطاق تداول ضيق.
قراءة في البيانات الاقتصادية الأمريكية الأخيرة
وتُظهر البيانات الاقتصادية الأمريكية الأخيرة صورة متباينة؛ إذ جاءت وظائف سبتمبر أقوى من المتوقع، وتراجع مؤشر أسعار المنتجين الأساسي، وارتفعت طلبات السلع المعمرة، مقابل تراجع مبيعات التجزئة وارتفاع طفيف في البطالة.
ورغم هذا التباين، ما يزال المتداولون يتوقعون بنسبة تقارب 85% أن يُقدم الفيدرالي على خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر، وفقًا لأداة CME FedWatch.
توترات جيوسياسية تعزّز الطلب على الذهب
وعلى الصعيد الجيوسياسي، تستمر التوترات بين الصين وتايوان، بعد تحذيرات جديدة من بكين إلى اليابان. كذلك يترقب المستثمرون تطورات مبادرة السلام بين روسيا وأوكرانيا عقب تصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بشأن استعداده للمضي في إطار مدعوم من الولايات المتحدة لإنهاء الحرب. وتُبقي هذه الأجواء الذهب في موقع قوي باعتباره ملاذًا آمنًا.
---
مورجان ستانلي: الذهب قد يصعد إلى 4500 دولار بحلول منتصف 2026
وفي سياق متصل، توقع محللو السلع في بنك مورغان ستانلي أن يؤدي ارتفاع الطلب على صناديق الذهب المتداولة (ETFs) واستمرار مشتريات البنوك المركزية وزيادة الإقبال على التحوط بالأصول الحقيقية إلى دفع أسعار الذهب إلى مستوى 4500 دولار للأونصة بحلول منتصف عام 2026.
وأشار البنك إلى أن تدفقات صناديق الذهب المتداولة تحولت للصعود بعد أربع سنوات من البيع الصافي، مسجلة أقوى أداء منذ عام 2020، مع توقعات باستمرار هذا الزخم في ظل تراجع أسعار الفائدة عالميًا.
كما أكد أن البنوك المركزية تواصل تعزيز احتياطاتها من الذهب، بينما يظل الطلب على المجوهرات مستقرًا، مما يدعم الطلب المادي القوي على المعدن الأصفر.
وكان البنك قد رفع توقعاته لسعر الذهب لعام 2026 من 3313 دولارًا إلى 4400 دولار، وذلك بعد يوم واحد فقط من تسجيل الذهب أكبر خسارة يومية في 12 عامًا.
وقالت آمي غاور، استراتيجية المعادن في مورغان ستانلي، إن المستثمرين ينظرون إلى الذهب ليس فقط باعتباره أداة للتحوط من التضخم، بل أيضًا كمؤشر على اتجاهات السياسة النقدية والمخاطر الجيوسياسية. وتوقعت استمرار الزخم الصعودي لأسعار الذهب مع تراجع الدولار، وزيادة الطلب على صناديق الذهب، واستمرار شراء البنوك المركزية.
وأضافت تحليلات البنك أن الذهب — وللمرة الأولى منذ عام 1996 — أصبح يشكل حصة أكبر من احتياطي البنوك المركزية مقارنة بسندات الخزانة الأمريكية. كما سجلت صناديق الذهب المتداولة تدفقات قياسية بلغت 26 مليار دولار في الربع الثالث، ليرتفع إجمالي الأصول المُدارة إلى 472 مليار دولار كرقم قياسي.
ومع عودة المستثمرين الأفراد إلى سوق الذهب من جديد، وتوقعات ضعف الدولار، واستمرار انخفاض تكلفة الاقتراض، يرى مورغان ستانلي أن الذهب سيظل في صدارة التفضيلات الاستثمارية خلال العام المقبل.