• / 1360

شهدت منطقة القاهرة التاريخية تطورًا لافتًا يعيدها إلى دائرة الضوء الثقافي، عقب توقيع مذكرة تفاهم بين صندوق التنمية الحضرية ومؤسسة عزة فهمي لتنمية الصناعات الحرفية واليدوية، وذلك بحضور الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء. ويمهّد هذا التعاون لإنشاء مركز ثقافي وتدريبي متكامل داخل منطقة درب اللبانة، بالتزامن مع انطلاق فعاليات مهرجان الفسطاط الشتوي 2025، الأمر الذي يعزز جهود الدولة في إحياء الحرف التراثية وترسيخ قيمة العمارة التاريخية.

 

مشروع متكامل لإحياء نسيج القاهرة التراثي والحرف التقليدية

 

يأتي هذا المشروع ضمن خطة حكومية شاملة تستهدف إعادة إحياء النسيج العمراني بمنطقة القلعة ودرب اللبانة، وتحويلها إلى مركز رائد للحرف التقليدية والفنون اليدوية. وتستند الخطة إلى رؤية تهدف إلى تحويل القاهرة التاريخية إلى فضاء ثقافي حي يُبرز العمارة الإسلامية والتراث الحرفي المصري، ويضمن استدامته للأجيال القادمة.

 

مركز ثقافي على مساحة 2370 مترًا بطابع معماري مستوحى من التراث

 

يقع المركز داخل مبنى تابع لصندوق التنمية الحضرية بمساحة بنائية تبلغ 2370 مترًا مربعًا، ومواجه لبيت المعمار المصري. وقد تولى تصميمه فريق متخصص في العمارة التاريخية، بما يضمن الحفاظ على الطابع الأصيل للمنطقة المصنفة ضمن مواقع التراث العالمي التابعة لليونسكو.

وسيضم المركز مجموعة متنوعة من المساحات تشمل:

 

قاعات للمعارض الفنية والمحاضرات.

 

ورش تدريبية متخصصة في مختلف الحرف التراثية.

 

مناطق مخصصة لخدمات الحرفيين وتعزيز بيئة العمل.

 

استوديوهات إقامة لفنانين عالميين.

 

منافذ لعرض وبيع المنتجات التراثية والمصنوعات اليدوية.

 

 

عزة فهمي.. من ورش خان الخليلي إلى تأسيس مشروع ثقافي رائد

 

يرتكز المشروع على خبرة المصممة العالمية عزة فهمي، التي بدأت رحلتها المهنية وسط ورش خان الخليلي كأول امرأة تتقن صياغة الحُلي بين الحرفيين الرجال، قبل أن تنجح في تأسيس علامتها التجارية التي أصبحت واحدة من أبرز دور المجوهرات في الشرق الأوسط، مع حضور قوي في لندن والرياض وعدد من العواصم الدولية.

ومع هذا المشروع الجديد، تواصل مؤسسة عزة فهمي رسالتها في تدريب وتأهيل جيل جديد من الحرفيين، مع تطوير الصناعات التراثية بأساليب تدمج بين الأصالة وروح التصميم المعاصر.

 

شراكة تعزز التعاون بين الدولة والمجتمع الثقافي

 

أكد الدكتور مصطفى مدبولي أن مذكرة التفاهم تمثل نموذجًا فعّالًا للشراكة بين الدولة والمؤسسات الثقافية، بهدف إحياء الحرف التقليدية وتحويل القاهرة التاريخية إلى «متحف مفتوح»، بما يعزز حضور هذه الفنون ويرسخ استمراريتها.

وأوضح المهندس خالد صديق، رئيس صندوق التنمية الحضرية، أن المركز الجديد سيكون نقطة انطلاق مهمة لإحياء درب اللبانة كأحد المحاور الرئيسية في مشروع تطوير القاهرة التاريخية واستعادة مكانتها الثقافية والحرفية.

 

خطة تطوير شاملة لدرب اللبانة ومحيط القلعة

 

يندرج إنشاء المركز ضمن برنامج تطوير موسع يتضمن:

 

ترميم المباني القديمة وإعادة توظيفها.

 

تحديث مرافق المنطقة وتحسين الخدمات.

 

إعادة تنظيم الحركة والزائرين داخل الأزقة التراثية.

 

تطوير البيئة العمرانية في محيط القلعة وحديقة تلال الفسطاط.

 

 

وتهدف هذه الجهود إلى تحويل المنطقة إلى مقصد ثقافي وسياحي يعزز الاقتصاد الإبداعي ويوفر فرص عمل واسعة للحرفيين.

 

تعزيز اقتصاد الصناعات الإبداعية ودعم الهوية المصرية

 

يركز المشروع على دمج الحرف التقليدية ضمن منظومة الاقتصاد الإبداعي، بما يساهم في زيادة الصادرات وتعزيز الهوية التجارية لمنتجات «صُنع في مصر». ويستفيد المشروع من خبرة مؤسسة عزة فهمي في تحويل التراث المصري إلى منتجات ذات قيمة عالمية في أسواق متعددة.

 

خطوة أولى لمشروعات مماثلة حتى 2030

 

تشير التقديرات إلى أن هذا النموذج الناجح مرشح للتطبيق في مناطق تاريخية أخرى، عبر إنشاء مراكز تجمع بين التعليم والإنتاج والعرض والإقامة الفنية، ليصبح أحد الركائز الرئيسة لاستراتيجية إحياء القاهرة التاريخية حتى عام 2030.